ليورا (بحدّة):
"مين دفع؟ ع إيد مين؟ مين المستفيد؟"

المدير يتردد، ثم ينظر حوله ويتنهد:
"شخص... أكبر مني ومنك بكتير. اسمعي مني، انسَي. هاد الملف إله تابعات ما بتتخيليها."

ليورا:
"بس قلي... كيان الأسعد، شو علاقته؟"

عيناه تتسعان، وجسده يتشنج للحظة، ثم يهمس وكأنه يواجه شبحًا:

"كيان الأسعد؟ ليورا، ابتعدي عنه. هاد مو رجل... هاد ظل. دمّر أكبر عصابات البلد بكلمة، نظرة منه بتسكت عائلات. إذا قربتي... موتك بيصير أسهل من اللعب معو."

ليورا:
"أنا مستعدة أتحمل المسؤولية كاملة. بس خليني أبدأ."

المدير:
"أنا نصحتك. إذا بدك تغوصي... لا تسحبي المكتب معك."

تستدير ليورا بخطى باردة... ولكنها تشعر بنظرات من خلف الزجاج.

أحد الموظفين يراقبها.
عينيه باردتان. لا فضول فيهما... بل شيء آخر. ترصد.

---

تبدأ ليورا تتبع خيوط صغيرة:

مكالمة بلا صوت.

رسالة تظهر وتختفي.

شاهد يرفض الكلام.

خريطة وجدت في أرشيف قديم بدون أي سياق.

لكن كل خيط كان ينتهي بجدار، وكل جدار مكتوب عليه اسم واحد:

كيان الأسعد.

في كل زاوية... في كل لغز... في كل صمت.

البدء والنهاية بيده.

كلما تعمقت، أدركت أن ما يحدث ليس مجرد جريمة اختطاف... بل شبكة من الأسرار المعقّدة، تشارك فيها منظمات خفية، أطراف رسمية، وخلايا نائمة.

وتبدأ التساؤلات تخنقها:

"ليش الكل مهتم بالحقيقة؟ شو عم بيحاولوا يخبّوا؟ سيلا ليش ساكتة؟"

"ليش كيان معروف وما حدا بيقرب عليه؟"

"هل خلصت اللعبة؟ ولا هدوء ما قبل العاصفة؟"

تتحدث إلى نفسها في المرآة:

"صرت غريبة عن نفسي... لا بعرف إذا أنا ليورا، ولا نيمرا. ولا يمكن... أنا اتنين وما حدا بيعرف الحقيقة."

طوال أسبوع كامل، بقت تبحث... لكن كل ما تقترب من خيط، يتقطّع خيط أكبر.

كل ما عرفت شيء... تعقّد ألف شيء

مرّ أسبوع وليورا غارقة في دائرة مغلقة من الأسئلة. النوم يهرب منها، والواقع يتحوّل إلى حلم ثقيل. كل ما تظنه منطقياً، ينقلب عليها.

حتى انعكاسها في المرآة لم يعد مطمئنًا.

"أنا بعرف في شي غلط... بس ما بعرف شو هو بالضبط."

 Between the Lines of CrimeWhere stories live. Discover now