الزهرة التاسعة و السبعون : فلوريس بيوبلو 3.

331 49 15
                                    

وبما اني متحمس قررت انزل فصل ثاني ~

---

نبضٌ قويٌ اجتاحَ قلبَ راين بقوةٍ كما لو أنّ جسدهُ بالكاملِ ينبض، أخذَ يرتجفُ جاثيًا على ركبتيهِ متمسكًا بيمينِ صدرهِ بقوةٍ شديدةٍ معتصرًا ملابسهُ علَّ الألمَ يختفي، حدثَ ذاتهُ قائلًا : مؤلم.. مؤلمٌ جدًا... أشعرُ كما لو أنَّ جسديَ سينفجر أو يسحق.. توقف !، فقط توقف.

همسَ راين : توقـ--

و ما كادَ أن ينهيَ جملتهُ إذ بأوجٍ من الدماءِ يخرجُ من فمهِ مما أفزعَ كُلٌّ من سارا و إدغار ليقتربوا منهُ بقلق

قالَ الأخيرُ متأسفًا : آسف، لقد بالغتُ قليلًا !، أأنتَ بخير ؟!!.

أومأ راين برأسهِ نافيًا ثُمَّ هدأ قليلًا ليهتف : بوضعِ ذلكَ جانبًا هذا مذهلٌ تمامًا !!، أن تكونَ حياتكَ متوقفةٌ على زهرةٍ صغيرةٍ و هشةٍ يمكنُ دهسها عن طريقِ الخطأ !!

ضحكت سارا بخفةٍ لتقول : ران تشان شخصٌ مختلفٌ فعلًا !.

رفعَ إدغار أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا ليردَّ عليها : بل تعنينَ مختلًا !، من المفترضِ بكَ هُنا أن تفزعَ قائلًا " وااه ما هذا مخيفٌ جدًا " أو أن ترتجفَ قائلًا " لا تعبث معي !، يستحيلُ أن يكونَ هذا حقيقيًا " ولكنكَ فقط تبدي إعجابكَ بأمرٍ حدوثهُ ضرب من الجنون.

أجابَ راين باستغراب : لكنهُ فعلًا مذهل، الأمرُ كما لو كانَ يخبركَ أنّ قيمةَ حياةِ الزهرة التي تقطفها و حياتكَ بنفسكَ هُما الشيءُ ذاته !.

أشارَ إدغار بإبهامهِ نحوَ منزلهما قائلًا : على أيّ حالٍ لِمَ لا نبدأ بفحصِ مرآتنا على سبيل المثال ؟.

أومأ الاثنانِ إيجابًا ليدخلَ الثلاثة إلى الكوخِ مجددًا يقفونَ أمامَ المرآة التي خرجَ منها راين نفسها

أمسكَ بها إدغار ينظرُ إلى انعكاسه : لا يبدو كما لو أنّ فيها خطبًا ما...

أمسكت بها سارا بدورها لتقول : معكَ حق.

مدَّ راين يدهُ نحوَ زجاجها بينما يقول : مهلًا أتقولانِ أنني محبوسٌ هُنا إلى أجل غيـ--

ما كاد ينهي جملتهُ حتى تلامست أناملهُ معَ زجاجِ المرآة لتشكلَ نورًا حلقيًا كما لو كانَ سطحَ سائلٍ ما فتغطسُ يدهُ في المرآةِ بالكاملِ

هتفَ راين فزعًا بينما يحاولُ إخراجَ ذراعهِ التي تستمرُ بالغطسِ داخلها : وااااهه، ما هذا !!، مخيف !، لا بل مقرف !!.

بنبرةٍ لامباليةٍ قالَ إدغار : وااوو~

هتفَ راين بهِ بفزع : كفَّ عن التحديقِ و تعالَ ساعدني !!.

تقدمَ إدغار من راين بهدوءٍ ليقولَ بعدمِ المبالاة ذاتهِ : قادم ~.

تمسكَ إدغار بظهرِ راين ليدفعهُ إلى الداخلِ مما دفعَ بالأخيرِ للهتافِ بصوتٍ أعلى : مهلًا ماذا تفعل ماذا تفعل !، بحقِ الجحيمِ إسحبني إلى الخارج !!!.

ظهرت علاماتُ الدهشةِ على وجهِ إدغار ليضربَ قبضتهُ بكفِ يدهِ بعموديةٍ قائلًا : اوووه !.

قامَ إدغار و سارا بسحبِ راين ليخرجَ من المرآةِ بصعوبةٍ فيسقطُ الثلاثةُ أرضًا

زفرَ راين براحه : واهه هذا كانَ وشيكًا !.

سأل إدغار : ألم تكن تنوي العودة إلى عالمكَ ؟.

أشاحَ راين بصرهُ قائلًا : وددتُ لو أستكشفُ المكانَ بما أنني هُنا على أيّةِ حالٍ...

إدغار : ألستَ تودُّ لو تبقى هُنا أكثرَ فقط ؟، هل أعجبتَ بي ؟.

هتفَ راين منزعجًا من فورهِ : و لا حتى لو كُنتَ إخرَ إنسانٍ في العالم !!.

قاطعتهما سارا : على أيّ حال..

نظرَ لها الاثنان باستغرابٍ لتشيرَ نحوَ المرآةِ بينما تقولُ بعفوية : لِمَ لا يملكُ ران تشان إنعكاسًا في المرآة ؟.

سيطرت ملامح الفزع على راين ليتجهَ نحوَ المرآة بينما يتحسسُ جسده : غير موجود !!، جسديَ غيرُ موجود !!، هذا مقرف !!.

سألَ إدغار ساخرًا بنبرةٍ لا مبالية : واو ألستَ في الواقعِ مصاصَ دماء أو شيء من هذا القبيل ؟

هتفَ بهِ راين منزعجًا : لستُ كذلك !، و ما الذي تعنيهِ بمن هذا القبيل !!.

إدغار : حسنًا إهدأ، أنتَ من عالمٍ آخر لذا ربما هذا هوَ السبب.

نظرَ راين نحوَ سارا ليقولَ بهدوء : شقيقكِ ذكيٌ بشكلٍ غير متوقع.

سارا : أليسَ كذلكَ ~، الجميعُ يقولُ هذا.

هتفَ بهما إدغار منزعجًا : ماذا تعنيانِ بشكلٍ غير متوقع !!.

" راين : هذا كانَ أولَ لقاءٍ لي مع سارا و إدغار... بعدَ كُلِّ ما حدثَ انتهى بيَ الأمرُ في مكانهما حتى غروب الشمس، و رغمَ شجاريَ الدائم معَ إدغار و غرابةِ سارا فقد أصبحنا أصدقائًا بسهولة، حتى قررتُ العودة و انتهى بيَ الأمرُ بعبورِ المرآة "

فتحَ عينيهِ ببطء شديدٍ ليتجهَ نحوَ الستائرِ مزيحًا إياها فيبرزُ أمامهُ منظرُ تلكَ السحب الرمادية التي تحجبُ أشعةَ الشمسِ فلا يعبرُ منها سوى القليل، نظرَ إلى ساعتهِ المعلقة على الجدارِ فإذ بها السادسة صباحًا

تخللَ مسامعهُ صوتُ صريرِ البابِ يُفتحُ فقالَ متسائلًا : ما الأمرُ إيفا ؟، تأتينَ في هذهِ الساعة...

احتضنتهُ إيفا سريعًا لتجيب : حمدًا لله أنكَ بخير !، آسفة راين مع أنّ والدكَ أحمق لكن أعدكَ أنني سأوبخهُ جيدًا لأجلكَ !.

سأل راين مستغربًا : عمَّ تتحدثين ؟.

إيفا : ألا تتذكر ؟.

إيفا : تمَّ اجباركَ على دخولِ شجرة الدم، إختفيتَ لوهلةٍ لكنكَ ظهرتَ قريبًا منها مع طلوعِ الفجرِ وبقيتَ فاقدًا لوعيكَ منذُ ذلكَ الحين.

" راين : في تلكَ اللحظة، شعرتُ بسعادةٍ غامرةٍ لم أشعر بها في حياتيَ قبلًا !، ذلكَ لَم يكُن حلُمًا !، أستطيعُ رؤيةَ سارا و إدغار مجددًا !، تلكَ القرية لم تكُن سرابًا !، ذلكَ التفاح المصنوع من الذهب !، تلك البحيرة ذات لونِ العسل !، كُلُّ شيءٍ كانَ حقيقيًا تمامًا !، أتطلعُ لذلكَ حقًا... للذهابِ إليها مجددًا."

flores pueblo - قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن