قبض على يدهِ بقوة لتعتلي وجهه تعابيرُ الغضبِ و الألم فصاح قائلًا
راين : تبًا !!!
سقطت على ركبتيها و أمست تحدقُ بما أمامها بفزع لتقول بصوتٍ خافتٍ مرتجف
بياتريس : مستحيل... لماذا ؟
أمسكت برأسها الذي بدأ بالأزيز و بعض الصورِ تمر داخله سريعًا فجأة لتطلق آه مكبوتة تزامنًا مع ذلك
فقال لوكي قلقًا : هل أنتِ بخير ؟، بيارين...
اكتفت بياتريس بالإيماء إيجابًا و لا تزال تمسكُ رأسها بكلتا يديها فإذ بالأخرى تبحث حولها بقلق
روبي : هاري !، أخي هايدن !، ماركوس !!
نظر لوكي إلى راين الذي بدا عليه الإحباط، الغضب، الألم و الندم حتّى بالرغم من كونه يعطيهم ظهره و يطأطئ رأسه إلى الأسفل بينما تنسدلُ خصلات شعرهِ السوداء لتحجب عينيه البنفسجيتين، و أخذ لوكي يتساءل إن كان حقًا صديقًا أم عدوًا... و هناك فجأة أجفل راين و اعتلت وجهه ملامحُ الدهشة لينهض متوجهًا نحو جسد تلك الفتاةِ الشقراء المرتمي بعشوائية و كلما اقترب منها انشًا ارتفع صوت أنينها الخافت في مسمعهِ أكثر !
فقال بلهفةٍ و اندفاع : إنها على قيد الحياة !!
اتجهت بياتريس نحوه سريعًا لتتخطاه ممسكةً بجسدِ شقراءِ الشعر فتنادي بقلق : جوليا سان !، هل أنت بخير ؟، أجيبي !
فردّ راين منفعلًا و السرعة تهيمن على كلامه : على الأرجح فهي لاتسمعك !، المانا تتسرب من جسدها بالفعل...
فقالت المعنية و الرعب قد سيطر عليها بالفعل : مستحيل...
ليردف بنفس نبرته السابقة : لا بأس، اذهبي مع روبي لتفقد الناجين، قد يكون هناك من هم بنفس حالتها... سأتأكد من إبقائها على قيد الحياة...
قطّبت حاجبيها و قد ارتسمت تعابير الجديةِ على محياها لتومئ له إيجابًا ثم تتوجه نحو روبي التي أخذت تبحث بيأس عن رفاقها هنا و هناك...
فهمس راين إلى نفسه : حسنًا إذًا... فلنبدأ...
بعد فترةٍ ليست بطويلةٍ و لا بقصيرة، نادت الفتاتان على راين الذي كان قد انتهى لتوهِ ممايقوم به لإنقاذ جوليا و يبدو أنهما قد وجدتا أحد رفاقِ روبي التي لم تتوقف عن البحث حتى الآن...
فقالت روبي بفزع : لا يمكنني إيجاد أخي هايدن أو ماركوس في أيّ مكان !... يا إلهي ماذا أفعل... علينا إيجادهم حالًا !
فردّ عليها راين قائلًا: سنبحث لاحقًا... الأولوية هي إنقاذ هذا الشخص الآن...
فابتسمت روبي لتقول بنبرةٍ ساخرة : و كيف تنوي ذلك ؟
أغمض راين عينيه ليزفر الهواءَ بعد أن تنفس بعمق و أمسك رقبة هاري ليتحسس نبضه أبعد يده عنها فإذ به يتحسسُ جبينه بأناملِ إصبعيه الوسطى و السبابة، بدأ راين يتوهج بنورٍ أزرق سماوي ما إن تمتم بضع كلمة و الهواء حوله يداعب جسديهما بنسماتٍ خفيفة، فجأة توقفت الرياحُ اللطيفةُ عن العبثِ حولهما ليسعل هاري بقوة و تعود أنفاسه إلى طبيعتها
فرد راين بعد ان التفت إليها : هكذا...
فقالت روبي ساخرة : أنت و أي مجرفة ؟
ابتسم المعني بحزن ليلتفت إلى لوكي قائلًا : لا داعي للقلق، لوكي ساما سيقوم بصنع واحدةٍ من الجليد، صحيح ؟
تنهد لوكي بقلة حيلة ليومأ له إيجابًا ثم يتمتم تعويذته و يردفها قولًا
لوكي : احذر أن تحترق يداكَ بالجليد...
أومأ له راين إيجابًا ليبدأ الحفر و يسود الصمتُ فلا يُسمع حولهما إلا صوت المجرفة تشق الأرض و ترابها... أما بياتريس و روبي فقد كانتا تحملان هاري إلى مكانٍ آخر بالفعل
كسر الصمت بينهما لوكي قوله : هل يمكنني سؤالك شيئًا ؟؟
فرد المعني بعفوية : همم ؟، أجل... لا أمانع...
فسأل الآخر بجدية : ما الذي يعنيه لك ذلك الرجل ؟
توقف راين عن الحفر بعد أن غُرِست المجرفه بالأرضِ مجددًا
فردّ و هو ما يزال ينظر حيث غُرِست : شخص أود قتله من أعماقي...
همهم لوكي متفهمًا ليردف بسؤالٍ آخر : و ما الذي تعنيه أنت لذلك الرجل ؟
ابتسم ساخرًا ليقول : أتساءل أين و مع من خضت هذه المحادثة قبلًا...
استكمل حفره و قد أردف قولًا : من يعلم...
ليسأل الآخر مجددًا : ما هو هدفك ؟...
ارتخت تعابير وجههِ لتحمل الحزن فيرد : أنا... أريد الذهاب إلى قريةِ الزهور... هذا كل شيء...
اكتسى البرود عيني لوكي ليقول : أنت تعني العودة إليها...
اتسعت عيناه تزامنًا مع سقوطِ المجرفة من يده ليحدق بلوكي بدهشة اكتست نبرته أيضًا
راين : أنت... كيف لك أن...
تجاهل سؤاله قائلًا : السؤال الأخير... هل أنت عدو ؟... أم أنك حليف ؟
صمت المعني قليلًا ليكسر صمته قوله : لَستُ عدوًا...
فرد الآخر : فهمت...
" راين : بعد تلك المحادثة، ساد الصمت بيننا حتى عادت الفتاتان لحملِ تلك المدعوة جوليا... في ذلك الوقت... كُنا قد أنهينا دفن معظمِ الموتى و مع ذلك ما تزال بياتريس غير معتادة على المنظر، إنها فتاه جيدة... بالتأكيد هي مرّتها الأولى لترى هذا الكم من الجثث في مكانٍ واحد... صحيح... هي ليست مثلي..."
نادى بصوتٍ لاهث -: روبي تشان !!
- يتبع الزهرة القادمة
أنت تقرأ
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...