الفصل الرابع والعشرون

4.4K 366 13
                                    

في اللحظة التي اغمضت فيها عيني مستسلمة شعرت بتلك القبضة على يدي ومن يجذبني لنعود الى رصيف المحطة مرة اخرى كانت جزبة سريعة قوية لكنها لم تنقذ العكاز فقد شعرت بالقطار يصدمه ومن ثم يحطمه وهذا كان مؤلما لكن المهم ان هناك من وثب وانقذني من هذا المجنون؟ نظرت الى صاحب الكف التي لازالت ملتفة حولي لأرى جين فغرت فاهي في دهشة وعجزت عن الكلام في حين الناس حولنا يتكلمون وكاثرين قد انحنت علي لتطمئن على حالي ساعدني على الإعتدال وهو يتحدث الى كاثرين لكني لم اكن اسمع فعقلي يعمل الأن كالصاروخ ما الذي اتى بجين هنا؟ اعني انا سعيدة لأنه انقذني بالتأكيد لكن ما الذي اتى به هنا؟ ما تلك الصدفة التي تجعله ينقذني وليس مرة بل مرتين؟ نعم فوجوده في بيت خالي براين ذلك اليوم كان يؤرقني فأنا لا ادري ما الذي جلبه الى ذلك المكان في المقام الأول؟ من المستحيل ان تكون تلك صدفة فكيف يكون موجودا دائما في المكان المناسب في الوقت المناسب ....افقت من اسألتي على صوت كاثرين التي كانت في حالة اشبه بالصراخ الأن:
-جوزيفين..جوزيفين..
رفعت بصري اليها فقالت:
-هل انت بخير؟
قلت بإرتباك:
-أ..أجل
ثم نظرت الى جين وقلت:
-ما الي اتى بك الى المحطة؟
نظر لي بتعجب وقال:
-ما الذي اتى بي؟ لقد انقذت حياتك للتو!!
همهمت:
-نعم فعلت..على كل حال شكرا على انقاذي لكن علي العودة الى المنزل الأن لذا وداعا
-وانا ايضا على عجلة من امري لكن جويفين قابليني غدا في المدرسة
-ماذا؟
-تحديدا في الأستراحة
ثم رحل مما لم يعطني فرصة للرفض
نظرت لي كاثرين معاتبة:
-لقد كنت فظة جدا مع انه انقذك للتو
-فقط دعينا من كل هذا وعاونيني على الوصول الى المنزل
وحين اصبحنا امام البيت تماما ضغط على الجرس ففتح لي بيتر الباب وهو يمسك بهاتفه وعقد حاجبيه قائلا:
-يالا العجب انت هنا بهذه السرعة لقد اخبرني السائق للتو انه لم يجدك في المدرسة
قلت بسرعة:
-هل اخبرت سيتو؟
-كنت على وشك ان افعل
قالها وهو يلوح بهاتفه فأختطفته من يده وقلت:
-لا تخبره اذن ها انا هنا لم اذهب الى اي مكان
-لن افعل والأن الهاتف
قالها وهو يمد يده فتنهدت وقلت وانا اعطيه اياه:
-الن تدخلنا؟
فأفسح الطريق فدخلت انا وكاثرين تساندني حتى جلسنا فسأل بيتر:
-ماذا حدث؟ اين عكازك؟
سبقتني كاثرين قائلة:
-لقد كنا في محطة القطار و...
قاطعتها بسرعة:
-حين تعثرت ووقعت لكن العكاز كان اسوء حظا مني لأنه وقع على القضبان لا داعي لذكر انه قد تكسر الى اشلاء للأسف
نظرت لي كاثرين في استغراب لكنها صمتت حمدا لله فقال بيتر:
-شكرا يا كاثرين على مساندتها حتى وصلت الى هنا
-حسنا اعتقد ان علي الرحيل الأن ان امي ستقتلني ان تأخرت اكثر من هذا
هكذا خرجت بينما نظر لي بيتر في شك وريبة فقلت بحدة:
-ماذا هناك؟ لماذا ترمقني هكذا؟
-لا شيء فقط اصعدي الى غرفتك وذاكري قليلا
-لا اريد
-اما هذا او اخبر سيتو بخروجك
-انت لن تفعل
-جربيني
زمجرت في غضب وضيق وجررت ساقي الى السلالم حيث غرفتي ...جلست لأذاكر وبعد ما يقارب الساعة رن هاتفي فأمسكته لأجدها كاثرين!! فلمست الشاشة لأجيبها فأتاني صوتها يقول دون مقدمات:
-سأدع موضوع كذبك يمر لأن هذا ليس ما اتصلت لأجله لكن لابد ان يكون لك تفسير مقنع فيما بعد والأن لنعد لم اريد قوله هناك رحلة تقوم بها مدرستنا الى(.....) لمدة ثالثة ايام سنرى المعالم الأثرية وسنتجول في المدينة سيكون ذلك رائعا علينا الذهاب
لم يكن الأمر بحاجة الى التفكير لذا قلت على الفور:
- اريد حقا الذهاب لكني لست واثقة ان كان اخوتي سيوافقون
-عليك اقناعهم لأنها تستحق وايضا ستكون اول رحلة لنا معا
-ما موعدها؟
-بعد اسبوع من الأن
-لكن هذا قريب جدا انا احتاج الى ثلاثة اسابيع على الأقل كي اقنعهم
