- من جهةِ بياتريس ، ماري لوكي و هاري -
لوكي الذي يحملُ بياتريس أنزلها برفق لتستلقي على نفسِ السرير الذي كانت تستعمله قبلَ بدءِ رحلتها ، سحبَ كرسيًا قربهُ و جلسَ عليه بينما جلست ماري على حافةِ السرير و هاري اكتفى بالوقوفِ عندَ الباب فهمسَ الأخير : أستكونُ بخير ؟ بياتريس تشان ...
هزّ لوكي رأسهُ نافيًا و قال : لا أعلم ... لم يحدث لها هذا قبلًا ...
حدّقت روزماري ببياتريس النائمة بحزن و همست : أرجوكِ أفيقي سريعًا ... بياتشان ...
- في مكانٍ ما عندَ فترةٍ غير معلومة من الزمن -
فتاةٌ بشعرٍ أسود طويل تتركهُ منسدلًا ، ترتدي فستانًا أخضر فاتح يكادُ يكون أبيضًا ، زَيّنه شريطٌ على خصرها بلونٍ أخضر كالعشب و عقدة عند ظهرها بلونٍ أخضر مصفر ، كانَ يتناسب مع عينيها الخضراوتين كالزمرد ، و أقراطٌ خضراء مصفرة كما عقدةُ فستانها بشكلِ برسيم ذو أربع أوراق ، بشرتها شاحبةُ البياض على عكسِ من يعيشون حولها ، كانت تطفو كما لو كانت تعومُ في الهواء فوقَ مياهِ تلكَ البحيرة ذات الماء الذهبي المتوهج ، أطلقت صوتًا نمّ عن التعجب و همست : أشعرُ بقوةٍ تطابقُ سيدي ... إمرأة ؟ ... كما توقعت ... هي ليست سيدي ...
رفعت رأسها إلى السماءِ الزرقاء و همست : نيه ، سيدي ... متى ستأتي من أجلي ؟ لقد تعبتُ من كوني على قيدِ الحياة ...
- في فترةٍ أخرى في نفسِ المكان -
تلكَ الفتاةُ نفسها ، لكن هذهِ المرة هي لا تطفو فوقَ المياه ، بل تستلقي غامرةً لجسدها و فستانها بها
تنظرُ للسماءِ بهدوءٍ كعادتها ، لكن عيناها توسعتا فجأة لتهمس : أريدُ رؤيتكَ حقًا سيدي ...
ثمّ أجفلت لتقول : هناكَ طاقةٌ أخرى بدت كما لو أنها لسيدي ... بل هي طاقتهُ نفسها لكن أضعف ... فتى ؟ إذًا هذا يعني أنّ سيدي قد عادَ لأجلي أخيرًا ! أنا سعيدةٌ فعلًا ، لوكي ...
فقالَ المدعو لوكي بسعادة : اذهبي للقائهِ إذًا ! آنا !
ابتسمت تلكَ الطفلة بدفء و أغمضت عينيها لتهزّ رأسها نافية : لا أستطيعُ ذلك ... على سيدي أن يأتي لاصطحابي بنفسه ... إنهُ يشبهُ علاقتنا تمامًا ، لوكي ... على السيدِ الانجذابُ أولًا !
لوكي : إذًا ، ما رأيكِ بمراقبته من بعيد ؟ لبضع وقتٍ فقط !
نهضت لتجلسَ على الماء و عبست بتعجب لتقول : ماذا عن ينبوعِ الحياة ؟ لا يمكنني تركُ البحيرة السرمدية دون حارس !
لوكي : اذهبي ! دعي أمرَ حمايةِ البحيرة لي ! آنا !
عانقتهُ بقوة لتهتفَ بسعادة : شكرًا لكَ لوكي ! أنتَ الأفضل !
فهمسَ الآخر : سأختنق !
لتهتفَ مجددًا بعد أن تركته : سأعودُ سريعًا أعدك !
طارت آنا نحو مصدرِ طاقةِ سيدها المزعوم ، كانَ كوخًا من أكواخِ القرية فأطلت من إحدى نوافذهِ لتلمحَ ثلاث أطفال بعمرها ، أحدهم فتى بشعرٍ أشقر و الأخرى فتاةٌ بشعرٍ بني ، لكن ما لفتَ انتباهها هو الطفلُ أسود الشعرِ بنفسجي العينين فهمست بسعادة : سيدي !
حدثت نفسها قائلةً : القرية ترفضُ وجودهُ جزئيا ... لِمَ ؟ ...
سحبَ الطفلان ذاك الطفل أسود الشعر إلى الخارج ، أخذوا يتحدثونَ بعدما بدأوا بالشجار و بدا كما أنهم يستمتعونَ حقًا ، همست بحزن : كما توقعت ... أنتَ لا تذكرني ... سيدي ...
عادت آنا إلى البحيرة تعومُ ببطءٍ شديد و الحزنُ يبرقُ في عينيها مطأطئةً رأسها إلى الأسفل
سألَ لوكي بقلق : ما الأمر ؟ آنا ؟
أجابتهُ بحزن : سيدي لا يذكرني ... كما أنهُ أصغرُ بكثير من سيدي الذي أذكره ...
قالَ الأولُ بجدية : أستنسيني يوما ؟ آنا ...
ابتسمت المعنية بلطف و قالت : و من سيقدرُ على نسيانِ سنجابٍ عائم ؟
لوكي : أرأيتِ ؟ كذلكَ لا أحد يستطيعُ نسيان فتاةٍ جميلة عائمة ! سيتذكركِ قريبًا لذا لا تقلقي !
قهقهت آنا بلطف و قالت : معكَ حق ! سيتذكرُ قريبًا !
لوكي : أليسَ كذلك ؟ في المرةِ القادمة تحدثي معه قليلًا !
ابتسمت بإشراق و أومأت مهمهمةً بالإيجاب ، فتحت عينيها ثمّ قالت بلطف : شكرًا لك ! لوكي ...
- عودة إلى حيث بياتريس -
همهمت بياتريس أثناءَ نومها : لوكي ...
أجفلَ لوكي من فوره و هتفَ بقلق : بيارين !!
ضبابٌ أسود كثيف تجمعَ لتظهرَ إيلينا قائلة : يبدو أنّ آنا تستعيدُ ذكرياتها ... مما يعني أنّ بياتريس بدأت تختفي ...
التفتَ إليها الجميع بحذرٍ شديد اخذين وضعية القتال لتردف مع ابتسامة ساخرة : على مهلكم لست هنا للشجار معكم ان لم تبداوا اولا... على الاقل ليس حاليا...
قالَ لوكي بحدة : آنا ماتت منذُ مائة و ثلاثونَ عامًا !
إلينا : اوه حقا ؟ إذًا لِمَ بدأ وشمُ المتعاقد يظهرُ على صدرك ؟
اتسعت عينا لوكي و هرعَ إلى المرآة ، أمسكَ بياقةِ قميصه و وسّع فتحةَ عنقه ليصدمَ بوشمِ المتعاقد الخاص به يعودُ مجددًا ، التفتَ نحو بياتريس النائمة ليهمسَ بقلق : بيارين ! رجاءً لا تختفي !
YOU ARE READING
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...