الزهرة التاسعة : bromista - المخادع

825 79 10
                                    

يسير في أرجاءِ المكان و صدى وقع أقدامه يعلو مقتربًا، نظر إليه الرجل و هو يمدّ يده نحوه بوجههِ الشاحب و جسدهِ الهزيل

قال الرجل متالمًا، الرجل : سا.. عد..ني

فإذ بمن أمامه ينظرُ إليه بعيونهِ البنفسجية المائلةِ إلى الحمرة قائلًا

- : أتريد الخلاص ؟

أومأ له الرجل بالإيجابِ ببطء ليبتسم هو ابتسامةً شيطانيةً عريضة

أمسك الرجل من وجههِ ليقولَ بخبث

- : بويناس نوتشيس ~

*ليلة سعيدة

ترددت أصواتُ طعنٍ و أنينٍ في الأرجاء، سال الدمُ حول قدميه و أمسى يقطر من فاه يرفع رجلًا من عنقه ليضيق الخناقَ عليها فيكسرها في جزءٍ من الثانية و يرميه أرضًا

التفت يمينًا يحدّق بعينيهِ الباردة نحو رجلٍ ضخمِ الجثة يجلس على صخرة في إحدى الزوايا و يسند ساعديهِ إلى ركبتيه مطأطئًا رأسه إلى الأسفل فابتسم إلى نفسه ابتسامةً شيطانيةً أخرى

- في مكانٍ آخر -

كانت النيرانُ قد تأججت في أرجاءِ المكانِ بالفعل، السقف ينهار محترقًا، الرمادُ يتطاير في الجو

في غرفةٍ صغيرة جلست طفلةٌ تضمّ ساقيها إلى صدرها و هي تبكي و تمسح دموعها بيديها الصغيرتين

تشهقُ بهدوء مناديةً على والدها تارةً و والدتها تارةً أخرى

تسمعُ صوتَ تحطمِ المكان حولها من خلف البابِ المقابل لها فتفزع كاتمةً صوتها بينما لا تزال دموعها مستمرة في الانهمار

يُفتح الباب ببطءٍ شديد ليصدر صريرًا عاليًا كان قد طغى على صوتِ تأجج النيران...

ترفع رأسها ببطء لتخف دموعها قليلًا فتعتدلُ بجلوسها قليلًا

قالت بصوتٍ مرتجف، الطفلة : أبي...

كان رجلًا في منتصفِ العشرينات بشعرٍ نيلي فاتح و عينان عسليتان يقف على عتبةِ الباب و يتكأ على إطاره

فيقترب منها و هو يتهاوى بجسده يمينًا و شمالًا مع كل خطوةٍ يخطوها

قال بنبرةٍ هادئة يهيمن عليها الألم، الأب : اهـ... ـربي..

فسألت بنفس نبرتها المرتجفة، الطفلة : أ.. بي ؟

أمسك كتفيها الصغيرين ليصرخ بوجهها بقوة قائلًا، الأب : ما الذي تنتظرينه ؟، اهربي حالًا !!

ارتعبت الطفلة و زاد ارتجافها لتعود بجسدها إلى الوراء قليلًا، أغلقت عينيها و انهمار الدموعِ عاد إليهما أقوى من ذي قبل لتجري هاربةً بسرعة...

خرجت من المنزلِ وسط الثلوج حافيةَ القدمين بملابسها الخفيفة تجري نحو الغابة و لاتعرف إلى أين تذهب، اقتربت من الغابةِ كثيرًا فإذ بها تصطدم برجلٍ يرتدي معطفًا أسود منقوع في الدماء

flores pueblo - قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن