بين سطور الجريمة - شظايا الحقيقة
بعد دقائق من مغادرة "سيلا"، جلست ليورا في الكافيه وحدها، نظراتها تائهة في الفراغ، وهمسها بالكاد يُسمع:
"مين أنا؟ ليورا... ولا نيمرا؟"
عادت إلى المنزل مثقلة بالأفكار، كل شيء حولها يبدو مألوفًا... وغريبًا في آنٍ واحد. هاتفها الموضوع على الطاولة بدأ يضيء بإشعارات غريبة، بلا أسماء، بلا أرقام.
فيديو غير معروف المصدر.
فتحت ليورا الفيديو بتردد. ظهر وجه "سيلا" بملامح باردة وخالية من الحياة، تقف في غرفة مظلمة تحيط بها جدران مغطاة بالصور والخرائط، ملفات، تسجيلات، وأسلاك متشابكة كأنها عنكبوت يحاصر فريسته.
الصورة تنتقل فجأة - صورة لليورا، لكن مختلفة. وجهها مغطى بالدماء، عيناها شاحبتان، والمكان حولها موحل ومظلم.
إلى جانبها... صورة أخرى لنيمرا. الغريب أن ملامحهما تتداخل وتتشابك، كما لو كانتا شخصًا واحدًا بلُغتين مختلفتين.
ثم جاء صوت "سيلا"، ناعم وبارد ومسيطر:
"أعتقد أنكِ تعبتِ يا ليورا... أو بالأصح، نيمرا."
ارتجفت ليورا، أحسّت أن قلبها توقف. هل هذه لعبة جديدة؟ أم أن الحقيقة بدأت تكشف عن نفسها على نحو مرعب؟
فجأة، يُفتح ملف صوتي جديد تلقائيًا، صوت "كيان الأسعد"، عميق وواثق:
"اللحظة اللي بتفهمي فيها الحقيقة... هي اللحظة اللي رح تخسري فيها كل شيء."
ثم ظهر على الشاشة نص:
> "أنتِ لستِ ليورا. أنتِ نيمرا. القناع اللي خلقناه... أو خلقوه أهلك، لتخبئة الحقيقة."
في تلك اللحظة، بدأ الهاتف يهتز ويصدر صوتًا رقميًا مزعجًا. الأضواء تومض... وكل شيء يسود.
ليورا تفقد وعيها مجددًا.
---
اليوم التالي -
تستيقظ ليورا في غرفتها، الضوء خافت، الجدران تشعر بها كأنها تقترب وتخنقها. تجلس على السرير، تحاول تهدئة أنفاسها. عقلها كالفوضى: صور، أصوات، وجوه... كل شيء مختلط.
"لا... بدي أعرف الحقيقة. ولو كانت نهايتي."
ترتدي معطفها بسرعة وتتجه نحو مكتبها الصحفي.
---
في المكتب، تقف أمام مدير التحرير، بعينين تملؤهما العزيمة:
ليورا:
"أستاذ... الشغلة مهمة. بدي موافقة لبلّش أحقق بملف نيمرا."
المدير، متوتر:
"ليورا... هاد الملف تسكّر من ست سنين. ملف خطير. واللي قبلك دفعوا الثمن... غالي."
YOU ARE READING
Between the Lines of Crime
Mystery / Thrillerبين سطور الجريمة في ظلال المدينة المظلمة، تقف صحفية شجاعة على أعتاب الحقيقة، تواجه رجال المافيا وأسرار الجريمة القاتلة. هل ستتمكن من كشف القاتل الحقيقي قبل أن يلتهمها الظلام؟ رواية تشويق وغموض تحبس الأنفاس، حيث لا شيء كما يبدو... وكل سطر يحمل لغزًا...
