الفصل السابع والعشرون

4K 344 16
                                    

لكن ليس هناك وقت صرخت مستنجدة فاندفع ذلك الشخص مقتحماً الغرفة فنظرت له بدهشة بينما اخذ هو بعض الوقت ليستوعب ما يحدث ثم ان احد الفتيان قال:
-ما الذي يفعله هذا هنا؟
وانطلقوا جميعاً نحو النافذة بينما اندفع ذلك الشخص بسرعة نحو ذلك الفتي الذي كان يحمل هاتفه ويصور ولكمه فسقط الهاتف لكن الأخرين تمكنو من الهرب اتجة نحوي يفك قيدي وهو يتسائل :
-هل انتي بخير؟
بينما قلت انا :
-لقد كان انت يا ريتشارد!!
ثم عاونني على النهوض لكني اصطدمت بشيئ ما ثم سمعنا صوت شيئ معدني يرن علي الأرض فنظر كلانا الى مصدر الصوت فإذا به الخاتم فانحنى عليه وامسكه ,عقد حاجبيه ثم ابتسم وقال:
-اذن فأنتي تملكين الخاتم الثاني
كنت انا لا ازال احاول الخروج من الصدمة واني نجوت من حالة اعتداء مؤكد فاتجه نحوي يساندني وهو يقول :
-لا تقلقي ستكونين بخير كل شيئ على ما يرام
ثم امسك يدي ليساعدني على الخروج من هذة الغرفة لكنه نظر لي في قلق وقال:
-انتي ترتجفين بشدة
اما انا فقد بدأت اشعر ان وعيي يتسرب مني وان الصورة التي اراها اصبحت سوداء تماماً اعتقد اني سقطت ارضا بعد ذلك.
***    ***     ***
فتحت عيناي بصعوبة نظرت حولي .. اين انا؟ هذه ليست غرفتي لكن المكان مألوف حاولت ان اعتدل رغم ان يداي الامتاني الا اني اعتدلت على اية حال ثم سمعت من يقول:
-اعتقد انك بحاجة المزيد من الراحة
نظرت الى مصدر الصوت لأرى ريتشارد جالسا بجوار الفراش عندها ادركت لما بدا المكان مألوفا نحن في عيادة المدرسة وفي تلك اللحظة هبطت علي الأحداث الفائتة قالصاعقة فارتجف جسدي بشدة وقد شعرت بخوف لا حد له فتكومت في ركن الفراش بعيدا عن ريتشارد وانا اقول بصوت مرتجف:
-ا..ابتعد عني
فقال بخفوت لكي لا يفزعني اكثر مما انا فيه بالفعل:
-اهدأي يا جوزيفين
كنت انا في حالة شبه مستحيل التفاهم معها فالتصقت بالحائط اكثر وانا اقول:
-ابتعد عني...
لكنه على العكس تحرك نحوي ببطء وهو يردد:
-اسمعيني..
فصرخت:
-لا اريد ان اسمع شيء ...ما الذي تريده انت ايضا مني؟ اتريد قتلي؟
قال بدهشة:
-قتلك؟!!
طبعا هو لا يفهم لكن عقلي لم يكن يعمل بطريقة منطقية الأن ولم اعد استطيع التفكير سوى في الخاتم الذي وجدته لديه وظله في ذلك اليوم وما حدث منذ قليل جعلني في حالة خوف هستيرية فصحت:
-ربما تكون ايضا من قتل خالي ونواه ،فقط اقتلني يكفي الاعيبا اقتلني
قلتها وانا احتضن كتفايا بل اعتصرهما في خوف الغريب في كل هذا الصياح والصراخ انه لم تكن هناك دمعة واحدة على وجنتي فاقترب مني بسرعة حتى اصبح على قيد سنتيمترات مني ورغم ما قلته الا اني صرخت بقوة ووجدت يدي تتحركان من تلقاء نفسيهما لتلكمه في وجهه وانا اصرخ دون انقطاع لست ادري كيف لكنه تمكن من احكام قبضته حول معصمي موقفا حركاتي ثم قال بصوت حازم:
-اهدئي انا لست عدوك لم اعد كذلك
ثم ضمني بين زراعيه محاولا تهدئتي وهو يقول:
-كل شيء على ما يرام الأن اعلم انها كانت تجربة مخيفة لكن عليك ان تتماسكي
لا ادري ماذا حدث لي حين سمعت هذه الكلمات وحين ضمني بين يديه فانفجرت باكية وانا اتمسك به بقوة فقال وهو يربت على ظهري:
-لا بأس..لا بأس
فأجهشت بالبكاء اكثر وقد اصبحت الدموع كالسيل على وجهي لكني مع الوقت بدأت اهدأ وهو لم يتركني حتى توقفت عن البكاء وجفت دموعي تماما حينها تركني بوفق وهو يتنهد في ارتياح ثم قال:
-لقد افزعتني يا فتاه
تنهدت بإرهاق ،اخيرا بدأت بعض العقلانية تتسرب الي فقلت وانا انظر الى خد ريتشارد الأيسر:
-اسفة ..لست ادري ما حل بي
فخده الأيسر كان محمرا بشده يبدوا اني لكمته بقوة هذا سيترك كدمة بالتأكيد لكنه ابتسم وقال:
-لقد كنت على وشك الدخول في انهيار عصبي اما الان فأنت بخير
ثم ربت على شعري وقال:
-من الجيد اني مكثت الليلة هنا
هنا تذكرت امرا فقلت:
-انت كنت هناك اليس كذلك؟
نظر لي بتساؤل فقلت:
-عندما تسللت هنا ليلا في بداية العام الدراسي
في دهشة قال:
-وانت عرفت ذلك من ظلي
ثم ضحك واكمل:
-اجل لقد كان انا
-ما الذي كنت تفعله تلك الليلة؟ لم انت هنا في هذا الوقت من الليل اصلا؟ ولم تمتلك ذلك الخاتم؟ من انت بالضبط؟
رفع حابيه بتعجب:
-انا متفاجأ من سرعة استاعدتك لتوازنك لكن هذه اسئلة كثيرة وانا لا اراك في حالة تسمح باستيعاب اي شيء لذا اريدك ان تعودي لمنزلك اليوم وتستريحي جيدا ثم نتحدث غدا
اتسعت عيناي في رعب ثم هتفت:
-كم الساعة الأن؟
-الواحدة بعد منتصف الليل
وضعت يدي على فمي لأمنع شهقة كاددت تتسرب من حلقي ثم نهضت من فوق الفراش مسرعة لأشعر بإعياء شديد وافقد توازني فأسندني ريتشارد:
-بروية ان جسدك مرهق وضعيف
ببطء اختفى ذلك الشعور فقلت:
-يجب ان اذهب حالا
-يمكنني ايصالك بسيارتي
فانتفضت بعيدا عنه وانا اهتف:
-لا!!
حين ادرك نظراتي وشعوري بالريبة منه فتنهد في استسلام وقال:
-حسنا يمكنك الرحيل
فاستدرت نحو الباب لكنه امسك يدي فجأه وقبل ان اعترض او يتملكني الخوف قال:
-هذا سيساعدكي على النوم الليلة
ودس في يدي كبسولة دواء فأومأت برأسي ثم تذكرت امرا فقلت بتوتر:
-لا..لا تخبر اخوتي اني جئت هنا او بما حدث لا اريدهم ان يقلقوا
-لن اخبر احدا لا تقلقي
هدأت قليلا ثم استدرت راحلة بأسرع ما استطيع وفي غضون نصف ساعة من العدو المخلوط بالمشي بسرعة كنت امام الباب اخيرا فدخلت دون النظر امامي وكانت النتيجة اصطدامي بأحدهم فوثبت مترا في الهواء وانا اتراجع للوراء لأدرك انه دريك فتنفست الصعداء ان اعصابي متوترة جدا ولا تحتمل كل هذا لكن دريك لاحظ ان ردة فعلي مبالغ فيها فقال:
-هذا انا وليس سيتو .. اين كنت؟
في رفق قلت:
-كنت اتمشى حول المنطقة لقد احتجت بعض الهواء
صاح:
-اي تمشي هذا الذي يكون بعد منتصف الليل اتمزحين يا جوزيفين كيف لك ان تخرجي من المنزل في هذا الوقت
قلت بلا مبالاه:
-انت تخرج وتعود في اي وقت بلا مشكلة فلما لا افعل المثل؟
قال بعصبية:
-هناك فرق بين خروجي وخروجك انت فتاه تذكري هذا
ثم هدأ قليلا وقال:
-انت حمقاء فعلا كيف تفعلين هذا بي لقد اعتقدت انا امرا قد حدث لك سيتو وبيتر كانا سيقتلاني بالتأكيد ثم ادفن بجوارك
رفعت حاجباي في دهشة كل هذه الدراما من دريك هذه اول مرة اراه منفعل هكذا فقلت:
-لم اقصد ان اقلقك
جلس على احد المقاعد ونظر لي بضيق:
-المهم انك بخير
-هل اتصلت بسيتو؟
-لا لقد عدت منذ ما يقرب من ثلث ساعة ولم اجدك فتوترت ولم ادر ماذا افعل ثم حاولت البحث عنك هذا حين دخلت بالضبط
-اذن لا تخبر سيتو ارجوك
-ماذا؟ مستحيل سأخبره لأنتقم من النوبة القلبية التي كدت اصاب بها بسببك
-ارجوك يا دريك .. اعدك ان التزم الصمت ان احضرت فتاة هنا ولن افسد الأمر كما في كل مرة اذا لم تخبر سيتو
قال بسعادة واضحة:
-حقا..انتظري هذا..
قاطعته بسرعة لكي لا يفكر كثيرا:
-ارجوك ارجوك
-حسنا لكن يستحسن ان توفي بوعدك
-بالطبع
-على كل اذهبي الى غرفتك لكي تنالي قسطا من الراحة قبل ذهابك الى المدرسة غدا فأنت تبدين على وشك السقوط من التعب في لحظة
اه صحيح ذلك القرص الذي اعطانيه ريتشارد لقد ابتلعته وانا في الطريق بدأت في الصعود الى غرفتي لكن صوت دريك اوقفني قائلا:
-جوزيفين
-نعم
-لم ياقة قميصك مفتوحة هكذا؟
نظرت الى ما يعنية لأجد ان اغلب الأزرار مفتوحة لتظهر اكثر مما يجب وبحركة حادة قبضت على الياقة وقلت:
-اوه..كيف لم الحظ..شكرا يا دريك
ثم كالبرق ركضت الى غرفتي واغلقتها خلفي ان دريك دقيق الملاحظة في هذه الأشياء ربما ان دقق اكثر لرأى الكدمات على رقبتي وعظمة الترقوه ولسوف تكون مشكلة ان اختلق عذرا لهذا هكذا خلعت ملابس كلها واسرعت نحو الحمام لأغتسل فلم اعد اتحمل جسدي اكثر وشعوري بأن يدا يوجين القذرتين على جسدي لا يفارق ذاكرتي وتحت الماء بدأت اشعر بالإرتياح وكأنه يزيل شعور الإشمئزاز الرهيب من تذكري لم فعله يوجين وما كان على وشك ان يفعله ارتجف جسدي في عنف لتذكري ...حمدا لله ان شيئا لم يحدث نظرت الى انعكاسي في المرآه الكثير من الكدمات على جسدي ان منظري مريع بذلك الوجه الشاحب والعينين الحمراوتين من الجيد ان دريك لم يعلق ..خرجت من الحمام والقيت بجسدي على الفراش وفي غضون ثوان كنت في حالة سبات عميق.

ما وراء الأكاذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن