Between the Lines of Crime

part 12

بين سطور الجريمة – البارت 12: من يكتب النهاية؟

كان ضوء العربة باهتًا، يتنفس بصعوبة بين دخان السجائر المحترقة والظلال الطويلة التي خلقها كيان عمداً…
أخرج من جيبه جهازاً صغيراً، أدخل فيه الشريحة، وضغط على زر التشغيل.

صوت ذكر مبحوح انطلق:

> "المرحلة الأولى تمت. تم تسليم المذكرة ٣٧. العائلة... خضعت. أمّا المفتاح، فلا يزال ضائعًا."

ليورا شحبت، قلبها انكمش في لحظة:
"هاي... هاي نبرة والدي."

نيمرا نظرت للأرض، بصمت امرأة تعرف أكثر مما تقول.

كيان، وهو ينظر للشاشة الصغيرة، بنبرة تحمل نغمة خفية من الشفقة:
"ما كنتِ بدك تعرفي… بس إنتِ إللي فتحتِ الباب."

ليورا تستدير فجأة باتجاه كيان، عيناها مليئتان بالغضب والارتباك:
"كل شي! كل شي كنتو عم تشتغلو عليه وبتتركوني بالمنتصف؟ شو أنا؟ ورقة؟ ولا ضحية؟"

كيان يتقدم خطوة… يقترب منها أكثر مما يجب، عيونه تسافر في وجهها، بنبرة باردة:
"أنتِ… كنتِ دائماً أكثر من هيك. بس المشكلة؟ أنك الوحيدة اللي ما عرفت هالشي."

صمت.

نيمرا قطعت التوتر فجأة، صوتها متصلّب:
"لازم نروح. في مكان لازم نشوفه قبل ما يسبقونا."

ليورا، بخفة وارتباك: "مين يسبقنا؟ مين 'هم'؟"

نيمرا ترمق كيان، تنتظر منه ينطق، لكنه يبتسم ويقول:
"اللي خلفوا الكواليس... واللي حتى أنا كنت قطعة بين أيديهم قبل ما أعرف اللعبة."

في طريقهم إلى وجهة مجهولة، في السيارة:

الليل كان كثيفًا، والطرقات خالية، كأن المدينة تنفّست كل فوضتها قبل ساعات.
في المقعد الخلفي، جلست ليورا بجانب كيان، بعيدة جسديًا لكن لا يمكن إنكار أن هناك شيء تغير…
كل مرة تلتفت فيها إليه، تكتشف وجهًا جديدًا في ملامحه.

ليورا، بهمس وكأنها تحدث نفسها:
"فيك شي… مزعج. بس بنفس الوقت… فيك شي بيخليني ما أقدر أغمض عيوني من الرعب والغموض الي فيك من كل صفه بترسمها لحالك كل مابتحكي بحسها فيك."

كيان ابتسم دون أن يلتفت:
"لأنك عشتِ سنين تركضي ورا الحقيقة… بس ولا مرة شفتيها عن قرب."

ليورا، بتنهيدة:
"بتخوف الحقيقة."

كيان، بعينين نصف مغمضتين:
"بس أحيانًا… الخوف أحلى من الكذب."

نيمرا قاطعت بصوت حاد من المقعد الأمامي:
"وصلنا."

المكان: بناية مهجورة على أطراف المدينة، طوابقها محروقة جزئيًا، وعلى جدرانها كتابات قديمة ومشوشة.

دخلوها بصمت.

في الطابق الثاني، وُجد باب صغير، مغلق بسلسلة صدئة، لكن مفتاحها كان تحت عتبة حجرية… كما لو أن أحدهم ينتظرهم منذ زمن.