part..1

91 29 8
                                        

🕷️ بين سطور الجريمة -

"صوت في الظلام"

الرطوبة تتساقط من جدران المستودع المهجور، كأنها دموع جدران قديمة تعرف أشياء لا يجرؤ أحد على قولها.
كل زاوية مكسورة، كل لوح خشب متآكل، ينطق بلغته الخاصة:
شيء سيء حدث هنا... وقد يعيد نفسه.

"ليورا" كانت هناك. مقيّدة.
يداها خلف ظهرها، جسدها منهك، ساقها تؤلمها منذ ساعات.
لكن عقلها... كان يعمل كآلة باردة.

> "كم عددنا؟ ستة. أربعة رجال، سيدتان... وأنا، الصحفية التي تعرف أكثر مما يجب."

فكّرت بتلك الكلمات وهي تنظر إلى وجوه الرهائن، باهتة في ضوء المصباح المتدلّي من السقف.
الضوء يومض... كأنه على وشك أن يُطفأ للأبد.

---

كل صوت بالخارج كان كابوسًا جديدًا.
خطوة... ثم صمت.
همسة... ثم لهاث.
وصوت باب يفتح ويغلق ببطء، كأن الهواء نفسه يتجسس.

ما الذي جرى؟
آخر شيء تتذكره هو صوت إطلاق نار قرب المرفأ، ووميض كاميرتها قبل أن تفقد الوعي.
ثم... سواد طويل.

---

داخليًا، ليورا بدأت تعمل:

الباب هناك... مقفل من الخارج.

أحد الرهائن يبكي بصوت مكتوم. الثاني يتأمل الأرض بصمت مريب.

أحدهم ينظر إليها باستمرار.
لماذا؟ هل يعرفها؟

كل شيء يوحي بأن ما يجري ليس اختطافًا عشوائيًا.

---

وفجأة...
فُتح الباب.

صوت قفل معدني يدور كأن العالم ينقلب.

دخل رجل طويل، معطفه الأسود يلامس الأرض تقريبًا، خطواته ثقيلة لكن هادئة.
لم يلتفت نحو أي من الرهائن. لم يتفحصهم.

لكنه حين اقترب من ليورا... توقف.

عيناه وقعتا على عينيها.
وللحظة... شعرت أن قلبها توقف عن النبض.

> "مش مجرم عادي... ولا شخص غريب."
فكّرت، وشيء في داخلها ارتجف.

اقترب أكثر.
الرهائن شهقوا.
لكنّه لم يعبأ.

انحنى أمامها، كأنهم وحدهم في هذا المكان.
ثم همس، بصوت يشبه الرعد البعيد:

> "نيمرا..."

تجمدت.

---

 Between the Lines of CrimeWhere stories live. Discover now