الزهرة الثانية عشر : ضوء

680 76 21
                                    

" روبي : في ذلك اليوم... عرفت أن سعادةَ أي شخص يمكن لها أن تتحطم في أي لحظة... لقد كنت أبكي و أنا احتضن جسدي في الزاوية، أما ما حولي فقد كان يتوهجُ باللونِ الأحمر البرتقالي الساخن... أبكي و أنادي على أبي تارةً و على أمي تارةً أخرى، أنا... هربت من ذلك الجحيمِ فقط... و ما كان في انتظاري في الخارج إلا جحيمٌ أبيض بارد... هناك حيث ظهر هو و أنقذني... "

أمسكت حربتها و اندفعت نحوه تصرخ بصوتها المبحوح حتى توقفت الحربةُ أمام رقبة غوبر بينما توقفت هي عن الصراخ... ساد الصمت للحظة ليكسره صوت سقوطها على ركبتيها أرضًا

فقالت بصوت خافت منكسر : لا أستطيع... قتله...

فقالت الأخرى بصوتٍ خافتٍ حَزين

بياتريس : روبي سان...

فقال هو ببرود بثّ الرعب في جسد كلتيهما و كأنّ الماء البارد يجري في جسديهما

راين : أتودين مني قتله ؟

نظرتا له بصمت و علامات الرعبِ تهيمن على وجهيهما

استجمعت بياتريس ما تبقى لديها من شجاعة لتسأل بقلق : ما الذي تقوله ؟، راين سان...

اقترب من غوبر و هو يعرج ممسكًا بجراحه

فيقول بحدة انعكست على عينيه : أريد سؤالكَ شيئًا واحدًا... أذلك الشخص في عالمِ البشر ؟، ما هو هدفه ؟

فردّ غوبر من فورهِ بعفوية : إنه موجود... وعيه على الأقل... أما بشأن هدفه ؟، من يعلم ؟، كل ما أخبرت به هو أن أسحبكَ إلى مكانه معي...

سكت لوهلة ليكمل كلامه : إنه دوري لطرحِ الأسئلة الآن... من أنت بالنسبة لذلك الشخص ؟

ابتسم ساخرًا مطلقًا تنهيدةً مع تلك الابتسامة ليرد بحدة : ليس لدي أيّ التزام للرد على أسئلتك...

بدأت الرياحُ تعصف حول راين حين أتمّ جملته تلك، أخذ كلاهما وضعيةَ القتال استعدادًا للتصادم، إلا أنّ المكان بدأ بالانهيارِ فجأة، أدرك راين ما حوله ليلتفت نحو بياتريس سريعًا تاركًا غوبر خلفه، أمسك بمعصمها و سحبها معه إلى حيث توجد روبي المنهارة على الأرض

أطلق راين ( تش ) من بين أسنانه وقال بتذمرٍ حاد : و أنا من ظن أنها أهدأ من اللازم !، إنها غير واعيةٍ لما حولها أبدًا !!

حملها على ظهرهِ و عاد لإمساك معصمِ الأخرى ثانيةً و أخذ يراوغ بهما حطامَ الصخورِ المنهمرِ كالمطر، حينها لمحوا نورًا أبيض يتوهج في الأفق و قد صدر منه صوتٌ مألوف لبياتريس و قد اعتراه القلق و الدهشة

+ : بيارين !!!

نظر لها راين بطرفِ عينه فإذ به يلمح عينيها تلمعان من السعادة، ابتسم لنفسه بهدوء و التفت نحو الجانبِ الآخر إذ بها بقايا بروميستا، تشتت تلك الابتسامةُ الصغيرة و سمع صوتًا داخل رأسه يقول

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now