بين سطور الجريمة – البارت السابع: "
مفتاح الصمت"
استفاقت ليورا مجددًا، لكن هذه المرة لم تكن في غرفتها ولا في منزل والديها. كانت على سرير حديدي، الإضاءة خافتة، وجدران الغرفة مطلية بلون رمادي قاتم تفوح منه رائحة رطوبة قديمة. شعرت بوخز في يدها… إبرة مغروسة، أنبوب موصول بجهاز يراقب نبضات قلبها.
هل تم اختطافها مجددًا؟ أم أن هذا استمرار للهلوسة؟
ارتفعت شهقتها عندما سُمع صوت خطوات تقترب. الباب يُفتح، ودخلت امرأة في منتصف الأربعينيات، ترتدي معطفًا طبيًا وتحمل بيدها ملفًا صغيرًا. عيناها تعكسان شفقة خفية، وملامحها مزيج من الحذر والاحتراف.
قالت بهدوء:
"أنتِ في مركز الرعاية النفسية المؤقتة، تم إحضارك من قِبل والدتك بعد انهيار عصبي حاد."
صرخة حُبست في صدر ليورا، أرادت أن تصرخ: لا، هذا ليس انهيارًا، هذا واقع! لكن صوتها خانها، لم تخرج الكلمات.
أردفت الطبيبة: "ذكرتِ شيئًا عن... كيان الأسعد؟ ونيمرا؟ وعن ملف أغلق منذ ست سنوات؟"
شهقت ليورا: "أنتم أيضًا؟! حتى هنا تلاحقونني بتلك الأسماء!"
رفعت الطبيبة الملف:
"المثير، أنو انا مابعرفهم بس جزبني شي وهوة فعلاً هناك سجلًا باسم 'نيمرا الأسعد'، اختفت قبل ست سنوات، ولم يُعثر لها على أثر. أغلقت الشرطة الملف لعدم كفاية الأدلة… لكن ما لفت انتباهي، أن توقيع المحقق على هذا الملف، هو اسم والدك، يوسف مراد."
تجمدت ليورا، شعرت بقطرات عرق بارد تسيل على جبينها.
"مستحيل... أبي لم يكن محققًا... كان مجرد موظف إدارة."
ابتسمت الطبيبة ابتسامة مريرة:
"هذا ما كنتِ تعتقدينه، أليس كذلك؟"
لتصمت ليورا وتخرج الطبيبه من الغرفة تحت صمت ليورا وصدمتها " ماذا حدث ،مين انا ،اهلي شو ، لي مابعرف شي عن اهلي ، لتبقى صامته طوال النهار ولاكن أفكارها تقودها الى معرفه الحقيقه المخبئة تقودها للتفكير في الملف التي تحدثة عليه الطبيبة
في المساء، تسللت ليورا إلى غرفة الأرشيف، قلبها ينبض بعنف، يداها ترتجفان وهي تبحث بين الملفات، حتى وجدت واحدًا مغبرًّا كتب عليه: ملف 37 – نيمرا الأسعد.
داخل الملف، صورة قديمة لفتاة بشعر داكن وابتسامة حزينة… كانت تشبهها كثيرًا. وفي أسفل الصورة، ورقة محروقة الأطراف، مكتوب عليها بخط يدوي:
> "شاهدت الجريمة. أعرف من القاتل. لكنه... ليس من تتوقعونه."
ليورا عادت إلى غرفتها، متعبة، محمّلة بأسئلةٍ لا حصر لها. جلست على الأرض، احتضنت ركبتيها، ورأسها بين يديها.
لكن فجأة، ظهر نور غريب من زاوية الغرفة. انعكاس من المرآة التي لم تكن هناك من قبل.
اقتربت منها، وفي انعكاسها... لم ترَ نفسها.
YOU ARE READING
Between the Lines of Crime
Mystery / Thrillerبين سطور الجريمة في ظلال المدينة المظلمة، تقف صحفية شجاعة على أعتاب الحقيقة، تواجه رجال المافيا وأسرار الجريمة القاتلة. هل ستتمكن من كشف القاتل الحقيقي قبل أن يلتهمها الظلام؟ رواية تشويق وغموض تحبس الأنفاس، حيث لا شيء كما يبدو... وكل سطر يحمل لغزًا...
