الزهرة الثانية و الثلاثون : يَومٌ وَسَطَ الجِبالِ.

488 55 17
                                    

قطرةٌ تسقط وسط الظلام

تخللَ مسمعه صوتها الأنثوي الناعم مناديًا : ران تشان..

فاكتفى بالهمهمةِ منزعجًا كردٍ على مناداتها لهُ

لتردف هيَ مرةً أخرى : ران تشان استيقظ !

فَتح عينيه ببطءٍ شديد و ثقل ثمَ طرف بهما سريعًا بضع مرة، وعاود إغلاقهما ثانيةً متجاهلًا صوتها

لكنها لم تستسلم هي الأخرى فهتفت مجددًا : ران تشان !!

و أخيرًا كلّف نفسه عناءَ الرّدِ عليها بصوتهِ الناعس و نبرته المترجفة : اخرسي !، لِمَ على الشمس أن تكون ساطعةً هكذا ؟!

فتخلل مسمعه صوتٌ خشن هذه المرة بدا كما لو كان صوت فتى قائلًا : هذا لأنها شمسٌ أيها الاحمق !

لكن المعني لم يكلف نفسه عناء فتح عينيه و فقط وجه كلامه نحو الفتاة قائلًا : سارا... إجعلي أخاكِ الأكبر هذا يخرس !

فتحَ عينيه مع آخر كلمة و حجبَ أشعة الشمس عن عينيه بساعده الأيسر، بينما أغمضت سارا عينيها و تنهدت بقله حيلة

قالت بصوتٍ مرهق : أعليكما الشجار هكذا دومًا ؟، طفلان !

فردّ عليها راين بعد أن نهض جالسًا : أنتِ طفلة كذلك سارا...

تغير المشهد من حول راين ، فمن غابة امتزجت بالأخضر والذهبي إلى حُلك دامس فجأة، و بصوتها البارد قالت : هذا صحيح... بقيت و سأبقى طفلة دومًا.. والشكر لكَ وحدكَ، ران تشان...

- عودة إلى الواقع -

فتحَ عينيه البنفسجيتين على أوسعهما لاهثًا لفزعه، اعتدل في جلوسه بهدوء على الرغم من أنّ أنفاسه صاخبة، رفع يديه المرتجفتين قليلًا حتى أصبحتا أمام وجهه المطأطأ إلى الأسفل، و قام باحتضانِ نفسه عله يهدأ إرتعاشًا، بقي على هذه الحال بضع دقيقة ثم أخذ نفسًا عميقًا و زفره مطولًا، أسند جبينه على راحة كفه وأرخى جفنيه يحدق في الفراغ بعيونٍ واهنة

همس بهدوء مرتجف : هذه المرة صاحبَ الحلم بعض الذكريات.. هاه...

رفع نظره بهدوء ثم رأسه، جال ببؤرتي عينيه في المكان ليستبين له أن الجميع نيام، تنهد مرةً أخرى براحة ثم نهض يغسل وجهه بماءٍ داخل جرة قدّمه لهم الجد و من معه مِمن سكنوا قرية أتلانتس، نظر نحو هاري وماركوس النائمين بهدوء فاتجه نحوهما بخطواتٍ واثقة بعد أن نفض أفكاره بعيدًا.

هتفَ بصوتٍ شبه عالٍ بينما يهزُ رفيقه بقوة : ماركوس !!، اوي ماركوس !!، استيقظ حالا !!

فنهض المعني فزعًا و هو يحدق بما حوله

وما إن لمحَ وجه راين المبتسم حتى أمسك قلبه و قال متذمرًا : يا رجل ظننت أن نهاية العالم قد حلّت !، أنّى لكَ إيقاظ شخصٍ نائم بهذه الطريقة ؟!، أُقسمُ لكَ أنني لست ميتًا !

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now