أجنحة بلا ريش ... طارق اللبيب

الحلقة الأولى

.. كيف الحال ياجماعة كيف احوالكم ..
معاكم شمس الدين احمد . 28 سنة .. اتحصلت شهادة بكلوريوس من اداب الاسلامية . وطبقتها وختيتها في دولاب امي مع فتايل الريحة . ودقشت السوق . واتزوجت واستقريت بدون شهادة . واتعوضت الله في سنيني الضيعتهن فوق الكنب ..
المهم القصة ومافيها ..
سنة 2002 تقريبا في شهر سبعة . الوكت داك انا كنت متزوج لي سبعة شهور من زوجتي الفاضلة نادية .
نحن كنا عايشين في احسن حال .. وحياتي ماشة زي السلام عليكم ..
كنت شغال في شركة بتاع مواد غذائية . وشغلي كويس شديد ..
ومؤجر نص بيت في الحاج يوسف .. شارع واحد .. واسرتي الكبيرة.
ساكنين في دار السلام المغاربة .
امي وابوي .. واخواتي سارة وسناء . واخواني .. صالح والطيب ..
انا بالرغم من اني اوسط الاولاد .. اتزوجت قبل اخوي الكبير صالح
لانو كان مغترب . ورجع من السعوديه بعد ما اتعرض لي مشاكل هناك .. ورجع بي ايديهو فاضية.
وده كمان كانت عندو قصة اغرب من الخيال ..

اولا كان في السعودية اشتغل هناك 12 سنة .. وكان همو يكون راس مال لي مشروع .. وفعلا كون راس مال .. فكر يستثمر قروشو في السعودية ... وطبعا في السعودية وفي دول الخليج الشغالة بي نظام الكفالة .. بصفة عامة مابتقدر تمتلك موسسة او شركة الا تكون مواظن . ولا قطعة ارض فاضية .. 

المهم صالح اخوي عمل شركة ادوية بي اسم الكفيل .. لكن الكفيل كان انسان عديم الضمير .. ونكر اخوي واكل حقو .. وطبعا القانون ماعليهو الا بالاوراق الثبوتية .. وحقوق اخوي راحت (قالب تلج في برميل موية ساخنة ) .. ورجع صفر اليدين ..
ورجع بي حالة نفســـية خلت البيت كلو عايش سنين من الالم والاحـزان ..

انا اوضاعي كانت كويسه . وفكرت اقيف مع اخوي الكبير واساعدو يستقر ويتزوج . بس لانو حالتوالنفسية ما مستقرة ومامؤهل لي انو يتزوج . ابوي رفض وقال لي تتزوج انت .. وصالح خليهو للايام. لامن تبرى جروحو ..

المهم انا اتزوجت من البت الكنت بحبها تلات سنة . كانت من جيرانا في دار السلام وبعرفها وبعرف اسرتها كويس .. انسانة ممتازة واهلها ممتازين جدا .. اسمها نادية (تبلدي) . ده لقب ابوها ..
واستاجرت هنا وسكنت انا وزوجتي .. واتعرفنا علي الجيران .. وزوجتي كونت صداقات مع الحريم .. وانا كونت صداقات مع الشباب.
المنطقة دي هنا خليط من كل اطياف الشعب السوداني .. ممكن تلقى زول من اقصى الغرب .. والتاني من اقصى الشرق .. والتالت من الشمال وكدا يعني ..
والبرنامج كان ماشي طبيعي .. انا بجي من الشغل زي الساعة 4 بتغدى وبمرق كدا يا على ميدان الكورة .. يا بنقعد انا واصحابي في ضل العمارة القدام في الزلط دي .. ونتونس جم حياة ست الشاي ونمشي
ومرات بمشي الميدان نتفرج ساي .. انا اصلا مابلعب كورة لكن بحب اتفرج ..
وبجي راجع قريب المغرب .. المهم يازول نادية ماكانت رضيانة وكل يوم تتكلم معاي .. يا شمس انت بتجي من الشغل تعبان .. ودمك فاير .. المفروض ترقد في السريرده .. تاخد لك هجسة وتدي جسمك ده راحة .. وياشمسي وياشمسي .. طواااالي كدا ..
( نادية سمراء فاتحة  اوقول قمحية عيونا كحييلة طبعة . فارعة وطويلة جسمها مليان عز الطلب ..
حنينة وبكاية . تبكي في الهينة والقاسية ) 
تتخيل يوم نحن قاعدين . قعدت تبكي براها .. قلت ليها بتبكي مالك يانادية ؟؟
قالت لي لالا بس اتذكرت حاجة .. ماتشغل بالك مافي حاجة .. هسي اكان كلمتك بتقول لي ياعويرة ..
قلت ليها الحاجة شنويانادية ؟
قالت لي اتذكرت المشهد بتاع استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة طبعا"الولد ضربو الاسرائيلين قبل سنتين في سنة 2000 وكان محتمي في ضهر ابوهو .. ماعارف نادية الخلاها تتذكرو شنو؟
وبعدين قعدت تبكي بكا حاااار .. التقول بالله الولد مقتول قدامها هسي .. يعني والله عندها حاجات انا ذاتي بستغرب فيها ..