بين سطور الجريمة -
"مرآة الدم"
الضوء الخافت المنبعث من المصباح المكسور فوق رؤوسهم كان يومض كأنه يحتضر... وكل ومضة كانت تشبه شهقة ذاكرة تحاول النجاة.
ليورا جلست بصمت، عيناها نصف مغمضتين، تتظاهر بالوهن... لكن عقلها كان أكثر يقظة من أي وقت مضى.
> "الشريحة وصلتني... نيمرا حية."
رغم الجرح في ذراعها، والارتباك الذي تخلّل تنفّسها، كانت تشعر بشيء يتجمّع في صدرها... شيء يشبه الحقيقة لكنه لم يكتمل بعد.
---
من بين الرهائن، الجميع يبدون إما خائفين أو نائمين بفعل الإرهاق أو شيء آخر... إلا هو.
الرجل ذو الحضور الهادئ، الجالس في الزاوية المظلّلة، لم يتحرّك كثيرًا، لكن عينيه كانتا دائمًا عليها.
لم يكن خائفًا. بل... كأنه يعرف.
كأنه ينتظر.
---
> "الابتسامة البطيئة... النظرات المتكررة... هذا مش رهينة... هذا مراقِب."
هكذا فكّرت ليورا، وقلبها بدأ ينبض بوتيرة غير منتظمة.
لكنها لم تتحرك.
كانت تعرف: أي ردة فعل الآن قد تسرّع نهايتها.
---
من بعيد، سُمعت طرقات خفيفة على باب المستودع المعدني، ثلاث مرات... ثم سكون.
ثم صوت مألوف، لا يمكن أن تخطئه:
> "راقبوها. بس لا تلمسوها."
كيان ايسوس.
الاسم الذي لم يظهر في أي وثيقة رسمية، ولا في أي خبر، لكنّ كل من اقترب من العالم السفلي عرفه كأنه لعنة.
---
قبل أسابيع، في إحدى صور الأرشيف، رأته ليورا يقف على الرصيف، وخلفه... نيمرا.
ذلك المشهد عاد الآن كطعنة مفاجئة في صدرها.
> "كان معها. عرفها. إذاً... كان يعرفني."
وهنا، بدأت تدرك: اللعبة لم تبدأ عند دخولها المستودع. بل من زمن أقدم... من لقائها الأول بنيمرا، تلك الفتاة التي اختفت في الظلال كأنها لم تكن.
---
الرجل المراقب تحرك.
ببطء، كمن يحاول ألا يثير الغبار.
وقف واقترب خطوتين منها، ثم جثى بهدوء قرب الحائط.
> "ليورا، مو كل شي مثل ما بتشوفيه."
صوته لم يكن حادًا. لا تهديد فيه... بل أقرب إلى تحذير.
> "أنا اسمي آدهم... وكنت أعرف نيمرا قبل ما تختفي."
---
شهقت ليورا، لكنها أخفتها بسرعة. الاسم لم يكن جديدًا... قرأته مرة في تحقيق عن موظف سابق في قسم الجرائم الاقتصادية، اختفى فجأة بعد استقالة غامضة.
آدهم، تابع:
> "بس نيمرا ما اختفت. هي اختارت تختفي... لحماية شي كبير."
> "شو الشي؟" سألت ليورا، همسًا.
> "ما فيني قول، بس فيك تكتشفي. بس مو هلأ... لأنه في شي عم يترتب، وكلنا مجرد أدوات."
---
الخوف تغيّر شكله في صدرها. لم يعد رعباً من موت محتمل، بل من حقيقة قد تبتلعها إن اقتربت أكثر.
"المذكرة 37"... "الشريحة"... "السوار الجلدي"...
كل الرموز تشير إلى شبكة أعمق من مجرد جريمة اختفاء. وكأن الحقيقة التي تحاول كشفها ستُعيد كتابة تاريخ أشخاص كُثر... وقد تغيّر شكل العدالة ذاته.
---
آدهم انتبه لنظراتها المرتابة.
> "أنا مو عدوك، بس كمان ما فيني كون صديقك. دوري بالحكاية محدود. في حدا تاني هو اللي حرّك كل شي."
> "كيان؟"
سكت آدهم.
ثم قال:
> "قوليلي، ليورا... فكرتِ يوم إنو يمكن انتي السبب؟ مو بس شاهدة، بل مفتاح؟"
كلمات معلّقة في الهواء كأنها قنابل موقوتة.
---
قبل أن ترد، انطفأ الضوء كليًا.
صرخة خفيفة من إحدى السيدات، ثم خطوات سريعة... باب يُفتح.
صوت إطلاق نار... طلقة واحدة فقط.
ثم صمت.
ثم، من جديد... صوت كيان:
> "ما بديها تموت، بديها تفهم."
---
الضوء عاد، لكن ببطء.
ليورا نظرت إلى الزاوية... آدهم لم يعد هناك.
في مكان جلوسه، وُضعت ورقة صغيرة.
كانت مكتوبة بخط يد واضح:
> "كل شيء يبدأ من نيمرا... وينتهي بكِ."
---
نهاية البارت.
🕯️ واللعبة بدأت تأخذ شكلها الحقيقي...
---
YOU ARE READING
Between the Lines of Crime
Mystery / Thrillerبين سطور الجريمة في ظلال المدينة المظلمة، تقف صحفية شجاعة على أعتاب الحقيقة، تواجه رجال المافيا وأسرار الجريمة القاتلة. هل ستتمكن من كشف القاتل الحقيقي قبل أن يلتهمها الظلام؟ رواية تشويق وغموض تحبس الأنفاس، حيث لا شيء كما يبدو... وكل سطر يحمل لغزًا...
