الفصل الرابع والثلاثين

4K 354 46
                                    

خلال استراحة الغداء قررت الذهاب الى عيادة المدرسة لأتفقد ريتشارد لكني لم اجده هناك وانا لم اقابله منذ فترة مما اقلقني خصوصا بعد تلك المكالمة الغريبة ... ليس امامي سوى ان اسأل المدير لأعرف اذا ما كان غائبا ام ان امرا قد وقع .. فتحت المكتب ودخلت مما جعل المدير ينتفض وهو ينظر لي ثم هتف:

-هناك باب لتطرقيه قبل ان تدخلي

اه صحيح نسيت ان اطرق فليس من عادتي تجهالت كل هذا ووجهت سؤالي:

-اود ان اعلم اين ريتشـ...اعني الأستاذ ريتشارد؟

نظر لي وكأنه يريد ان يقتلني لكن بعد فترة استسلم واجابني:

-الا تعلمين؟

-اعلم ماذا؟

-انه متغيب منذ يوم الرحلة حاولنا الإتصال به لكن بلا عائد إذا شئنا الدقة لقلنا انه اختفى

اتسعت عيناي وانا استعيد ما مكالمته وهمست:

-لا ..لا يمكن..

ودون كلمة اخرى تركت المكتب مسرعة وانا اشعر بإختناق شديد ..احتاج الى الهواء احتاج الى الهدوء..اشرعت قدماي على السلالم وانا اتخبط في الصاعدين والهابطين حنى وصلت الى باب السقف وفتحته لكن شعوري بالإختناق لم يتوقف..توجهت نحو سور واسندت كتفاي عليه وانا استعيد المكالمة...

((-الو؟ من معي؟

-جوزيفين؟

كان الصوت مألوف يتحدث بإنهاك وبسرعة فقلت:

-ريتشارد؟ كيف؟

-لا يهم.. المهم الأن ان تسمعي جيدا كل حرف اقوله فأنا لا املك الوقت

كان صوته يرتجف قليلا فأسرعت قائلة:

-حسنا

-اسمعي جيدا ودوني ما اقول، إن واقول إن حدث واختفيت فعليك وعلى الفور ان تتصلي بهذا الرقم (.....) افهمتي؟

-ماذا تعني ان اختفيت؟ هل حدث شيء؟

-ليس الأن

-ماذا حدث؟ اخبرني!!

تنهد وقال:

-فقط جدي القاتل وانتقمي لنا

-ماذا...ريتشار؟..ريتشااارد؟!!))

كورت قبضتي وضربت بها السور في غضب ويأس واخذت نفسا عميقا كي امنع نفسي من البكاء وبصوت مرتجف قلت:

-اذن..اذن انت ايضا

لكن هذا لم يمنع الإختناق الذي اشعر به ان يزداد ..المزيد من القتلى .. لماذا؟..لماذا يحدث كل هذا؟لماذا علي ان امر بكل هذا؟ ما ذنبي في كل هذا؟ بصوت مختنق قلت:

-لما لا اُقتل انا؟..اريد ان استريح..لقد وصلت الى اقصى حدودي

لم اعد احتمل كل هذه الدماء....لم اعد احتمل كل هذا الألم..لم اعد احتمل المزيد...نظرت الى السماء وهتفت:

ما وراء الأكاذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن