ليلة سقُوطِ الشَرف

Start from the beginning
                                    

«اصفعيني! أنا ساذجة!»

قطبت جبينها بنظرة خيبة أمل، حركت عينيها في الردهة الواسعة وأعمدتها البيضاء المرسومة، قبل أن تعقب:

«الأميرات لا يصفعن، لكن كلمات التوبيخ أشد على قلوبهن من ضربات السوط!»

أخذت بطرف فستانها وشقت طريقها نحو جناحها، بعد أن انتزعت التاج من بين خصل شعري بنظرات آسفة وشفتين مزموتين.

ألم في صدري يطعنني، وكأن العالم كله الذي كان يهينني، أشعر أني تراب عَفن لا قيمة له.

رفعت عينيَّ، فإذا بالجواري واقفاتٍ على الطرف الآخر، يشاهدنني وأنا أهان.

الأميرة أسمى... التي لطالما كانت الشخص المتعاون معهن؛ فكانت الأجدر بالرئاسة، حنو قلبها أيضًا وعاطفتها هي من ألقت بها في الهاوية!

الكل ترك عمله، التي كانت تنظف وضعت المكنسة جانبًا، ومن كانت تفرش تقف مذهولة بيدها الملاءة، ومن كانت تمسح وضعت الخرقة جانبًا، هذه المشاهد تكررت عشرات المرات، بعدد الجواري المتواجدات، وقفن يشاهدن الأمير أسمى وهي تُوبخ كالأطفال، شعرت بالحرج الشديد، العار يحتضن جوارحي من ناحية والألم من ناحية أخرى.

كانت محقة فعلًا، توبيخها أمام كل هذا الحشد أقسى من جلدات السوط.

علا صوت همهماتهم التي لا سيرة لها سوى هذه الفضيحة الثقيلة، وكأني لا أسمعهم أو أراهم وهم يخبئون شفاههم التي تجرأت أن تتلفظ بسوء عني؛ فوقت الفضيحة فقط يتحول كل البشر إلي شرفاء أتقياء، ويتناسون كل ذنبوهم الشنيعة؛ ليلتهموا بضمير مرتاح من كُشفت أوراقه المدسوسة في الخطيئة.

أشعر أني عارية أمام كل الناس، أحاول أن أواري عوراتي التي فُضحت على الملأ بأي طريقة، أود أن أغمس وجهي في الطين من فرط الخزي الذي يجتاحني، لكن ترى... هل سيكفر هذا عن ذنبي؟

أخذت أركض إلى غرفتي بكل سرعتي، كذلك كان وضع دموعي التي أبت ألا تكمل المشهد، عيون تراقبني وأنا أفر كاللصوص، دموعي تعانق ياقة فستاني، ومع كل دمعة تتسيل مني أشعر إن احترامي وتقديري لذاتي يتساقط معها.

أدفع عمري كله كي أعرف من قام بهذه الوشاية.

وإن عرفته، ما الذي سيتغير؟ لا شيء! ها قد علم الجميع.

ألقيت بجسدي المنهك على السرير بين دموعي، بعد أن أغلقت غرفتي ومنعت دخول أيٍ من الجواري، متجاهلةً غياب هند التي يبدو أنها تأخرت كثيرًا في الخارج، أخذت أبكي بحُرقة وكأنني لم أبكِ في حياتي مُسبقًا، أصرخ بهسترية كلما جفت دموعي لينبُع سيل آخر منها.

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Where stories live. Discover now