chapter29

45 15 28
                                    

حل المساء وتحت جناح ظلمته تختبئ نوايا من يستغل حُلكة سواده، أشعل لفافة التبغ الخاصة به جالسًا بشكلٍ غير معتدل، رجلٌ في بداية الأربعين بملامح حادة ذو لحية سوداء بخصلٍ بيضاء الذي يشابه في ذلك لون شعره وعينين مصفرة اللون، هادئًا جدًا أنفاسه تكاد تقول عنها معدومة

سحب دخان السيجارة وملأ رئتيه بعفنها قائلا:«وصلني أنه لا يزال حيًا»

إختفى الدخان من وجهه لينظر الى من هو جالسًا منحنٍ إحتراما له، تاكوس

اردف ذو العينين الزجاجيتين « اجل وارى أن والدي يكاد يطير به فرحًا»

بهتت على شفاهه إبتسامة قائلا واضعًا يده تحت خده:« وما رأيك أنت؟»

رفع رأسه اليه ولم بجبه لبرهة إلا أن رد نابسًا:« لا اُريد له الأذية لكن إن كان ينازعي على كرسي الزعامة سيكون الأمر مختلف»

ضحك بصوت عالٍ « هذا أبن أختي الذي أعرفه»

إستقام وسار ناحية تاكوس بخطوات هادئة وبطيئة ونزل بطوله اليه ممسكًا بذقنه هامسًا:« سأتخلى عنك وعن أمك وعن كل ما يربطني بكم إن إخترت أخيك على الزعامة»

ثم ابتسم مكملًا:«تعلَم مالذي يعنيه أن أتخلى عنك يا أبن أختي»

نظر بعيني خاله جادًا:« أجل أعلم مالذي يعنيه؟»

إتكأ گانوس على السور الخشبي الذي يحاوط ساحة تدريب الخيل الخاصة بالقصر وهو من ضمن الجهة الارض الخضراء قبيل الدخول الى القصر، وقد كان ينظف سيفه مهراب منغمس بالتفكير حتى لمح سيسكا من بعيد ينوي الدخول

رمى عليه قطعة حجرٍ صغيرة فانتبه له مستغربًا انه مستيقظ حتى هذه الساعة المتأخرة، اردف يسأله:«مالذي جعل النوم يغادر عينيك؟»

ثم ركز على عينه اليسرى وظهرت على وجهه علامات التعجب متسائلا:«ما هذا؟»

تظاهر بالابتسام مجيبًا:« هذا ما أبعد النوم عني»

ما إن رأى گانوس سيسكا لاحظ أنه لا تخرج منه طاقة ابدًا على خلاف سيفه الذي كان يشع بطاقة هائلة وكأنها نار مستعرة

إقترب منه أكثر يمعن النظر فيها مستغربًا قلقًا مستطردًا:« كيف أبيّضَت أكثر هكذا؟، هل بسبب طاقتك أيضًا!»

زفر گانوس واضعًا سيفه خلف ظهره هادئًا:« لا أزال جديدًا على القصر، إن أخبرت أبي أنني أملك طاقة غريبة في كل مرة اكتشف شيئًا جديدًا فيها، سأكون عبئًا عليه»

مسح سيسكا وجهه مرتبكًا:« وماذا ستفعل إذن؟»

سكتَ قليلًا ليجيبه بعدها:« قال لي أبي عليّ أن اختار فارسًا ليكون حارسًا شخصيًا لي، هل تستطيع أن تكون كذلك»

فتح عينيه متفاجئًا:« فارسك؟ كيف ذلك؟»

اخذ يؤشر ويشرح بيديه:« كما صاحب الشعر الاشقر لتاكوس، انت تعلم كل شيء عني لذا اُريدك أن تكمل الطريق معي»

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 23 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

  البيـــــراديكوي©AlberadikoyWhere stories live. Discover now