بُيوتٌ مُشيَّدةٌ على عُصِي

ابدأ من البداية
                                    

«طاب صباحكن يا أميرات! استوحشت لقاءكن كثيرًا.»
حييتهن تحية حارة تليق بالأميرات، ودخلت لآخذ مكاني وسطهن.

«تبدين مرهقة يا أميرة هل أنت على ما يرام؟»
قالت أريام وهي تنظر إلى بعينيها البريئتين المتبوعين بنمش بني على بشرتها البيضاء الأخاذة.

«نعم، بعض المتاعب فقط، لا تشغلي بالك يا أميرة.»
تأوهت ورخيت كتفي ورقبتي.

«عم سنتحدث اليوم يا أميرة أسمى، أنا متحمسة للغاية.»

تحدث رواند وهي تبتسم كاشفة عن صفوف اللؤلؤ التي كانت تتواري خلف شفتيها الصغيرتين.
أجواء الحب تلك لم أشعرها منذ وقت طويل.

«دون أن نضيع الوقت يا أميرات، كيف ترون حال المرأة في المجتمع؟»

«ليس لدي موقف محدد حيال هذه المسألة، على حسب ما سمعناه عن حال دومينا في الخارج أرى الكثير من الظلم الواقع عليهن، وكذلك يكفي أنها تنال شرف العمل وتأكل من عرق جبينها.»
قالت أريام بنبرة متلجلة قليلًا.

«في الحقيقة، أنا أرى الكثير من الانتهاكات التي تمارس ضد المرأة، رغم أنها هنا في دومينا تحمل كل أعباء المجتمع، ومع ذلك الرجال يتحكمن بهن ويتسلطون عليهن.»
تفوهت صفا أخيرًا ببعض الكلمات رافعة حاجبيها النحيفين كقوامها، بعد أن طال صمتها.

«وأنت يا رواند، ما رأيك؟»

«رأيي من رأيهن يا أميرة، بالفعل هناك الكثير من الإجحاف الذي تتعرض له بنات حواء، لحسن الحظ أننا أميرات، لولا ذلك لكنا نحفر في الجدباء مثلهن.»
اعتدلت في جلستها وكذلك عدلت ملامح وجهها المكتظ بالزينة والألوان ليبدو مسترخٍ.

«كلامكن جيد! ما الحل إذًا؟ هل سيطول هذا العناء والاضطهاد؟ هل ستظل النساء تحملن إفكًا قد يكون مغفورًا؟»

«الحل يكمن في المرأة نفسها، هي من تأخذ حقها بيدها وتثور على كل هذا الجور ضدها.»
قالت صفا بنبرة تبدو عليها الثقة.

«أتفق مع صفا، لا شيء سيغير حال النساء سواهن، حتى الأديان السماوية لم تنصفها وحرضت على أذيتها ونبذها!»
قالت رواند بسأم.

«أوافقكن الرأي كذلك، لكنني لم أسمع بالأديان التي حرضت على تعنيف المرأة، كنت أظن أن حال دومينا هكذا بسبب ارتدادنا عن عدة أديان.»

قلت بنبرة استغرب برفقة حاجبيين معقودين وها قد أخذ النقاش منحنى جديد.

«ديانة الإسلام حرضت في نصٍ صريح على ضرب المرأة وإهانتها، خلاف اعتبارها كائن بلا حيلة وضعيف.»
ردت رواند بسرعة تنم على ثقتها العمياء فيما تقول وكأنها تقرا أفكاري وتعرف سؤالي.

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن