هديل قاسم

2.3K 69 6
                                    

يعني ليش انا اكثر بنت منحوسة بالعالم!
ولا اشي زابط معي ، حتى العريس اللي تقدملي وعجبني، راح وما رجع!
عنجد حياتي مش طبيعية، نفسي من انا وصغيرة يزبط معي اشي، بتذكر من انا وبالمدرسة، أيام ما كانوا يوزعوا علينا شناتي ودفاتر، لما يوصلوا عندي يعطوني شنتة لونها بخزي وما يكون فيها دفتر 🙂!
بعرفش هيك من الله، الحياة مش ماشية معي، حتى لما صرت توجيهي، كنت بدي ادرس طب، بس سيدي اتوفى وكنت أحبه كثير،  وما عرفت ادرس وقضيتها عياط وجبت بال ٨٠ ودخلت صحافة مع اني ما بحبها😑
عمستوى الأعراس، لما اروح عليهم ، بكون كلي لهفة وشوق لأكل الجاتوه، بكون مقنصة على اللي بتوزع  من بعيد؛ واستنى  بتوصل للطاولة الي جنبي، والي قدامي؛ والكرسي الي جنبي وعلى حظي بتختفي!
وبخلص للعرس وانا مش ماكلة جاتوه!
ما خليت لا المقعد الامامي ولا اهل العريس ولا اهل العروس ولا بالنص ، حتى بتذكر بعرس قعدت جنب العروس فوق ! وما طلعلي جاتوه !
حكتلكم ما عندي حظ، كل شي معي بالدنيا بمشي بللعكس ، بكون عارفه قبل ما يصير انه فش اشي رح يزبط ...

لعند ما صار معي شغلة غيرتلي حياتي!
كنت يومها مروحة من الجامعة وشوب الدنيا ورمضان ومش شايفة شي قدامي وكان اخر فصل الي بعد ٥ سنين وانا احمل مواد واعيد من قلة حظي!
ركبت بالباص، وركبت جنبي ست كبيرة بالعمر، كنت حاسستها مهمومة، بس انا اللي فيي مكفيني مش رح اسألها شو مالها ، فجأة اجاها تلفون، اول ما سمعت الخبر حكت : يما وكلي امرك لربنا لعله خير...
كنت سامعة بنتها بتعيط وبتصرخ ....
حكتلها رح يتغير كل شي للأحسن صدقيني ....
وسكرت مع بنتها وصارت تستغفر ربنا، وتحكي هالبنت دائما متشائمة ...
فأنا هون طلعوا سنين البؤس بحياتي، حسيت اللحظة المثالية لأشكي همي ...
قلتلها اللي ما عنده حظ لا يتعب ولا يشقى شكلها بنتك مثلي منحوسة!
هون استغفرت المرى وحكتلي، انتي ليش بتركبي بالباص ..
حكتلها لأوصل للدار...
طيب عندك ثقة بالشوفير انه رح يوصلك الدار ...
قلتلها اه ... لانه عارف الطريق ...
سكتت شوي وقالتلي، لو تحسني الظن برب العالمين، رح توصلي للشي الي بدك يا، ما بتعرفي قوله" انا عند ظن عبد بي"
انا هون صفنت ، بعرف من زمان، بس ولا مرة فكرت فيها !
اجا تلفون من بنتها، حكتلها امها قلتلك احسني الظن بالله، شايفة كيف انحلت!
وسكرت التلفون، واطلعت فيي ونزلت ...
بس وصلت الدار ، فتت عغرفتي، صرت اتأمل اكثر  " انا عند ظن عبدي بي"
واقيسها عكثير شغلات بحياتي ...
مشروعي التخرج كان بدو وقت كثير ليخلص، حكيت لا اكيد رح اخلصه واجيب علامه منيحة، ودعيت ربنا، صرت اشتغل علي طول الوقت، وفعلا جبت A بالمشروع والكل انبسط، حياتي اللي كنت مفكرتها مش زابطة، صار عندي قوة داخلية رهيبة انه كل شي رح احسن الظن بالله واشتغل كثير علي ليزبط!
بعد ٥ سنين، حصلت على أفضل مقالة صحافية بالوطن العربي، سافرت على دبي يومها، وكرموني بحفل كبير، وانا هناك، قابلت زوجي احمد؛ اللي دعمني بكل خطوة بحياتي بعدها، صحيح في اوقات فشلت فيها،  بس كل مرة كنت احط هدف لأوصله❤ ... وان ما وصلتله حسن الظن بالله كان يخليني ارجع احاول كمان مرة!

اقتباساتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن