الزهرة الرابعة و الثلاثون : بوابة من الياقوت الاحمر.

481 56 9
                                    

تساءلت بياتريس قائلة : لكن.. كيف يمكن لنا النزول إلى الأسفل ؟، الشجرة تنمو داخل وادٍ مستدير و لا شيء حولها سوى المنحدرات...

قهقهت جوليا بغرور مقطبة حاجبيها مغلقة لعينيها و ابتسامةُ التكبر رسمت على شفتيها فقالت : بشأن هذا... إعتمدوا علي.

ضربت الأرض بقدمها بقوة ثم أردفت : لا انتيغيوا الكيميا : إيسكاليرا

*الخيمياء القديمة **سلم

اهتزت الأرض تحت أقدامهم و بدأ المنحدرُ الحاد يغير شكله و تتشقق جدرانه لتنبثق منها أغصان شجر عملاقة تتشابك ببعضها بشكلٍ أفقي مكونةً سلم امتدّ حتى قعر الوادي، هاري ؛ روبي و بياتريس أمسوا يحدقون بذلك السلم بأفواهٍ مفتوحة و ذهول ارتسم على محياهم، أما ماركوس فقد صفر كعادته بإعجاب

فتذمر راين و هو يقلب عينيه : أتمزحين ؟، درج ؟، يا لكِ من مملة !، أنا أستطيع الطيران أتعرفين ؟

ردت جوليا بثقة : أظن أنّ بياتشان و روبيرين تفضلان سلمًا لا ؟

لتقول روبي بجدية : خيوط الأرملة السوداء قوية بما يكفي لأنزل باستخدامها...

فحاولت بياتريس تهدئة الوضع، قالت بارتباك : أ أنا لا أمانع أي طريقة كانت...

أوقفهم ماركوس بابتسامته البلهاء المعتادة : حسنًا حسنًا على رسلكم !، فلنذهب !.

فأومأ لوكي إيجابًا موافقًا لما قاله، هموا بالنزول عبر سلمِ جوليا، منهم من يتسابق إلى الأسفل كبياتريس و لوكي، و منهم من يزعج من حوله كماركوس بمزاحه الثقيل الذي يدفعُ هاري تارةً و راين تارةً أخرى، أو من يحاول إمساك قوس قزح بياتريس ؛ لوكي ؛ روبي و جوليا، و في النهاية أخيرًا قفزت بياتريس من على الدرجةِ الأخيرة، رفعت رأسها نحو السماء تحدق بالشجرة فارعةِ الطول أمامها بابتسامةٍ متسعة فهمست

بياتريس : إنها عظيمة فعلًا !

ابتسم هاري بخفة قائلًا : لنأخذ جولةً حولها !

شرع السبعة بالالتفاف حول جذعِ الشجرة أو هذا ما ابتغوه، لكنه كان سميكًا لدرجة أنهم لم يستبينوا إن كانوا يدورون حقًا أم أنهم يمشون في خطٍ مستقيم، و بعد بضع ساعة من الالتفاف لمحوا شيئًا أخيرًا

أحنى لوكي رأسه إلى اليمين سائلًا باستغراب : باب ؟

وقف الجميع أمام تلك البوابةِ العملاقة شبه المستديرة، فهي بجوانب مستقيمة و قمةٍ مستديرة، صُنعَت من الياقوت الأحمر اللامع كما لو كانت هلامًا صلبًا، و أحاط بِها إطارٌ من الذهب كما الحال مع مقبضيها الكبيرين و تلك النقوش العشوائية التي تجمعت على شكل مثلث في الأعلى عند كلا الجانبين الأيمن و الأيسر، ازدردت بياتريس ريقها و تقدمت من الباب بضع خطوه حتى أصبحت أمامه مباشرةً، مدت يدها بخفة حتى لامس إصبعها الأوسط والسبابة تلك البوابة الياقوتيه فأصدرت بضع حلقة كما لو كانت قد لمست سائلًا، لامست الحلقات حواف البوابة و نقوشها لتهتز الأخيرة و تتحرك متجمعةً نحو المركز تحت المقابض مكونةً حروفًا للغة كانت غير مفهومة للبعض بينما فهمها الآخر

قالت بياتريس ؛ جوليا و راين في الوقت ذاته : هيَ من ثمارِ السماء، لا يطالها إلا مجنح يرفرف في الأعالي، نفسية هي فتساوي أحدكم ثمنًا، عُكس على المرآة سبع ظلال فطالبتكم بما يساويها.

التفتَ راين إلى الفتاتين متعجبًا فسأل هاري : كيفَ أمكنكم قرائتها ؟

لترُد عليه بياتريس بهدوء يتخلله التعجب : ايه ؟، أستطيع قرائتها فقط... ألا تستطيع ذلك ؟، هاري سان...

هزّ رأسه نافيًا مغلقًا لعينيه فالتفت إلى جوليا و راين سائلًا : ماذا عنكما ؟

ردت عليه جوليا بنفس نبرةِ صوت بياتريس و هي تحدق إلى الشجرة : بطريقةٍ أو بأخرى...

أما راين فأجاب : أنا ؟... علمني إياها صديق..

مع ابتسامةٍ على وجهه، و عينان مغمضتان، أشار ماركوس إلى البوابة قائلًا بمرح : نيه، أليس الأهم هو معرفةُ ما تعنيه هذه الأحجية...

فأجابه لوكي بمرح كذلك : إذًا لنحاول تجزئتها كل جزء على حدا ~

أغمضت روبي عينيها و أخذت تتمتم : هيَ من ثمار السماء، هي من ثمار السما، هي من ثمار السماء ~

وضعت سبابتها على جانب جبينها و أخذت تحرك رأسها يمينًا و شمالًا ببطء بينما هي تتمتم بكلماتٍ غير مفهومة حتى انفجرت هاتفة : لا فائدة !، لا أستطيع التفكير بشيء على الإطلاق !

قال لوكي : الثمرة هي كالفاكهة صحيح ؟، ماذا عن ثمرة تنمو في مكان عالٍ ؟، شجرة أو شيء من هذا القبيل ~

تلفتت روبي حولها بملل و قالت : لكن لا توجد أي أشجارٍ مثمرة هنا...

رفع ماركوس سبابته و أخذ يحركها يمينا و شمالًا كعلامةٍ على النفي فقال : لا لا لا، روبي تشان... أوليست الشجرة العظيمة شجرة ؟، نحن لا نعرف إن كانت مثمرة أم لا لكن لِمَ لا نفكر في هذا الاحتمال ؟

كوّرت جوليا كفها مرتخيًا و أسندت ذقنها إليها ثم قالت بهدوء : معكَ حق.. كما توجد جزئية لا يطالها سوى مجنح.. أي لا يصلها سوى الطيور، و هكذا تمّ تأكيد نظرية مار ...

سأل مع ابتسامةٍ مرتبكة : مـ مار ؟

تجاهله الجميع ليقول راين بجدية : همم.. لم أتوقع أن تكونَ ذكيًا البتة.. أنتَ تبدو العكس...

فهتف ماركوس : لئيم !

لوكي : نفسية هي فتساوي أحدكم ثمنًا، عُكس على المرآة سبع ظلال فطالبتكم بما يساويها.

قالت بياتريس مرتبكة : هذا مجرد افتراض لكن.. إذا كان مايقوله ماركوس سان صحيحًا إذًا.. ألا يعني هذا أنّ الثمرة من الفيروز أو الفضة ؟، أعني الباب من الياقوت و غطاؤه من ذهب كما أنّ جذع الشجرة من الماس لذا...

قال راين فجأة : هيَ فاكهة الشجرة العظيمة.. تتبرعمُ في أعلى نقطة على القمة، ثمين هي فأحدها تساوي أحدنا... تنعكس على المرآةِ صورة سبعتنا فالمطلوب هو سبع ثمار... أو شيء من هذا القبيل...

هاري : بمعنى آخر علينا تسلق الشجرة و إحضار سبع ثمار من تلك الفيروزية أو أيّا يكن و إحضارها إلى الشجرة..

راين : بالضبط...

زفر هاري و نظر إلى الأعلى : و الآن.. السؤال هو كيفَ سنصل إلى الأعلى ؟

ماركوس : لا بأس !~ ، أنا لدَيّ فكرةٌ جيدة ~

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now