الفصل الحادي والعشرون

4.6K 370 20
                                    

انتفض جسدي بقوة على اثر الصوت وانا اهتف:

-لا..لا..لاااااااااا

لماذا الان؟ ان جسدي لا يكف عن الإرتجاف وحنجرتي لا تكف عن الصراخ الذي سرعان ما تحول الى انين:

-سيتو..سيتو

اين انت؟ انا احتاجك فأين انت؟ الدموع تنهمر من عيني حين سمعت باب الحمام يفتح بسرعة وصوت خطوات مسرعة تتجه نحوي ثم شعرت بيدان تلتفان حولي وبصوت سيتو يقول محاولا تهدأتي قائلا:

-انا هنا، انا هنا، اهدأي انا هنا بجوارك

وكالعادة بدأت استكين كما افعل دائما حينما يكون متواجدا حين انار البرق الغرفة مرة اخرى فاتسعت عيناي ونظرت الى سيتو مستنجدة وانا اتشبث بقميصه محاولا دفن وجهي في صدره اكثر وانا اتمتم:

-لا اريد سـ..سماع..المزيــ...

لم استطع اكمال ما اريد حيث خرجت صرخة من حلقي فأسرع سيتو يغطي اذني بيديه لكنها لم تكن كافية لحجب الصوت ...صوت الرعد ثم لا ادري من اين لكني بدأت ارى صور غريبة مليئة من الدماء ..جسد إمرأة ملقى على الأرض وحولها بركة من الدماء..ومن حيث لا ادري وجدت نفسي اقول:

-الدماء...الكثير من الدماء..

يا الهي انا انتفض بعنف حين دوى الصوت من جديد حينها شعرت كأن شيء داخلي قد انكسر فقد بدأت اصرخ بعنف ثم تلك الصور تتدافع الى ذهني ولا تتوقف صور مرعبة صور لم ارها من قبل لم اعد اعي ما اقول لكني وجدت نفسي اردد:

-انهم اتون لأجلي يا ستو... انهم اتون.

شعرت به يهزني ويصيح بأمر ما لكني لا اسمع اي شيء فقط صرخاتي وصرخاتها وهي تدافع عن نفسها ....ثم توقف كل شيء فجأة وقد بدأ صوت سيتو يعلو وهو يضمني اليه بقوة قائلا:

-لا، لا احد سيأذيكي انا هنا الان كما كنت معك من قبل ، لن يمسك احد بسوء يا جوزيفين هل تصغين؟ ..لا احد..لا احد

لسبب ما بدا صوت الرعد بعيدا جدا بل غير مسموع وعلى اثر كلماته هدأت تماما وبدأت اعود لعالم الواقع لأجد سيتو ينظر لي في توتر وحوله موظفوا الفندق وباب الغرفة مفتوح على مصرعيه ،تحسس جبهتي وهو يقول:

-هل انت معي؟ اتسمعنني؟ لو كنت تصغين اومئي برأسك

ببطء حركت رأسي فتنهد في ارتياح ونظر الى الموظفون قائلا:

-اتأسف على ازعاجكم هي بخير الان ،والان اذا سمحتم فهي بحاجة الى الراحة

هكذا انصرفوا فأعاد بصره لي فقلت:

-هل توقفت العاصفة؟

-للأسف لا لكني هنا فلا تقلقي فقط حاولي النوم

اقترب من الفراش ثم جلس جواري في واضع مشابه للإستلقاء فهو يعلم اني في مثل هذه الأوقات احتاجه قريب مني لا ادري لماذا لكن لقد كان الأمر هكذا منذ الصغر كلما هبت عاصفة وكان هو بجواري فإني اهدأ اسرع واشعر بالإطمئنان ولا افقد الوعي وهذا جيد فالان فقط استريح وقد غلبني النعاس فأغمضت عيني لم يستغرق الامر الكثير من الوقت لأذهب في نوم عميق.

ما وراء الأكاذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن