الزهرة الثانية عشر : ضوء

Start from the beginning
                                    

× : سأريك... حقيقة هذا المكان...

فسطع ذلك النورُ الأبيض في أرجاءِ المكان

- في مكانٍ و زمانٍ مجهولين -

زقزقةُ العصافيرِ تتخلل مسمعه و النسيمُ العليل يداعب خصلات شعرهِ السوداء الناعمة، فتح عينيهِ البنفسجيتين ببطءٍ شديد ليضع ساعدهُ فوقهما قائلًا بصوتٍ خافت

راين : ساطع...

نهض ليجد نفسهُ مستلقيًا على العشبِ الأخضرِ تحته و السماءُ الزرقاءُ الصافيةُ فوقه

فقال ساخرًا بعد أن سبق قوله بابتسامةِ سخرية : هل يذهب بني جنسنا إلى الجنة بعد الموتِ أيضًا ؟...

وقفت خلفه ببضع خطوات لتقول

بياتريس : اطمئن، أنتَ لا تزال على قيدِ الحياة... على كل حال ما الذي تقصده ببني جنسنا ؟، كما أن جراحكَ تشفى تلقائيًا و في وقتٍ قياسي !... مستحيل !!، هل يعقل أن تكون احد سكان قريةِ الزهور ؟!!

التفت نحوها و تنهد ليتبعها رده بتملل : و ما الذي يفعله أحد سكانها في الخارج ؟

فسألت باندفاع : إذا.. كيف...

ابتسم ابتسامةً جانبية خفيفة ليرد قائلًا : سأخبركِ يومًا ما، بياتريس...

لمعت عيناها ابتسمت بسعادة لتقهقه بخفة

زالت ابتسامة راين ليقول مرتبكًا : مـ ماذا ؟، أهناك عشب على شعري ؟، أو ربما وجهي ؟

كان يلمس كل جزءٍ عند ذكره لتهمهم و هي تهز رأسها نافية

فقالت و الابتسامةُ تعلو وجهها : لا، لا شيء، إنها المرة الأولى التي تناديني بها باسمي فقط...

بقي يحدق بها بهدوء لبضعِ ثانية ليقول بهدوء : إنها الثانية...

ذهلت هي لتسأل بتعجب : كاذب !، حقًا ؟، متى !!

راين : الأهم من ذلك، هل أنتِ بخير ؟، كانت لديكِ حمى قوية قبل قليل... على الأرجح السبب هو سقوطنا في الماء وسط تلك العاصفة...

التفتت بياتريس نحو لوكي الذي يطفو قربها و عاودا النظر إليهِ معًا لتقول بتعجب

بياتريس : راين سان، إنها ليست قبل قليل... لقد نمت ليوم و نصفِ يوم لذا هما يومان...

نظر إليها بتعجب ليقول بعد بضعِ ثانية : فـ فعلًا... على كل حال من الجيد أنكِ بخير...

نظر إلى المكان حوله ثم أردف قائلًا : بترك ذلك جانبًا، كيف وصلنا إلى هنا حتى ؟

لوكي : بشأن هذا...

- قبل يومين -

كان لوكي قد فتح عينيه ليجد نفسه وحيدًا وسط هذا الحقلِ الأخضرِ الفسيح، بدأ ينادي باسم بياتريس و القلق بادٍ على وجهه، و كلما تذكر مشهد غرقِ السفينة ذاك نفض الأفكار السلبية عن رأسه و هو يحركه يمينًا و شمالًا... بعد فترةٍ من الوقت لمح لوكي شيئًا يلمع في السماء، بدأ يقترب و يقترب بسرعةٍ جنونية حتى أدرك لوكي أنه ليس سوى ثلاثِ أجسادٍ بشرية تسقط من السماء فجأة، كوّن لوكي كميةً من المياهِ من العدم و أخذ يشكلها بشكل كالإسفنجة و يلينها بالقليلِ من سحره و ما إن لامستها أجسادهم حتى كوّن غشاءً من نوع ما ليحفظهم من التبلل

- عودة إلى الحاضر -

فقال راين بنبرةٍ مبتذةه و باردة : بعبارةٍ أخرى لقد سقطنا من السماء... مذهل...

فقال لوكي بنبرةٍ مرحة : أقلت أن اسمكَ راين ؟، شكرًا لك على حماية بيارين في غيابي، و إحاطتنا بفقاعاتٍ من الهواء بعد سقوطنا في الماءِ مباشرةً مع أنك لم تكن أفضل حالًا منا... لا أستطيع تخيل ما قد يحصل لولاك...

فسألت هي بتعجبٍ و اندفاعٍ كبيرين : مستحيل !!، أكان من أنقذنا في ذلك الوقت هو راين سان ؟

التفتت نحو راين لتكمل : أنا آسفة لم أكن أعلم !!، و شكرًا لك حقًا على ذلك !

ارتبك و احمر قليلًا ليشيح بوجهه بعيدًا

راين : أ.. أنا لم أفعل شيئًا يذكر... على أي حال أين كنت أنت ؟، أليس من المفترض بك حماية سيدتك ؟

فرد لوكي بكل عفوية و مرح و هالة من الزهور تحيط به : يااااه، في الواقع أنا وحش سحري لذا... يبدو أنهم لم يستطيعوا سحبي إلى ذلك البعد...

فقال بتعجب : ماذا ؟، أوليست سيدتك ؟

وضعت سبابتها أمام شفتيها اللواتي تعلوهما ابتسامة لتقول : دع الأمر سرًا بيننا حسنًا ؟

فرد بفزع : مهلًا مهلًا مهلًا !!، أتعنين أنه وحشٌ سحري طليق بكامل قواهِ السحرية و لا يستعير المانا من جسدك ؟

أومأت بالإيجاب و لم تفارق الابتسامةُ شفتيها لتقول : بالضبط...

بقي ينظر لها بدهشة و أطلق تنهيدةً في النهاية ليمسكَ جبهته بيده قائلًا : أنتِ فعلًا لا تُصدقين...

فسألت بطفولية : و ماذا عن السر ؟

ليرد الآخر متململًا : أجل أجل سركِ في بئر حسنا ؟

بياتريس : قل أجل مرةً واحدة !

راين : لقد أخبرتك أني لن أخبر أحدًا !

ليقول لوكي بنبرة مرح : لقد ظهر الجانب العنيد من بيارين ~

بياتريس : توقفا عن هذا !!

- يتبع الزهرة القادمة

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now