الزهرة الثامنة : قِطعةٌ مِن ماضٍ مُمَزَقْ

ابدأ من البداية
                                    

تفتحُ عيناها بثقل، تسندُ يديها على الأرض لترفع جسدها المرهق عنها لتلمحهُ مستلقيًا على يمينه متشبثا برأسه و خاصرته اليمنى تنزفُ بشدة

اعتلت وجهها ملامحُ الفزع لتقول محدثةً ذاتها، بياتريس : هذه المانا !

صرخت بفزع قائلة، بياتريس : راين سان !!، تمالك نفسك !!، ما الذي حصل ؟

قال و البرود يجتاحُ نبرته بالكامل، = : إذا فقد استيقظتِ أخيرًا ؟

التفتت إلى مصدرِ الصوت إذ بها ترى شخصًا أسود اللونِ بالكامل، كان كما لو أنه يرتدي عباءة و يتأجج نارًا أسودان معتمان تمامًا يقف من بعيد وسطَ الظلال

بياتريس : من هناك !

تجاهلها مستفهمًا بنفس ذلك البرودِ القاتل، = : أنتِ شخصٌ غريبٌ حقًا... لم أستطع الوصول إلى حقيقتك مهما حاولت... فقط من أنتِ ؟

- عودة إلى راين -

كان يجلسُ على الكرسي ليزفر براحة امتزجت مع الرضى و السعادة بينما يتكأ على مسند الكرسي

إدغار : وااااه، لقد كان لذيذًا بحق !!

فقال راين الذي كان يقرأ كتابًا في غرفةِ الجلوس المفتوحة على المطبخ

راين : و النتيجة أنكَ مسحتَ نصف الكميّةِ من الوجود... أشفقُ على الطعامِ الذي يسقط بين يديك...

وقف إدغار وقد التف نحو راين ليقول بغضب، إدغار : ما الذي قلته توًا يا عقلة الاصبع ؟!!

نظر راين إلى الشمسِ التي تغرب لينهض مدركًا متجاهلًا كلامَ إدغار

راين : تبًا !، لقد تأخرت !، اقتربت الشمسُ من المغيب... سارا، إدغار، انا مضطرٌ للعودةِ الآن، سينا سان، شكرًا على الفطائر !، لقد كانت شهيةً فعلًا !

مدّت رأسها من المطبخ لتقول بقلق، سيانبيل : احترس في طريقِ العودة !

أومأ لها بالإيجاب لينظر كلٌ من سارا وإدغار لبعضهما بقلق فيعاودانِ النظر لراين و القلقُ لم يفارق تعابيرهما

سارا : ران تشان، تعود.. إلى أين ؟

فردّ بعفوية يتخللها التعجب، راين : إلى أين، أنتِ تسألين... إلى منزلي بالطبع !، إن اكتشف أبي هذا الأمر ستحلّ كارثة !!

ثمّ أكمل محدثًا ذاته، راين : كما أنّ الوضع غريبٌ هنا كيفما نظرت إلى الأمر !

قال بنبرةٍ مهزوزة يهيمن عليها الرعب الذي ارتسم بوضوحٍ شديد على محياه

إدغار : أوي راين !، ما الذي تهذي به بحقِ السماء ؟!!، والداك قد توفيا قبل ثلاثةِ أعوام !!

فأجاب متعجبًا، راين : هاه ؟، ما الذي تتحدث عنه !، أعني كيف نموت ونحن لسنا بـ-

فسكت بعد أن اعتلت وجهه ملامحُ الجدية ليقول محدثًا ذاته، راين : كما توقعت !!، لم يكن حلمًا !، عليّ أن أجد طريقةً للخروجِ من هنا و إلا فات الأوان...

أمسكت سارا بكف يده بإحدى يديها و بمعصمه بيدها الأخرى لتقول، سارا : ران تشان... لنعد لمنزلنا معًا...

سكت قليلًا ليخفض رأسه فإذ بها خصلات شعره الأسود تغطي عينيهِ البنفسجيتين

راين : نعود ؟، منزلنا ؟...

لفّ جسده ناحيتها و سحب يده من بين يديها ليقول بغضب، راين : لا تعبثي معي !، أنتِ حتّى لستِ قريبةً من كونِك تشبهينها !!، كفِ عن استعمال وجهها !!، من أنت بحق السماء !!

- عند بياتريس -

جفل ملتفتًا نحو راين المستلقي على الأرض

قال بنبرةٍ محتارة، = : من كان يظن أنه سيصحو ؟، و بهذه السرعة كذلك !!

التفتت بياتريس بدورها إلى حيث وجه الظل نظره إذ بها ترى راين و قد نهض بالفعل و هو يترنح يمينًا وشمالًا، نظر ناحيةَ الظل بينما تشعّ عينيه حقدًا و ترتسم على وجهه ابتسامة شيطانية

فقال راين ساخرًا بعد أن اطلق تنهيدة مع إبتسامته تلك، راين : أهذا كل ما عندك ؟، سارا المزيفة...

= : هل لاحظتَ ذلك الآن ؟، و فوق كل ذلك أنتَ ما تزال تراني بتلك الهيأة... أنتَ الأحمق الذي صدّق بسهولة كون عزيزته سارا تقف أمامه هكذا !، أعني... عزيزتكَ سارا قد ماتت قبل 120 عامًا !، و احزر ماذا ؟، أنتَ من قتلها !... را~ن تشا~ن

فتحت عينيها على أوسعهما لتقول بذهول يتخلله الخوف، بياتريس : ماذا ؟

قال بينما شعر غرته الطويل يغطي عينيه تمامًا، راين : استمعي إلي، سارا المزيفة...

فنادت بفزع و تعجب قبل أن يكمل جملته، بياتريس : ما الذي تقوله راين سان ؟!، مهما نظرت إليه فهذا الشيء ليس شخصًا حتى يكون أنثى !

تجاهل كلامها ليقول عابسًا بنبرةٍ مخيفة و عيناه تخلو من الضوء، راين : فيينتو مانا :...

*مانا الرياح

اتسعت عينيها أكثر لتنادي بنبرةِ رجاء بينما تمدّ يدها نحوه، بياتريس : لا !!!

راين : هوز ديل سيغادور

*منجل الحاصد

- يتبع الفصل القادم

flores pueblo - قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن