تفتحُ عيناها بثقل، تسندُ يديها على الأرض لترفع جسدها المرهق عنها لتلمحهُ مستلقيًا على يمينه متشبثا برأسه و خاصرته اليمنى تنزفُ بشدة
اعتلت وجهها ملامحُ الفزع لتقول محدثةً ذاتها، بياتريس : هذه المانا !
صرخت بفزع قائلة، بياتريس : راين سان !!، تمالك نفسك !!، ما الذي حصل ؟
قال و البرود يجتاحُ نبرته بالكامل، = : إذا فقد استيقظتِ أخيرًا ؟
التفتت إلى مصدرِ الصوت إذ بها ترى شخصًا أسود اللونِ بالكامل، كان كما لو أنه يرتدي عباءة و يتأجج نارًا أسودان معتمان تمامًا يقف من بعيد وسطَ الظلال
بياتريس : من هناك !
تجاهلها مستفهمًا بنفس ذلك البرودِ القاتل، = : أنتِ شخصٌ غريبٌ حقًا... لم أستطع الوصول إلى حقيقتك مهما حاولت... فقط من أنتِ ؟
- عودة إلى راين -
كان يجلسُ على الكرسي ليزفر براحة امتزجت مع الرضى و السعادة بينما يتكأ على مسند الكرسي
إدغار : وااااه، لقد كان لذيذًا بحق !!
فقال راين الذي كان يقرأ كتابًا في غرفةِ الجلوس المفتوحة على المطبخ
راين : و النتيجة أنكَ مسحتَ نصف الكميّةِ من الوجود... أشفقُ على الطعامِ الذي يسقط بين يديك...
وقف إدغار وقد التف نحو راين ليقول بغضب، إدغار : ما الذي قلته توًا يا عقلة الاصبع ؟!!
نظر راين إلى الشمسِ التي تغرب لينهض مدركًا متجاهلًا كلامَ إدغار
راين : تبًا !، لقد تأخرت !، اقتربت الشمسُ من المغيب... سارا، إدغار، انا مضطرٌ للعودةِ الآن، سينا سان، شكرًا على الفطائر !، لقد كانت شهيةً فعلًا !
مدّت رأسها من المطبخ لتقول بقلق، سيانبيل : احترس في طريقِ العودة !
أومأ لها بالإيجاب لينظر كلٌ من سارا وإدغار لبعضهما بقلق فيعاودانِ النظر لراين و القلقُ لم يفارق تعابيرهما
سارا : ران تشان، تعود.. إلى أين ؟
فردّ بعفوية يتخللها التعجب، راين : إلى أين، أنتِ تسألين... إلى منزلي بالطبع !، إن اكتشف أبي هذا الأمر ستحلّ كارثة !!
ثمّ أكمل محدثًا ذاته، راين : كما أنّ الوضع غريبٌ هنا كيفما نظرت إلى الأمر !
قال بنبرةٍ مهزوزة يهيمن عليها الرعب الذي ارتسم بوضوحٍ شديد على محياه
إدغار : أوي راين !، ما الذي تهذي به بحقِ السماء ؟!!، والداك قد توفيا قبل ثلاثةِ أعوام !!
فأجاب متعجبًا، راين : هاه ؟، ما الذي تتحدث عنه !، أعني كيف نموت ونحن لسنا بـ-
فسكت بعد أن اعتلت وجهه ملامحُ الجدية ليقول محدثًا ذاته، راين : كما توقعت !!، لم يكن حلمًا !، عليّ أن أجد طريقةً للخروجِ من هنا و إلا فات الأوان...
أمسكت سارا بكف يده بإحدى يديها و بمعصمه بيدها الأخرى لتقول، سارا : ران تشان... لنعد لمنزلنا معًا...
سكت قليلًا ليخفض رأسه فإذ بها خصلات شعره الأسود تغطي عينيهِ البنفسجيتين
راين : نعود ؟، منزلنا ؟...
لفّ جسده ناحيتها و سحب يده من بين يديها ليقول بغضب، راين : لا تعبثي معي !، أنتِ حتّى لستِ قريبةً من كونِك تشبهينها !!، كفِ عن استعمال وجهها !!، من أنت بحق السماء !!
- عند بياتريس -
جفل ملتفتًا نحو راين المستلقي على الأرض
قال بنبرةٍ محتارة، = : من كان يظن أنه سيصحو ؟، و بهذه السرعة كذلك !!
التفتت بياتريس بدورها إلى حيث وجه الظل نظره إذ بها ترى راين و قد نهض بالفعل و هو يترنح يمينًا وشمالًا، نظر ناحيةَ الظل بينما تشعّ عينيه حقدًا و ترتسم على وجهه ابتسامة شيطانية
فقال راين ساخرًا بعد أن اطلق تنهيدة مع إبتسامته تلك، راين : أهذا كل ما عندك ؟، سارا المزيفة...
= : هل لاحظتَ ذلك الآن ؟، و فوق كل ذلك أنتَ ما تزال تراني بتلك الهيأة... أنتَ الأحمق الذي صدّق بسهولة كون عزيزته سارا تقف أمامه هكذا !، أعني... عزيزتكَ سارا قد ماتت قبل 120 عامًا !، و احزر ماذا ؟، أنتَ من قتلها !... را~ن تشا~ن
فتحت عينيها على أوسعهما لتقول بذهول يتخلله الخوف، بياتريس : ماذا ؟
قال بينما شعر غرته الطويل يغطي عينيه تمامًا، راين : استمعي إلي، سارا المزيفة...
فنادت بفزع و تعجب قبل أن يكمل جملته، بياتريس : ما الذي تقوله راين سان ؟!، مهما نظرت إليه فهذا الشيء ليس شخصًا حتى يكون أنثى !
تجاهل كلامها ليقول عابسًا بنبرةٍ مخيفة و عيناه تخلو من الضوء، راين : فيينتو مانا :...
*مانا الرياح
اتسعت عينيها أكثر لتنادي بنبرةِ رجاء بينما تمدّ يدها نحوه، بياتريس : لا !!!
راين : هوز ديل سيغادور
*منجل الحاصد
- يتبع الفصل القادم
أنت تقرأ
flores pueblo - قيد التعديل
Fantasyفي عصرٍ عَجَ بالخرافات، حيثُ عاشَ السحرة والمشعوذون.. ذاعَ صيتُ قريةٍ إجتاحتها زهورٌ وهاجة، وبحيرةٌ سَرمدية تَمنح الخلود. قَريةٌ عَلى حيادٍ بَينَ الضوء والظلام، بَينَ عالمينِ كالشمسِ والقمر... وفي بُعدٍ أسطوريٍ حَتى بالنسبةٍ لِمَن عاشوا بَينَ الاساط...
الزهرة الثامنة : قِطعةٌ مِن ماضٍ مُمَزَقْ
ابدأ من البداية