بين سطور الجريمة.البارت العاشر: بينما نظن انها العُقدة الأخيرة
صفّق كيان ببطء، وصدى التصفيق ارتدّ في العربة كأن الزمن نفسه يصفّق لنهاية فصل طويل.
كيان، بابتسامة باهتة: "جميل، أليس كذلك؟ مشهد النهاية... أو بدايتها؟"
ليورا، بصوت مرتجف وغضب يتصاعد في صدرها: "شو هذا الفيديو؟ تمثيلية تانية من ألعابك؟"
كيان، يقترب خطوتين، دون أن يترك الظل تمامًا: "هذا الفيديو... هو اللحظة اللي قررت فيها نيمرا تكون أنتِ."
صمت.
كيان يتابع: "هي ما ماتت، يا ليورا. مات الجزء اللي كان بيصدق إنو في عدالة. الجزء اللي كان بيؤمن بالحقيقة. أما الجسد؟ فبقي حيّ... بس بروح تانية. نيمرا اليوم مو نيمرا اللي كانت."
ليورا: "ليش عملت فيها هيك؟"
كيان: "ما أنا اللي بلشت، ليورا. بلشت لما كان والدك هو من يقرر من يعيش ومن يُنسى. لما سلّمنا بعيونه المذكرة ٣٧، وكان مستعد يبيعنا كلنا مقابل اسمه يظل نضيف."
ليورا تصرخ: "كذاب!!"
كيان، يقترب أكثر، بنبرة خافتة مليئة بالحقيقة المزعجة: "ليش بتسألي حالك، ليورا، ليش كل شي بيرجعلك؟ ليش كل الطرق بتأدي لهون؟ لأنك أنتِ القفل والمفتاح. أنتِ كنتي الشاهدة اللي نساها الزمن... والورقة اللي ما احترقت. و... كنتي الشي الوحيد اللي نيمرا قررت تخليه."
صمت طويل.
ثم صوت جديد... صوت خطوات خفيفة من خلف العربة.
ليورا تدير رأسها، وإذا بها...
نيمرا.
نفس الملامح. نفس العينين. لكن ببرود لم تعرفه من قبل. واقفة بثبات، وكأنها لم تكن يومًا مفقودة.
نيمرا: "كنت بعرف إنك رح توصلي لهون، يا ليورا."
ليورا، بالكاد تستطيع التنفس: "أنتِ...؟ أنتِ حقيقية؟"
نيمرا، تبتسم بحزن: "أنا اللي بقي. بس مش اللي كنتِ تعرفيها."
كيان، من الخلف: "قلتلك، الظلال ما بتموت. بس بتغيّر شكلها."
نيمرا تمشي باتجاه ليورا، وتسلمها ورقة واحدة، مشوهة الحواف، ومكتوب عليها:
> "الصفحة 37… الفقرة الأخيرة: من يعرف الحقيقة، يصبح مسؤولًا عنها."
نيمرا: "هلق القرار إلك. تكشفيها؟ أو تكتبي نهايتك بصمت؟"
ليورا نظرت بين نيمرا وكيان، ثم إلى الورقة. كل شيء فيها كان ينزف كلمات لم تُكتب بعد.
لحظة صمت، ثم:
ليورا تمزق الورقة إلى نصفين.
نيمرا ابتسمت... لأول مرة منذ ظهورها.
YOU ARE READING
Between the Lines of Crime
Mystery / Thrillerبين سطور الجريمة في ظلال المدينة المظلمة، تقف صحفية شجاعة على أعتاب الحقيقة، تواجه رجال المافيا وأسرار الجريمة القاتلة. هل ستتمكن من كشف القاتل الحقيقي قبل أن يلتهمها الظلام؟ رواية تشويق وغموض تحبس الأنفاس، حيث لا شيء كما يبدو... وكل سطر يحمل لغزًا...
