chapter 15

131 61 23
                                    

يتمنى لو أن يشق رأسه ويرى العلة المسببة للعذاب الذي لا يطاق هذا ،اعتصره عسى أن يخفف من حدة الألم ،يحاول أن يتجاهله لا يستطيع

اعتدل بجلسته ممسكًا رأسه بقوة فاتحًا عينيه بشكل فاتر لا تقوى اهدابه على رفع نفسيهما ،قارب النصف ساعة وهو على هذه الحال ،يصارع الألم والادهى من ذلك طنين الاذن الذي يثقب رأسه ايضا

شد شعره تكاد خصلاته أن تكون بين أصابعه نسي نفسه بأنه الى جانب سيسكا في ذات الغرفة

لم تكن الصورة واضحة لديه لكنه رأى سيسكا وهو يهزه وملامح وجهه تغلب عليها الخوف والحزن  ،لا يقدر على سماعه إلا أنه استطاع قراءة شفتيه بانه يناديه "ايها الشاب،ايها الشاب "

كان يقاتل مع الوجع الذي يفتك راسه حتى هدأ الطنين شيئا فشيئا وانسحبت خيوط الانين والالم معه ،هدأ هو الآخر وارتخت اعصابه وسقط بين يدي سيسكا لا يقوى على الحراك

يمكنه الشعور به وساعة تلقفه و ارتخائه إلا أنه لا يمكن له أن يتصنع القوة ويبتعد عن ذراعيه ،بقي بحجره قليلا واحس برفيقه وهو يضعه على الوسادة وارجاعه الى حيث كان

سمع خطواته تبتعد تريد الخروج وقتها تحركت شفتاه تلقائيا "سيسكا لا تذهب"

التفت وراءه رآه انه غط بنوم عميق وكأنه لم ينم طوال الليلة السابقة

تنهد ونظر اليه مطولا فلا يمكن أن يكون هذا الشخص طبيعي ،كان البارحة كالأسد الجامح لا يقوى أحد على مطارحته أو خدشه حتى ،أما الآن وكأنه طفل وديع لا يتحمل ثقل قشة على صدره

وقف الى جانب النافذة ينظر الى المارة مفكرًا بحلٍ له ولسبب ألم رأسه الذي لا يفارقه

فتح عينيه بثقل وبعد التركيز رأى سيسكا وهو جالس على الكرسي ينظف سلاحه عندها شعر الآخر بأستيقاظه

وقف عند كرسيه مسرعًا اليه "هل انت بخير"

عادت نظرة البرود والامبالاة قائلا:" أرى أن تهتم لنفسك"

سحب انفاسه رافعا حاجبه بانزعاج " ماذا؟،تكاد تموت قبل قليل خطفت انفاسي يارجل"

نزل الآخر من على فراشه متجاهلا اياه مرتديًا معطفه البالي

وقف قبالته سيسكا متعجب ومتفحصًا اياه بنظراته من فوق نزولا لاخمص قدميه "مالذي تنوي فعله؟"

مسح على كُميه برفق رافعا رأسه اليه "علينا فعل شيء حيال ما يحدث في هذه القرية"

مال راسه ولا زالت نظراته اليه متعجبة مخلوطة بالانزعاج " ومالذي تنوي فعله ياذكي"

ثم استدرك نفسه قائلا:" لقد اعناهم على ذلك الهجوم المباغت ،ماذا يمكن أن نقدم أكثر من ذلك؟"

تجاهل كل هذا الكلام والاسئلة وارتدى حذائه طويل الرقبة وغادر الغرفة
صك على اسنانه من بقي فيها قائلا:" الى متى يمكن لي تحمل عجرفتك ؟"

  البيـــــراديكوي©Alberadikoyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن