part.4

29 22 9
                                        


بين سطور الجريمة -
شظايا الذاكرة
الضوء الخافت من المصباح المكسور كان يومض بلا انتظام، مثل نفس متقطع تحت وطأة التعب في زوايا المستودع المهجور.

ليورا كانت كأنها تفقد السيطرة، مش قادرة ترتب أفكارها، وكل شي حوالينها صار غامض وكأنها بين حلم وكابوس ما في نهايته. رأسها ينبض بألم ثاقب، والرؤية صارت مشوشة، مشهد وراء مشهد، ذكريات تتكسر وتترابط مع بعضها بلا معنى واضح.

صوت داخلي متردد يصارع الذاكرة:

"أنا بحبك، ليورا..."

ليورا تهمس: "نيمرا، تعي من هون..."

صوت نيمرا يصرخ:
"ليورا! وقفي! لو بتستمري بهالطريقة، رح تدخلي متاهة أكبر منك... ابتعدي عن هاللعبة، مش قدك. أنتِ عم تلعبِي مع حدا أكبر منك بكتير، وبدو ينهيكي عن وجه الأرض إذا عرف لعبتك."

ثم تتابع بصوت ملئ بالخوف:
"ليورا، الملف 37... خبّيه منيح."

وصوت غامض، وجهه مخفي:
"رح تندمي على كل شي عملتيه. رح تتمني الموت وما تلاقيه. "

شخص غامض" ملف 37 هوة مجرد الصفحة الأولى "

صرخت ليورا بصوت مجروح، ثم غابت عن الوعي.

---

بعد ساعتين

فتحت عيونها ببطء، الألم في ذراعها يشبه سكين يغوص في كل ما مرت به
. في يدها، الورقة اللي تركها آدهم، ثقيلة بحمل أسرار لا تقل ثقلًا.

"كل شيء يبدأ من نيمرا... وينتهي بكِ. أنتِ مفتاح كل شيئ أنتِ القفل والمفتاح"

همست الكلمات في رأسها، كأنها همس من أعماق النفس.

الهدوء يملأ المكان، لكنه قاتل، كأن الصوت الوحيد هو دقات قلبها المتسارعة، مختلطة بأصوات خطوات بعيدة وهمسات رهائن، كلها تذكار من الماضي الذي لا يفارقها.

فجأة، الباب المعدني يصرّ بصوتٍ بطيء وثقيل. انفتح ببطء ليكشف عن ظل طويل، كيان ايسوس، الرجل الذي يتقن لعبة الظلال بين الحياة والموت.

نظرة بلا رحمة، حدٍ بارد، لم تفهم ليورا معناها بعد.

همس بعبارة قاسية كصفعة:
"لا تثقي بأحد... حتى فيني."

صدى الكلمات ضربها بقوة، وأعادها للتفكير العميق، لتدرك أن اللعبة لم تبدأ مع اختفاء نيمرا، بل من زمن بعيد، قبل كل شيء.

شعرت ليورا بالغموض يتغلغل أكثر في أعماقها، وذاكرتها المبعثرة كالمرآة المتكسرة بدأت تتجمع شظاياها ببطء.

 Between the Lines of CrimeWhere stories live. Discover now