نِصفُ الأنثى المَفقُود

Start from the beginning
                                    

وكوني أمك أو الملكة فتون لن يغير من وقائع الأمور.»

«متى سأشعر أنك أمي؟ لمَ تشعرينني أنني عدوتك؟ ماذا فعلت لأنال منك كل هذا الجفاء؟ بدلًا من أن تواسيني وتحضنيني تلقين كلامًا يسُم بدني، شتان بينك وبين أي أم، كلما هرعت لأسكن بين حضنك لا أجد سوى الغلظة، هذا إن لم تدفعينني بعيدًا عن حضنك.»

«المشاعر شيءُ غبي، للحمقى الفارغين الذين لا يجدون ما يسد فراغهم، إن أردتها ابحثي عن شخص سواي.»

تغافلت عن برودها المعتاد، ماذا أنتظر من جلمود الصخر هذا؟ لذا عقبت على كلماتها الأولى فقط.

«وهل هذا يعني أن النساء خلقن لينجبن فقط؟ ماكينات إنجابٍ لم تترقِ لأن تكون إنسانًا يعيش دون شروط؟ وإن فقدت قدرتها على الإنجاب هكذا تنقص أنوثتها وكينونتها؟

أين كلامك عن المرأة القوية التي لا ينقصها شيء؟ أم أنك لا تؤمنين إلا بما يحلو لك؟»

«هل جننتِ! من أنت لتخاطبيني بهذه اللهجة التهكمية؟ لم يخلق من يحادث الملكة فتون بهذه الصيغة!»

«حسنًا، بعد إذنك.»
لست قادرة على سماع كلمة أخرى منها، نظرت إليها بخيبة أمل، وهَنت من كل الذي أكابده في حياتي، كل شيء بات باهتًا في عيني، لكن يجب أن أتماسك، الحياة فيها الكثير، لن تتوقف حياتي على شيء لم يكن في حسباني من الأساس، أعلم أنها محاولة فاشلة لمواساة نفسي، لكن ما باليد حيلة، قمت من مقعدي وغادرت هذه الغرفة بعد أن أخذت الإذن بالانصراف.

__________

كان أسبوعًا دراميًا بحتًا، أحتاج أن أرتاح لمدة أسبوع مثله، كنت أستغل أي فرصة أتواجد فيها وحدي لأجهش في البكاء والعويل، أملًا أن يطفئ ماء العين هذا ناري، بكاء يشفي وإن كان لا يُجدي، أتظاهر بالقوة وأنا هشة سهل النيل مني.

ماذا إن علم أيهم بهذا؟ هل سيتوقف عن مراسلتي؟ هل سيتوقف عن فزعي كل ليلة خميس برسائله الصفراء المتملقة؟ هل سيكرهني العالم لأني لست كاملة الأعضاء كنظيراتي من الفتيات؟

أضع يدي على هذا الجسد العقيم وأذرف الدموع، أمر على بطني التي لن تحضن أي روحٍ بين أحشائها بلمسات متأنية، كلي يقين أن الرب سيعوضني عن هذا الفقد، لم تكن هند بجانبي لتربت على كتفي أو تحتضنني، لففت ذراعيّ عكس بعضهما حول كتفي كأنني احتضن نفسي، أشعر بأن روحي خاوية، وكأنني خلقت وحدي في هذا العالم القاسي.

مع ذلك يجب أن أتواجد مع الجاريات؛ لأنني أشعر أني مهملة في حقهن، خاصةً بعد الذي حدث مع هند وأنا غافلة، لكنني فخورة بنفسي، لقد واجهت الكثير من المواقف التي قوتني وزادت من تماسكي، لم أعد أنتظر أيهم ليملأ فراغ حياتي، ولم أعد أضيع وقتي في تفاهات، بتت أشعر أن الأقدار تستعملني لغرض أهم، توجهني لهدفٍ سامٍ.
لكنني لا أعلم، أما زال حبه يسكنني؟ أم أنه غادرني منذ مدة؟

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Where stories live. Discover now