• 12 •

252 19 2
                                    




خيوط الشمس تشابكت لتخرج من قوقعتها و تنتشر صباح يعلن بدايه جديدة .. لكنها خاليه و رمادية ، لم اتوقع تحول لحظة جميلة الى الم و حزن هكذا .. خرجت للحديقة كنت بحاجه الى العزلة وضعت رأسي بين يداي أقكر ماذا سيحصل اكثر من ذلك

حين نتألم نكتم ..
حين تتوقف بنا الحياة فجأة نشعر بالالم ايضاً
الم عن الم يختلف ، مشاعر عن مشاعر تختلف
و ظروف عن ظروف تختلف .. الحياة لا تتشابه في شيء و نحن البشر ايضاً لا نتشابه في شيء اطلاقاً

توقفت عقارب الساعه .. اشعر بسكون المكان من حولي لم اشعر بوجود احدهم فقط سكون المكان .. الم خفيف بات يداهم رأسي تذكرت لحظة الضعف التي حدثت لتوها ، التي رافقها سقوط دموع علمت حينها مقدار تعلقي بها .. حتى جوان في كل المرات التي خذلتني لم أتألم لفقدها الى هذه الدرجة ..
سارت قدماي نحو الداخل ترددت لكنني اتجهت حيث تلك الصغيرة
ضائع لا اعلم اي منهن هي ! فالجميع صغار جداً أمعنت النظر دون جدوى وجدت الدكتورة قد دفلت لتقف بجوار سرير ما .. علمت حينها من هي " ابنتي " حملتها لتأتي بها الي نظرت لها بتردد لم احمل طفله في حياتي فكيف سأحملها الان ! .. ترددت حتى اصبحت بين ذراعاي نائمة كالمـلاك
شعور لاح يراودني ، رغم الحزن الذي يعصف بي لكنها ادخلت شيء من البهجة و السرور الى قلبي لربما لانها قطعه منها .. تلك هي ذاتها التي حاربت الكثير من المشاعر من أجل بقائها ..رغم جهلي بما يتوجب علي عمله في أول ايامي مع ابنتي ، قد أسميتها " عشق " ما سر هذا الاسم لا اعلم لماذا لكنني وجدته يجمع من كلينا ..
يرهقني بكائها ليلاً احياناً لا استطيع ايقافه الا بتدخل من ريناد ، يؤلمني حال الغياب الذي بيننا ما زلت اذهب يومياً لاخبارها بكل شيء
اليوم كنت سأخرج من العمل لولا طلب العم ياسين للحديث معي استغربت الامر لكنني انصعت لطلبه
ياسين : شوف ابني .. انت هسه عندك بنت لازم تفكر بيها ميصير توقف حياتك ع شي ممكن ينتهي
كأنني فهمت ما ينوي قوله لي قبضت كف يدي لم اتحمل الاستماع الى اكثر من ذلك استوقفته لاقول
_ عمي اعذرني بس الي تريد توصله ميصير طريقي ويه قمر جوان ماضي و انتهى بالنسبة الي .. بالنسبة لبنتي عندها ام و راح تكعد واثق من هالشي
لم يتكلم اكتفى بأبتسامه هادئة بعد خروجه اتجهت الى المشفى حين وصلت ارتديت الزي المخصص ثم دلفت الى الداخل امسكت بيدها كانت باردة كقطعه جليد قبلتها برقه .. قلت بهدوء
رعد : قمورتي ، تره النوم الزايد مو حلو ميهم بس لتتخلين عن الحياة و تعوفيني تحملتي اصعب من هالشي وراح نتجاوز هالشي سوه متأكد ، تتذكرين من وعدتج ارجع للبيت وعدتج ارجع لـ امي و ابوي و لحياتي الي خسرتها بفتره و اليوم راح انفذ هالوعد .. وراح ارجع ريناد همين .. هسه حسيت بالوجع الي يحس بي ماهر و ان كان الماضي مو حلو بس الحب يغير الواحد ..
نهضت لاقبل جبينها مطولاً
همست : اني احتاجج و عشق تحتاجج رجعي لا تطولين
خرجت من المكان .. لاعود للمنزل روتين يومي قد أعتدت عليه في المساء انتهيت من أحضار الحقائب كانت تجلس مع عشق في الخارج .. هممنا بالخروج كانت الساعه تشير الى الخامسة طوال الطريق كانت صامتة قلت و نحن على مقربة من الوصول
_ متأكدة تردين هالشي !
ريناد : اي
ركزت نظري على ذلك المنزل في احد اصعب لحظات حياتي تمنيت وجودها بجانبي لكنها بعيدة تماماً .. اخرجت نفساً عميقاً و اتجهت الى الداخل توقفت امام البوابة طرق جرس المنزل ما هي دقائق حتى فتحت تلك البوابة ..
كان الجميع في صالة الجلوس ما هي لحظات حتى تحولت تلك الملامح الباردة الى صدمة في وجوههم ..


وجهان لعمله واحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن