الفصل التاسع والأربعين

Start from the beginning
                                    

((نظرت كريستل حولها بعد ان سمعت دوي سيارات الشرطة ثم تحرر جوزيفين..ورجالها يسقطون واحدا تلو الأخر..لا..لا يمكن ان يحدث هذا هكذا فكرت..ثم نظرت امامها لترى جوزيفين تبتعد عن كل هذا وعلى شفتيها شبح ابتسابة ذكرتها بتلك التي كانت على فم مادلين فشعرت بالدم يغلي في عروقها فرغم وجود السلاح في يدها إلا انها لم تعلم على من تصوبه بالضبط خاصتا بعد ان ادركت فشل خطتها وانها خسرت تمام..لكن ان كانت ستسقط فلن تفعل وحدها فرفعت سلاحها الى جوزيفين وهي تغمغم:

-لا يهم بأي طريقة تموتي..فقط موتي

وبتلك المشاعر التي تعتريها ضغطت على الذناد))

-جوزيفين احترسي..

صوت جين يرن في اذني وانا انظر الى ما يحذرني منه..والذي تبعه صوت خروج الرصاصة من المسدس..لا مفر..لا مهرب..ثم صوت الرصاصة وهي تخترق اللحم لتغوص فيه..تأوهت وانا ارتطم بالحائط..كل شيء حدث بسرعة..بسرعة جعلتني احدق بعينين متسعتين الى الجسد الملقى علي في ذهول قبل ان اصرخ:

-لا..لااااااااااااا..

انهمرت الدموع من عيني وانا اهز الجسد واهتف بجزع:

-جين..جيين!!..

يا الهي..يا الهي..لقد حماني جين..تلقى الرصاصة بدلا عني وانا بعيني الرصاصة وهي تخترق صدره..في تلك اللحظة اقتحم رجال الشرطة المكان..وانا لا اكف عن البكاء والهستريا وعيني حين الساخرتان ترمقني وهو يقول:

-كفي عن..البكاء..فأنا لن اموت..من هذا..

حاولت ان اتماسك لكن محاولتي باءت بالفشل حين رأيت كلا من سيتو وريتشارد يسقطان ارضا فاقدين للوعي في نفس اللحظة ودون مقدمات وكان هذا كفيلا بجعلي انفجر بالبكاء من جديد بينما رجال الشرطة حولي يحاولون تهدأتي بعد حملوا جين وسيتو وريتشارد الى عربة الإسعاف لكن هيهات..لم يستطع احد منهم تهدأتي حتى بعد ان اخبروني ان جرح جين ليس بالخطير وان الرصاصة لم تخترق صدره كما ظننت بل عند مفصل الكتف ورغم امساكهم بكريستل متلبسة إلا اني لم استطع الكف عن البكاء ولم ادري لذلك سببا...

*** *** ***

هدأت اخيرا بعد ما يقرب من نصف ساعة جعلت فيها رجال الشرطة يلتفون حول انفسهم في حيرة من امري..كنا خارج المدرسة الأن، امام بوابتها في الواقع فقد استغرقنا وقتا طويلا للخروج من تلك المتاهة خصوصا بعد فقداننا للخريطة وبمجرد خروجي رأيت ما يرب من عشرة سيارات شرطة واثنين اسعاف وقد نقل الى احداهما ريتشارد وسيتو والتي تحركت بهما مسرعة الى اقرب مستشفى اما الثانية فكانت لجين لكنها لم تتحرك بل تم اسعافه فيها خصوصا وان جين لم يفقد الكثير من الدماء..وقفت غير عالمة ماذا افعل؟ او الى اين اذهب؟..فجأة تذكرت بيتر ودريك يا الهي لابد وانهم جنوا لذلك اتجهت الى احد الضباط وسألته عن هاتف فأعطاني هاتفه وعلى الفور اتصلت ببيتر فأتني صوته مبحوحا مضطربا:

ما وراء الأكاذيبWhere stories live. Discover now