ليورا (تهمس):
"نيمرا... أنا كنت دايمًا بحبك كأخت، بس هل ممكن أصير مش بس شاهدة... بل شريكة في اللعبة؟"

نيمرا (تتنهد، ببرود ولكن بصدق):
"أحياناً لازم تكون الشريكة لتنجو. وكمان لتغير القواعد."

كيان (بابتسامة غامضة):
"الخطوة الجاية، يا ليورا، هي إنك تعرفي مين القائد الحقيقي خلف الستار. مش بس أنا، ولا أبوك... في قوى أكبر من الكل."

ليورا (تثبت نظرتها، تكتسب قوة):
"إذا كانت اللعبة كبيرة بهالقد، فإحنا لازم نكون أكبر."

(يخرجوا من المبنى وهم يعرفون أن الطريق أمامهم طويل، لكن الحقيقة الآن هي ضوءهم وسط الظلام.)

(ليورا واقفة وسط العربة، تنظر للشظايا اللي بين إيدها، وكأنها بتحاول تجمّعها من جديد، مش بس ورقة، بل ذكريات وتفاصيل انكسرت من زمن بعيد.)

ليورا (بصوت داخلي، كأنها بتصارع نفسها):
"كل لحظة من حياتي كانت لعبة... بس مين رسم الخطة؟"

نيمرا تقترب بخطوات هادئة، عيونها مليانة حزن وقسوة ما كانت معروفة عنها.
نيمرا: "لما الحياة تخليك تختار بين الحقيقة والنجاة، بتختار النجاة. بس دايمًا الحقيقة بتلاحقك، حتى لو حاولت تهرب."

كيان، واقف بعيد شوي، يلفّت النظر. صوته هادئ، لكنه يشبه صاعقة:
"الحقيقة مش بس معلومة... الحقيقة عقاب، وكتير من الناس ما مستعدين يتحملوه."

ليورا تنظر له بغضب، ثم تحوّل نظرتها نحو نيمرا، بنظرة تختلط فيها المحبة والشك.
ليورا: "وأنتِ؟ هل أنتِ نيمرا... أو ظلها؟"

نيمرا تبتسم ابتسامة خفيفة، فيها ألم وقوة:
"أنا الحقيقة، ليورا. وأنا هي اللي رح أساعدك تواجهها."

(صمت... ثم فجأة، يرن هاتف ليورا مرة تانية. المقطع الأسود في العربة ينعكس على وجهها بتردد وحيرة.)

ليورا تلتقط الهاتف، الصوت الغامض يعيد الظهور:
"لو بدك تعيشي، اتبعي خيوط اللعبة… لأنها بتوديك لحدّ اللي بيختار مين بينعيش ومين بيموت."

(الضوء يخفت، والعربة تتحرك ببطء في الطريق المظلم، والقلوب تنبض بالخوف والترقب.)

العربة تئن تحت وطأة الطريق المظلم، والهواء محمّل برائحة الرطوبة والذكريات القديمة. ليورا تمسك بشظايا الورقة في يدها، تحس بثقل الكلمات الممزقة يكاد يغمى عليها.

ليورا (بصوت داخلي، يتردد كصدى بعيد):
"الحقيقة... مش بس معلومة. الحقيقة… هي امتحان قاسي، وأنا ما بعرف إذا قدرت أعدّي."

نيمرا تقترب ببطء، نظراتها باردة لكن تحمل نبرة هشة، كأنها تحاول أن تقول أكثر مما تسمح به كلماتها.

نيمرا:
"ليورا، بتعرفي ليش كل شي صار هيك؟ مش بس عشان مذكرات أو خطايا. كل واحد فينا كان مسجون بماضيه. أنا، إنتِ، وكيان... وحتى والدك."

كيان يضحك بسخرية، صوته ينخر في هدوء العربة:
"الماضي؟ الماضي هو سجننا... وأنا ما بدي أخرج منه. أنا اللي حطيت قواعد اللعبة، بس الحقيقة إنه الكل كان جزء من اللغز الكبير."

ليورا تحدّق فيه، عينها تلمع بالغضب والحيرة:
"أنتَ؟ أنت اللي حركتنا؟"

كيان بابتسامة قاتلة:
"بالضبط. بس أنتِ اللي بتقرر إذا بتلعبين اللعبة أو بتكسرينها."

نيمرا تنظر لليورا بحنان غريب، ثم تقول:
"ما بعرف إذا الحقيقة رح تحررك... أو تدمرك."

صمت ثقيل يعم المكان، والهواتف ترن مجدداً. ليورا ترد، والصوت الخافت يقول:
"في ناس أكبر من كيان، وأسرار ما بتنتهي مع المذكرة ٣٧. اذا بدك تعيشي، لازم تعرفي مين اللي عم يلعب ورا الستار."

ليورا تغلق الهاتف، تشعر بثقل المسؤولية فوق كتفيها، وتهمس:
"مش بس لعبة... إنها معركة... ومعركة ما رح تنتهي بسهولة."

كيان كان صامتا يقود العربة لتستمر في السير، وداخلها ثلاث أرواح متشابكة بين الحقيقة والخيال، بين الولاء والخيانة، وبين الماضي والمجهول.

"الليل يرخي سدوله على المدينة، وأضواء الشوارع تتراقص كأشباح تراقب خطوات ليورا ونيمرا وكيان. العربة توقفت أمام مبنى مهجور، وجهتها الأخيرة في رحلة البحث عن الحقيقة.

كيان، وهو يفتح باب العربة بثقة تكاد تكون مغرية:
"هون بيبدأ المشوار الحقيقي... ما رح تلاقوا بس أسرار قديمة، بس كمان وجوه ما بتصدقها."

ليورا، تشعر بغصة غريبة بين التوتر والانجذاب، ترد بصوت يملؤه الشك:
"كيف فيك تكون كل هاد الشخص الواثق بهالطريقة وانت حجر متلك متلنا، وشلون بتكون متأكدة حتى لما كل شي حواليك بيتهدّ؟"

كيان يلتفت إليها بابتسامة تحمل قليلاً من الغرور، ويهمس:
"الغموض هو لعبتي، ليورا... وأنا دائمًا بكون المتحكم. حتى لو كنت حجر متلكم"

نظرات ليورا ترتطم بغموضه، وفي داخلها تبدأ تترسخ تلك الغرابة التي لم تفهمها بعد—هل هو عدوه الوحيد، أم شخص أكبر مما تتصور؟

داخل المبنى، الظلام يعانق الجدران المتشققة، وصوت خطواتهم يتردد كصدى ماضي لم يُمحَ.

كيان يوقف فجأة، ينظر لليورا:
"هاي الغرفة... كانت مركز اللعبة. هنا بلشت كل الذكريات اللي حاولنا ننساهم."

ليورا تمسح الغبار عن طاولة قديمة، تجد بين الأوراق شريحة ذاكرة قديمة، تحمل اسم "المذكرة 37".

نيمرا تلمس الشريحة بحذر:
"هذي مش بس ملف. هاي بداية الخيط اللي رح يوصّلنا للوجه الحقيقي ورا كل شي."

كيان بابتسامة غامضة تعكس قوة وثقة لا تخلو من استعلاء:
"وهون ببدأ كشف الستار... بس انتبهوا، مش كل شي رح يكون كما تتوقعوا."

صمت، ثم همس ليورا، وكأنها تحاول تلمس شيء ما داخل نفسها:
"إذا القائد الأكبر موجود، ليش كيان كان له كل هالنفوذ؟"

كيان يرد بهدوء، وبلمسة من التحدي في صوته:
"لأن القائد الأكبر... هو اللي بيراقب حتى الحراس."

رحلة البحث بدأت، وأقدامهم قد تدفعهم إلى هاوية من الأسرار التي قد تدمّر ما تبقى من قلوبهم، ولكن وسط كل هذا، ليورا تجد نفسها مشدودة إلى ذلك الغرور الغامض... هل هو سحر أم خطر؟

وهنا أعلن انتهاء بارت 11 عطوني رأيكن

 Between the Lines of CrimeWhere stories live. Discover now