-فكري في الأمر يا جوزيفين لابد من طريقة اعلم ان سيتو سيكون مشكلة لكنك تسطيعين اليس كذلك؟
-سأحاول؟
-حسنا حظا سعيدا
ثم ودعتني واغلقت الخط ، انا حقا اريد الذهاب ان الأمر يبدو ممتعا كان هذا هو تفكيري عن الرحلة ولم اتخيل لثانية كي ستنقلب الأحداث خلالها.
ارتديت ملابسي ونظرت الي المرآه وانا اقول:
-جيد ...لم يبقى سوى تصفيف شعري
هكذا امسكت مشبك الشعر ورفعت به شعري ليصبح مثل ذيل الحصان ابتسمت بثقة امام المرآه وانا اقول:
-اجل هذا ما اريد
خرجت من غرفتي مسرعة وكذلك هبطت السلالم فألمتني قدمي:
-او هذا يؤلم علي التروي قليلا
صحيح اني نزعت الرباط والضماضات ولكنها لم تشف تماما علي ان اكون حذرة جلست على مائدة الإفطار بابتسمة زاهية وإشراقة غير طبيعية حتى ان دريك قال:
-جوزفين هل مات احد ؟
-ماذا تقول ؟
-اعني انك تبدين سعيدة للغاية
نظرت له وقلت بحدة:
-وهل هناك مشكلة بهذا؟
-لا بالطبع لا....
نعم هذا ما حاولت بكل جهدي ان يظهر على وجهي السعادة لكن ما بداخلي كان شيئا واحدا الخوف نعم الخوف هناك من دفعني امام القطار هذة محاولة لقتلي لا شك فيها ...هناك من يحاول قتلي لكن علي الابتسام والتظاهر بالمرح لأنه ان علم إخوتي بشئ فسأحبس بالمنزل خوفا عليّ وهذا ما لا اريده ان يحدث ابدا تناولت افطاري ثم اعلنت انه حان وقت ذهابي الى المدرسة وهكذا خرجت من المنزل لأجد امامي سيارتان إحداهما لي وألاخرى لسيتو نظرت للعربة فرأيت هنري يقف بجوارها في انتظار سيتو بالتأكيد اذن هذا ما فعله سيتو لقد ابدل سائقه بسائقي اتجهت نحو هنري ببتسامة حقيقية وانا اقول:
-لم ارك منذ فترة ..كيف حالك؟
نظر لي مدهوشا في البداية ثم قال:
-بخير حال انسه جوزيفين
-يسعدني سماع هذا
ابتسم وقال:
-اذن كيف هو الحال مع سائقك الجديد؟
تنهدت وقلت:
-إنه غبي كأي خادم اخر في هذا المنزل  ثم نظرت له:
-اريد حقا ان تعود سائقي مجددا
ابتسم ثم نظر الي ساعته وقال:
-انسة جوزيفين فلم يبق من الوقت الكثير على ان يرن جرس المدرسة
قلت بلا مبالاه:
-لا يهم اريد ان ابقى هنا قليلا لأتحدث معك
رد بحزم:
-لا هذا يكفي لليوم لكي لا تتأخري عن المدرسة ولكي لا تغضبي سيد سيتو هيا..
قلت بإنزعاج:
-حسنا
ثم ودعته واتجهت نحو سيارتي وركبت السيارة فانطلق بها ذلك السائق ماذا كان اسمة ؟....لا يهم كنت انظر من النافذة حين قال السائق :
-انسة جوزفين؟
-همم؟
-هل يمكنك الا تكرري ما حد هذا الصباح لكي لا نتأخر على المدرسة؟
عقدت حاجباي وقلت:
-ما دخلك انت ؟ لأتخر عن المدرسة انا حرة
-لكن سيد سيتو..
-لا لكن، فقط اخرس وقُد هذة هي مهنتك
فصمت وبعد هينة قال:
-لقدوصلنا
واوقف السيارة فترجلت ودخلت المدرسة, مر اليوم كالمعتاد حتى جاء وقت الأستراحة الذي توجهت خلاله الي فصل جين لأن ذلك الوغد قد طلب رؤيتي وانا اكاد اموت فضولا لأعلم لماذا هكذا وقفت على باب الفصل فقابلني احد زملائه فسألته:
-هل جين هنا ؟
فنظر خلفه وقال:
-جين هناك فتاة تريدك
ثم وجدت جين يقف امامي فقلت ببرود:
-اذن ماذا تريد ؟
-تعلمين انه توجد بطولة رياضية هنا في المدرسة اليس كذلك؟
-وما دخلى انا ؟
-اليوم هو الأخير وستكون فيه المباريات النهائيه وكما تعلمين انا مشارك في الفنون القتالية واريدك ان تحضري المبارة النهائيه
نظرت له بدهشة قائله:
-ماذا؟...مستحيل انا لا املك الوقت لهذا
-جوزيفين انسيتي انك وعدتني انك سوف تقومين بأي شيئ اطلبه منك بعد ان خالفت احد شروط اللعبة
نظرت له بغضب عاجزة عن الرد:
-لا تغضبي هكذا فهذا ليس اخر شيئ ستفعلينه لي
-ماذا؟
ابتسم بسخرية وقال:
-هل اعتقدتي ان هذا فقط سيجعلني اتخطى تعديكي على الشروط
ثم استدار عائدا الى فصله وهو يقول :
-انت تحلمين
وتركني اقف وحدي امام فصله وانا اكاد انفجر من الغيظ لماذا؟ لماذا يستفزني هكذا؟ ....

ما وراء الأكاذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن