• الاخير | 14 •

440 28 15
                                    





( ماهر )

سيطر اليأس علي انا الاخر .. فلم يبقى معي احد حتى سمعت صوته
يخبرني صوته بضرورة التمسك في الحياة لان هناك اشياء جميلة .. يخبرني صوته انهُ قد غفر لي كما اعرفه .. صوته ذاك دوماً ما كان يخبرني بان الحياة بخير
صوته المرهق قد تسلل اى داخلي اغمضت عيناي بهدوء
رعد : وين رايح ؟ شوكت ردت اسمعك لو احتاجيتني واني عفتك!
نظرت له بعجز رغم كل شيء لم يتخلى عني لا اعلم اي شعور بات يداهمني اقربت لاعانقه بقوة .. من قال بأن الاحتياج ضعف لربما هو قوة او دفعه تجعلنا نتقدم ونسير نحو الامام اكثر فأكثر ..
كنت بحق احتاج اليه و لذلك العناق لا اعلم لكن كل ما اعلمه انني تعبت لدرجة انني لا استطيع تحمل المزيد احتاج لأفضفض عن قساوة تلك المواقف التي واجهتني
عدت لاجلس بجوارة تهب الرياح الباردة فتعطي نسيم هادئ ..
اخبرته كل ما كنت اعانيه منذ تلك السنين حتى وصلت الى مرحلة فقدانها تنهدت لاقول
ماهر : والله اني نفسي ما اعرف شلون كدرت اسوي هالشي شلون كدرت اقترب من غيرها ما ادري شلون والله .. جان لازم اصحح غلطتي لهالسبب تزوجت لجين مو حباً بيها بس الي اعرفه بهذاك اليوم جنت اتخيل ريناد بيها بكل مرة اقترب منها اتخيل ريناد
رعد : التهور و التسرع دير بالك منهم جربتهم قبلك وخسرت بصفتي مسؤول عنك كـ اخ فلازم احاول اصلح الي كسرته

...

قد تغير لحظة حياتنا بأكملها
قد يغير حدث شيء في داخلنا للابد ..
هي الحياة فكل شيء مسموح بها ..💥

( ريناد )

في ذات الليلة شعرت بألم يخترق صدري .. لم استطع تحديد نوعه وجدت قدماي تقودني الى غرفته فتحت الباب و دلفت .. كانت الاضاءة خفيفة بين يديه كتاب يقرأه تذكرت قمر في تلك اللحظة لتسقط دمعة اشتياق لها و لصوتها الذي كان يملأ المكان حيويه و نشاط
جلست امامه و ابعدت الكتاب بهدوء .. نظرت لعينيه حاولت ايجاد مكاني بينهما لكنني لم اجده .. قلت متسائله
ريناد : وين مكاني اني ؟
سحب يدي بخفه ليضعها يسار صدره
_ هنا و محد يكدر ياخذها للموت .. بس من اموت
ريناد : مراح تعوفني ولا راح تشوف وحده اسمها لجين ولا تفكر مجرد تفكير انك ترجع لطيشك مره ثانيه و..
لم اكمل قاطعني وهو يقبلني طوقت رقبته بهدوء
ربما مسامحتي له خاطئة لكنني ايقنت بأنها العكس الجميع يستحق فرصة ثانيه .. دون تمييز
قمر دوماً ما تسامح رعد رغم كل شيء لانها احبته بصدق فلماذا لا اسامحة انا !
ابتعدت لاسمع صوته الهامس
ماهر : احبج .. وعد وعد مراح تنزل دموعج بسببي مرة ثانيه .. لانها غالية عليه
ابتسمت بخفة ..

...

( رعد )

بعد تلك الحادثة التي لازلت اشعر بثقلها .. مر اسبوع عليها وكأنه اليوم .. لم اعهد نقسي احبها الى هذه الدرجة ، لم اكن اعلم بأنني متعلق بها الى هذه الدرجة .. في منتصف ليله داكنة السواد .. عاصفه برياح هابه قويه ..
تلك العاصفه أشعلت معها ضجيج في داخلي رن هاتفي كنت مستيقظاً خشيه استيقاظ عشق .. عقدت حاجباي و انا ارى رقم المشفى يضيء شاشتي
اجبت شعرت بشيء من التفائل و لم اكن اعلم ماذا ينتظرني .. ارتديت ملابسي و اتجهت للخارج صادفت ماهر لاقول بعجله
رعد : خليك يم عشق ع ما ارجع
لم انتظر رداً منه .. اتجهت الى المشفى سريعاً قلبي يزداد في ضرباته .. اشعر وكأنني مقيد وصلت الى هناك الاضاءة خافته تُقطع و تعود صوت الرعد في المكان بأكملة .. بارد و موحش كوحشة شجرة ذبلت ازهارها الواحدة تلو الاخرى وصلت الى ذلك الطابق ..
نظرت للمكان من تلك النافذة الزجاجية لاندفع نحو الوراء بصدمة شعرت بأرتجاف في جسدي حرقة في عيناي و الم يخترق اضلاعي
خرجت الدكتورة لتنظر الي بأسف ..
قالت : جنت اتمنى اجيبك علمود اكلك خبر يفرحك .. تمنيت احجي بشي يستحق كل هالانتظار وكل الساعات الي تسولف بيها تمنيت هي مصره ع الحياة مثل ما انت جنت متمسك بيها بس صار العكس
اقول بصوت مرتجف : مـ ـاتــ ـت !
هزت رأسها بالايجاب و علامات الضيق ظهرت على وجهها اغمض عيناي بعدم تصديق احاول استيعاب تلك الكمية الهائلة من الصدمة تهالكت قواي امام موافقتها .. اخبرتني انني بأمكاني رؤيتها رفضت ذلك فهي لم تبقى كما وعدتني قد تركتني و ذهبت هذه المرة دون عودة اتجهت الى الاسفل جلست على احد الكراسي في الحديقة الخارجيه ..
عزفت السماء أنشودة المطر تعزيه لي بين دوامة الحزن التي احتلت داخلي .. مر الوقت و مر لم استطع التصديق كنت اظن بأنني سأستطيع العيش معها اياماً اخرى اجمل .. كنت إظن بأنني سأمنحها الحب الذي حرمتها منه .. استطاعت التغلب على كل شيء لكن لم تستطيع مقاومة ذلك الزائر
نسيت للحظة بأن الموت حق و له يوم محدد مرسوم من الله .. لم يكن خيارها كان خياراً من الله .. موتها لم يكن سوى عقاباً لي لسوء معاملتي اياها .. لانها طفلة صغيره و يتيمه عانت منذ طفولتها و لم استطيع صونها .. لم اقدر الالم الذي كانت تشعر به بأسم الصمت
اشرقت شمس الصباح تحمل معها يوم جديد مشرق للجميع و محزن لي .. بصعوبه اكملت أجراءات الخروج لكنني لم اكن مستعداً لمراسيم الدفن عدت للمنزل بصعوبه و بحالة مزريه .. انهكت كثيراً و استنزفت الباقي من قواي
فجعت والتي لمنظري هرولت لي لتلامس وجنتي بيدها و تقول ..
ميرنا : رعد حبيبي شبيك ؟
قلت بعجز و همس ..
رعد : عافتني وراحت .. انانيه علقتني بيها وتركت طفلة وراها وراحت
ارتفع صوتي ليعلو المنزل بأكملة
رعد : جانت تشتكي من برودي جانت تسكت من عصبيتي بس وينها هسه انتظرتها وبسببها اني يمكم رجعت حياتي و راحت .. خلتني اعيش ع امل و راحـت عافتـــني ..

_ شنـوو ؟
التفتت لارى ريناد خلفي ابتسمت بقله حيله لاهمس
رعد : الموت اخذها مني .. رغم حاجتي الها الحياة قست وياي اكثر من قسوة الايام الي عشتها بدونها
شهقت لتضع يدها على فمها مصدومه .. لم تتخيل حصول شيء كهذا انا ايضاً لم اتخيل ذلك .. لم ارسم الباقي من حياتي على اساس البعد ، لكنني اجبرت على هذا الان ..
مر اليوم بثقل ليأتي اليوم الاخر .. هو اول يوم لها بعيداً عني و اخر يوم لي معها
بيدي اضع التراب فوقها .. بيدي اتركها لتواجه عتمة المكان بمفردها ..
انتهينا فرحل الجميع طلبت البقاء بمفردي جلست بجوار ذلك القبر الذي يحتويها مررت يدي على التربه هي رطبه ولن ادعها تجف ابداً .. سأبقى دائم المجيء لهذا المكان .. ابتسمت بإلم لاقول ..
رعد : لو ادري هيج والله ماخلي هالطفلة تجي للدنيا جان استحمل تبجين ليومين ولا ترحين جان تبنينا طفل حتى يسد الفراغ الي حنحس بي بس لو ادري مجنت راح اخليج ترحين .. وين قمورتي القوية ؟ وين الي وعدتني ماتعوفني ابد .. وي منو راح اكمل حياتي ع منو اعصب ؟ منو يكدر يسد الفراغ الي عفتي بحياتي هسه !! خليتني اكمل حياتي وارجع لاهلي بس حتى تعوفيني اني بارد بس انتي انانيه .. شكد ما اعاتبج مايفيد
صرخت بألم : لان حكايتنا هنا انتهت .. انتي انانية طلعي ماريد اكمل حياتي بدونج

تراجعت للوراء للحظة كنت سأعود و احفر ذلك القبر للحظة جنونية كدت ان اخرجها من المكان .. تساقطت دموعي رغماً عني اي قوه لدي لاتحمل مشهد كهذا اسلمها للتربه بين يدي اعاتبها بقسوه غير مصدق رحيلها اود عودتها
و حين نخسر من نحب ستبقى الحياة خالية و قبيحه جداً 🥀

| بعـد مرور سـبع سنــوات 🍂 |

استيقظ على ريشة تتحرك على وجنتاي .. افتح عيناي بهدوء لابتسم امسكها لاضعها بين حجري
رعد : اميرتي ليش كاعده هسه
عشق : اليوم عيد ميلادي وديني لماما اشوفها
انهض من السرير و اتجه الى الحمام ثم غرفة التبديل .. ارتدي جينز اسود اللون مع تيشيرت اسود و ستره رمادية أأخذ مفاتيح سيارتي و اخرج ليستقبلني صوت تلك المشاكسة الاخرى
قمر : عمو عمو
اجلس على ركبتاي لاقبل وجنتها
رعد : شتريد الحلوه
اقتربت لتقبل وجنتي عانقتني بيديها الصغيره قالت ببراءة
قمر : بوستي الصباحية ..
امسح على رأسها بهدوء واحملها بين ذراعاي .. تناولت الافطار مع الجميع .. قمر هي ابنة ماهر و ريناد الصغيرة .. تكبرها عشق بسنه فقط ..
علي : لازم ترحون اليوم ؟
قلت بعد ابتعاد عشق
رعد : ما اكدر ارفضلها طلب بابا
بعد تناول الافطار اتجهنا الى المقبرة تنفست بعمق .. لي امنيات لم تتحقق من بينها هي
بقيت واقفاً بجوار السيارة لبرهة حتى انتشلني صوتها
عشق : يلا بابا تعال
اندفعت لاسير متجهاً لها ممسكاً بيدها الصغيره
هكذا استمرت حياتي لأبنتي فحسب و قبر زوجتي حاولت والدتي اقناعي بفكرة الارتباط لكنني رفضت ذلك باستمرار ..

في الحقيقة 🍂
هي عملة واحده لشخص واحد .. لكن يختلف بالمشاعر فتاره نجده بارد لا مبالي و تاره ذلك الحنون ..
هي عمله واحده لشخص دفن مشاعره و يحتاج الى شيء يعاود تحريكها .. تعطينا الحياة لكن في المقابل تأخذ ايضاً
اعطت فأخذت هذا هو قانون التوازن البشري
من منظوري ~
بعض العلاقات بسيطة و نقيه تلوث و تلوث حتى تنتهي بنهايةة حزينه .. تلك العلاقة الغريبه التي جمعت كليهما انتهت بالفراق فقط لان احد اطرافها وجهان لعمله واحدة
الحياة مسار و نحن عملات .. لن نسير بتعدد اوجهنا ( مشاعرنا )
" كن صادقاً مع قرارة نفسكَ في مشاعرك فالندم لن يجدي و لن يغير شيء مهما حييت 🌸 "

تمت ..
بقلم انوشه ..🌸

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 27, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وجهان لعمله واحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن