بين سطور الجريمة – البارت 13: الغرفة صفر
الطريق نحو "الغرفة صفر" كان أضيق مما تخيّلوه.
سُلَّم معدني يتلوّى نحو الأسفل، وكأنهم يهبطون في أحشاء الجريمة ذاتها.
الجدران صمّاء، لا تُصدر صدى لأقدامهم، كأن الأصوات نفسها تُحتجز.
نيمرا، بنبرة خافتة:
"كأنه في شي هون... بيراقب."
كيان، بخفوت:
"هذا المكان مصمَّم ليخليك تشك بكل شي... حتى بنفسك."
ليورا، تمشي خلفهم، نظراتها تتنقّل بين الظلال الملتوية على الجدران، والأرقام المرسومة بخط خافت:
> "غرفة -١، -٢، -٣..."
ليورا:
"ليش الأرقام سالب؟"
نيمرا:
"لأننا ما عم ننزل لمكان… عم ننزل لذكرى."
وصولهم توقف عند باب معدني ثقيل، دون مقبض.
فجأة، انفتح الباب تلقائيًا.
الداخل: غرفة بيضاء تمامًا. لا شيء فيها.
لا نوافذ، لا كراسي، لا شاشات.
فقط جدران... تشبه الصمت.
في المنتصف، منصة منخفضة، عليها صندوق زجاجي.
اقتربت ليورا بحذر.
في الداخل… مفكرة قديمة، مغطاة بغبار، وعليها رقم واحد فقط: 37.
ليورا، هامسة:
"المذكرة…"
كيان نظر حوله، ثم قال بنبرة لا تخلو من الشك:
"ليش حسّيت إنو كل شي سهل؟ وين الفخ؟"
لكن قبل أن يجيب أحد، انطفأت الأنوار.
ثانية واحدة… ثم اشتعلت شاشة ضخمة ظهرت فجأة على أحد الجدران، وكأنها انبثقت من العدم.
على الشاشة: صور متتابعة.
طفلة تركض.
رجل يغلق بابًا.
امرأة تصرخ.
أصوات مشوشة: "مش لازم تعرف… خبّوها... امسحو كل شي..."
نيمرا، تتراجع خطوة، تغطي فمها:
"هاي أنا… هاي كانت أول ليلة."
ليورا، تُحدّق بالصورة، ثم تهمس:
"هدول… مو ذكرياتي… بس بعرفهم."
كيان، ينظر إليهما، ثم يلتفت ناحية الشاشة، حيث يظهر الآن مقطع فيديو:
رجل بوجه غير واضح، يتحدث إلى الكاميرا:
> "المذكرة ٣٧ مو بس اتفاقية.
كانت مشروع. تجربة.
كيف نقدر نخلق شخصية من الصفر، وندفن الأخرى.
كيف نقدر نغيّر البشر… ونخليهم يصدقوا كذبة جديدة.
مو كل واحد فيكم هو نفسه."
ليورا، تتراجع خطوات، عيناها تتسعان:
"عم يقول… إنو فينا حدا مو حقيقي؟"
كيان، يتمتم:
"أو إنو كلنا ما منعرف نفسنا منيح."
انطفأت الشاشة. وعاد الظلام.
لكن صوتًا جديدًا خرج من الجدران:
> "مرحبا بكم في الغرفة صفر.
حيث لا أحد بريء…
ولا أحد حقيقي."
الجدران بدأت تتحرك ببطء. تتغير.
صور جديدة تظهر على الجدران: صور لليورا، نيمرا، كيان، وهم أطفال.
ثم… صور لأشخاص آخرين، يحملون نفس ملامحهم… بأسماء مختلفة.
YOU ARE READING
Between the Lines of Crime
Mystery / Thrillerبين سطور الجريمة في ظلال المدينة المظلمة، تقف صحفية شجاعة على أعتاب الحقيقة، تواجه رجال المافيا وأسرار الجريمة القاتلة. هل ستتمكن من كشف القاتل الحقيقي قبل أن يلتهمها الظلام؟ رواية تشويق وغموض تحبس الأنفاس، حيث لا شيء كما يبدو... وكل سطر يحمل لغزًا...
