الحلقة الثانية عشرة

604 13 0
                                    

صالح ضرب الواطة الاسمنتية .. ضربة ماظن معاها حياة .. كلنا جينا جارين عليهو .. لقيناهو يشخر ويرجف ويتمغى .. زي الخروف الضبحوهو ..وراسو من قدام اتفتح ..لامن تشوف العضم . والدم مارق بي نخريهو . شوووو .. سريع الضابط قلبو رقدو على جنبتو.. وقلبو على قفاهو ورفع ليه راسو كدا .. خلاهو مصنقع .. وحنى ليهو كرعيو.. وشكلو بعمل ليهو في تنفس صناعي . وابوي جري جوة .. قلع الضلفة حقة الدولاب.. وفرش فوقا بطانية . ورفعناهو من الارض في الخشبة . وختيناهو في البوكسي بتاع الشرطة ..واتحركنا على الحوادث.. الوالدة واخواتي سارة وسناء .. واقفات في الزقاق بي جنبة الصالون .. ويبكن عليهو ..
البوكس اتحرك على بحري طوالي.. وزول بتكلم مافي . انا راكب معاهم في البوكسي بي ورا . وصالح شبه ميت ..بس بتنفس ويشخر كل مرة شخرة مخيفة . انا دخلتا يدي في جيبو.. لقيت فيهو تلفونو و15 جنية ..ودفتر برنسيس . ختيتن في جيبي ..والعساكر يعاينو لي بعيونهم ..هم تقريبا اربعة .. والخامس الضابط صاحب ابوي ..كان راكب قدام وفي واحد سايق ليهو . وابوي والطيب راكبين في عربية ابوي ورانا .
وصلنا المستشفى . والضابط دخل مع ابوي ..وانا حبسوني برة مع العساكر ديل . حوض البوكسي ملان دم زي الكانت فيهو جزارة ...وانا والطيب اقفين برة في الشارع ..الوكت ماشي على الساعة 12 بالليل . تقريبا كدا .
بعد ساعة تقريبا ابوي جانا مارق . وقال اخوكم حولوهو العناية انتو امشو خلوني انا هنا . وماتخلو امكم تجي الليلة . الا الصباح قولو ليها ابوي قال كدا ..
طبعا انا عارف ابوي مابخليني اسوق عربيتو.. عشان كدا اتوكلنا انا والطيب على الشارع . الساعة كانت واحدة صباحا"
المهم وصلنا البيت . وانا لامتين اصل البيت .. عشان افتح تلفون صالح واقرا رسايلو ..
وانا في الشارع جاني تلفون في تلفون صالح . فتحت الخط . جاني صوت مراة .. عليكم السلام ..
معاي منو؟ .. قالت لي يعني ماعرفتني ياصالح ؟؟
قلت انا ما صالح .. انا اخوهو شمس الدين . قالت لي صالح وين طيب؟
قلت ليها صالح حصل ليهو حادث .. وراقد في العناية .. طق قفلت الخط .. شكلها ماصدقت ..
دي منو يارب؟ .. الصوت ده انا ماحصل سمعتو قبل كدا .. يمكن دي واحدة من الهلافيت اللماهن في الفترة الفاتت .. او تكون واحدة غاشيها بي سطلتو دي ..
وصلنا وطمنا الوالدة بالكضب . ..قلنا ليها صالح بقى كويس . وابوي قال ليك تعالي بكرة .. قالت لينا بقى كويس؟؟ .. بالله؟؟ .. عشان ببقى كويس. وكت تدورو تكضبو .. جيبو الكضبة معقولة .. صالح الشافتو عيني واقع في الواطة ده .. تاني ما بحيا ..
سارة هديك قافلة عليها الاوضة وتبكي من ما انتو مشيتو .. ابت تفتح الباب .. امشو شوفوها امرقوها لي برة ..
مشيت دقيت ليها الباب .. وهي تجوعر .. قلت ليها افتحي الباب ده قبل ما اكسرو .. فتحت الباب .. وبركت في الواطة .. ومسكتني من كرعي .. وبتقول لي عليك الله ياشمس الدين .. صالح ببقى كويس تاني؟؟ .. بحيا؟
انا السبب ياشمس الدين .. انا السبب . انا ما ح اسامح نفسي طول ما انا حيه .. واحسرتي ياشمس الدين .. قلت ليها والله الزول يرشك كف يطششك شبكة هسي .. انت مفغلة ولاشنو؟
ليه انتي السبب؟ .. انتي عملتي شنو غلط ؟ .. الغلط انك تسكتي على تصرفاتو .. كل الحصل ليهو بي سبب البنقو .. وسبب الهوس البعمل فيهو .. الحي الله وحدو وبراهو .. كان مات الناس كلها بتموت .. وكان حيا الحمد لله برضو في شنو يعني ؟؟
مشيت يازول رقدت في حوش الصالون .. والبنات غسلن اثر الدم في ليلن داك . والساعة ماشة على اتنين وشوية .. وانا ماجاييني نوم .. رقدت فتحت الرسايل بتاعة صالح في تلفونو ... انا عارف الحركة دي حركة رزيلة .. لكن انا في شي بهمني .. وفي النهاية ده اخوي .. المهم بررت لي نفسي الاطلاع على اسرارو ..
لقيت رسايل بينو وبين اصحابو .. في الغالبية بتتكلم عن الدواء ..
الدواء جبتو الدواء ماجبتو .. عندك دواء ماعندك دوا ..
فهمت من خلال الرسايل .. انو الدواء المقصود هو البنقو .. وانو صالح اخوي وصل مرحلة مروج مخدرات .. يعني بقى يبيع ويتكسب من الموضوع ده . والعياذ بالله ..
وبجيب من واحد ساكن في ابو ادم . جنوب الخرطوم . والقصة شكلها داخلة فيها ايدي كبيرة .. لانو في الرسايل كلمة جنابو كم مرة لاقتني ..
المهم ماعايز افصل كتير في الحتة دي .. لكن اكتشفت انو البلد خربانة من كبارها .. وانو البنقو بدخل البلد دي بتسهيلات . من قلة وبعض المرتشين من السفلة .. القاعدين يسيئون للقانون ما يكونو حماته . وانا مصر اقول بعضهم والقليل .. عشان الكلام مايتعمم على الصادقين . القلوبهم راضيه بارزاقها الحلال .. والخير في بلدنا اكتر من الشر والحمد لله ..

أجنحة بلا ريش ... طارق اللبيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن