اقتربت ليورا ببطء، محاولة فهم الكلمات بين الحروف:
"أبي، ماذا تقصد؟ ما علاقة كيان بك؟"

أخذ نفسًا عميقًا، وتظاهر بأن لا يوجد شيئ
"لا لا اعرفه على المدة الشخصي ولاكن اسمع عنه أنه شخص لايخاف يقتل دون رحمه بلا قلب هذا شخص مابخاف من الموت حتى قلبو ميت مين مابطلع بوشو وبحاول مجرد انو ياخد معلومات بينهيه لهيك بعدي عنو تركي الحقيقه "

ليورا" ابي هاد مو شي عادي لو سمحت لوسمحت عطوني معلومات خلوني انهي هل قصة لانو انا رح جن حتى وقت عم بعد عنو هو. ماعم يتركني لا من احلامي ولا واقعي ولا حتى الرسائل المشفرة اللي عم تجيني اذا ماحليت هل قضيه رح يصير شي كتير كبير سدقني"

ليتلبك ويبدأ في الصراخ الجنوني " قلت لكي لاتتدخل في هذه الأمور حلت لعنة كيان ايسوس علينا ومستحيل يتركنا الا لياخد اللي بدو ياه انتي حجر عندو للأنتقام انتي مجرد وسيلة عم يلعب فيكي اصحي بقا بعدي لإعادة تدوير ورا الحقيقه لانو رح تقتلك وتقتل الكل معك خليها مخفيه احسن للكل الملف صرلو اكتر من 6 سنين مسكر لي هلق فتحتيييه لييي"

" بابا لوسحمت عطيني فرصة وحده بس الشي اللي نفتح مستحيل يرجع يتسكر هل ملف نفتح ع ايدي ورح يتسكر ع ايدي حتى لو رح يتسكر قبري معو انا ماعاد اتحمل ضل بصراع بيني وبين حالي انا ماعاد اعرف مين انا مالي مستعده ابقى بهل دوامة والجننون اللي انا فيه فهموني (بصراخ) انا جنيت فهمو ماعاد اتحمل انا ضايعة بين الحاضر وهلوسه الماضي "
.

في تلك اللحظة، دخلت والدتها الغرفة بهدوء، ووضعت يدها على كتف والدها، محاولًة أن تواسيه. لكنها نظرت إلى ليورا المنهارة وقالت بصوت خافت:
"هناك أمورٌ لا يعلمها إلا القليل، وأنت يا ليورا، ستكونين الوحيدة التي ستكشفها."
تلك الكلمات صدمت ليورا، لكنها لم تستطع أن ترد. كان ثقل الصدمة يضغط عليها أكثر فأكثر، وكأنها على حافة الانهيار

ثم تحاول استعادة قوتها لتخبرهم ليورا بصوت منخفض لكنها حازم:
"لقد تلقيت رسالة... من كيان أو من نيمرا، لا أعلم بالضبط. لكنها مليئة بالألغاز والكلمات الغامضة."

أخرجت هاتفها وأظهرت لهم الرسالة:
"الذاكرة هي المفتاح، ولكن المفتاح لا يفتح كل الأبواب. انظري إلى الوراء لتري ما لا تريدين رؤيته."

نظر والدها إليها بنظرة مزيج من الحيرة والخوف، وقال:
"الذاكرة... ربما هذا ما يحاولون استعادته منك، أو ما يحاولون أن يخبئوه عنك."

كان الجو خانقًا، والقلق يزداد. ليورا شعرت بأنها تغرق في بحر من الأسرار والشكوك.

ثم عادت الهلوسة تهاجمها، لم تستطع السيطرة على نفسها. عادت الصور المروعة لجريمة القتل والاغتصاب، أصوات الضحايا وهمسات الألم. غابت عن الوعي.

وفي ذلك الفراغ، تردد الصوتان مجددًا:

نيمرا، بصوتها الهادئ:
"القصة أكبر من ليورا، أكبر من كيان... إنها لعبة مصير، حيث تلعب الذاكرة دور البوصلة الضائعة."

كيان، ببرود:
"كل شيء يندمج الآن. والآن يجب أن تختار: هل تستسلم للغموض، أم تكشف الحقيقة مهما كانت."
كلام كيان ما زال يتردد في رأس ليورا، صوته البارد يُعيد ترتيب أفكارها بشكل متشابك:
"الحقيقة يا ليورا، ليست دائمًا ما تريدين سماعه... هل أنت مستعدة لتواجهها؟ أم تفضلين أن تظلِ في ظلال هذا اللغز إلى الأبد؟"

الرسالة الغامضة التي وصلت قبل قليل على هاتفها، كلماتها كالسواد الناعم الذي يلف المكان:
"ليس كل من يبحث عن الحقيقة يود العثور عليها... هناك من يصنعون من الخفاء قوة، ومن الصمت سلاح."

ليورا نظرت إلى عائلتها، وجدت في عيون والدها شكلاً جديدًا من الخوف، وكأنه يحاول أن يخفي سرًا قاتلًا خلف صمته. صوت والدها يرتجف:
"كيان... لم يكن فقط خصمك، بل ظلّ عائلتنا الذي لم نجرؤ على مواجهته."

ثم غلبها دوار قوي، وغطت عينيها بيدها، مشاهد الرعب تتهادى أمامها، قتل، اغتصاب، صراخ، دماء لا تنتهي. العالم حولها بدأ يذوب، والذاكرة تختلط بالهلوسة...
وهناك، في منتصف الظلام، صوتان يتبادلان الكلام، حوار مشفر بين كيان ونيمرا، يحملان في طياته سرًا لم يُكشف بعد...

"هل تعرفين يا نيمرا، أن اللعبة لم تنتهِ بعد؟" قال كيان بصوتٍ خافت،
"ليورا تقترب من الحقيقة، لكنها لا تعرف أن كل خطوة تخطوها، تقربها من الهاوية أكثر."

ابتسمت نيمرا بابتسامةٍ باردة، والظلال تلتهم وجهيهما، بينما الأضواء تخفت تدريجيًا...

 Between the Lines of CrimeWhere stories live. Discover now