- الفـصل السـابع والثلاثون

164 16 2
                                    


" يظنون أنك تستطيع تجاوز الأشياء وكأنها لم تحدث ، لكن والله لا شيء مر علينا سهلًا ، في كل مرة تُخسف بأرواحنا الأرض ، والله وحده الأعلم كم كلفنا الصمود في كل مرة ... "
| منـقول |

" انتبـه ، سـ تجمع محـصولًا من نفـس النوع الذي زرعته "
| بـقلمي |

" كل مـرة كان يعطيكَ فيها اللهُ فـرصة لـ تعود وتتوب كنت تتعمد التغـافل ، كنت تفـضل سلوك أسـهل طريقة بدلًا من بذل الجهد ، ولم تعلم أن رصيدك من الستـر ينفذ ، حتي نفذ تمامًا ، ومكثت تسأل عن فرصة أخرى في رصيد منتهي "
| ببـقلمي |

~ قـبل أربعة عشر ساعة ~

من يـعرفه جيدًا ، يـعلم أنـه شخص يفـضل مداراة ألـمه وغضبه بـ السخرية ، بـ الضحك ، وبـ إلقاء الكوميديا السوداء ...

كان معـروفًا بـ ضحكته الشـهيرة ، تلك التي كان يدير فيها الكـفة ، ويعدل بها الموازيين ، يـخفي الغضب بـ تصنع الاستهزاء ، يـخـفى الصدمة ، بـ السخرية منها ، يـخفي ألـمه بـ استفزاز من أمامه ، وكانت تنـقل غضبـه تلقائيًا لمن أمامه ، فـ يكسب هو وقتًا يسيطر فيها على نفسه وغضبه ...

هـكذا كـان هو ...

ضـحكته الهـازئة كانت تدوي في كل مرة حاول فيها عدوه أن يسخر منه ، أن يقلل من شأنه ، أو حتي أن يؤلـمه ...

ضـحكته الهازئة التي كانت تثـير استـغراب من حـوله في البداية ، ولـكن مع الوقـت ، بات شيئًا معروفًا يخشى منه أعداؤه ، شـيء يـجب عليك أن تعرفه قبل أن تحاول الـعبث معه ، ضـحكـة عامر الدالـي تعني شيئًا واحد فـقط ...
أنـك هالك ...

مـع مرور الزمن ، الذي داس على قلبـه ، واقـتلع منـه روحه ، باتت بـسمته معـجزة في حد ذاتها ، فـ ما بالكم بالضحك ؟!
تحـجرت عضلات وجهه ، ويشك أنها نست وظيفتها الأصلية ، لأنه ما عاد يضـحك ...
ما عاد يتـأثر ، ما عاد شيء في العالم قادر على قـلع روحه منه ، لأنه لا يملـكها من الأساس !

لقد مات يوم أن ماتت شمس ، و فقد بذلك حتي الرغبـة في العيـش ...
هناك بعض البشر هـكذا ، يحبـون بـ تفاني وإخلاص ، حتي بعد أن يموت حبيبهم ، لا يـجري في دمهم كرات دم عادية ، بل مصاحبًا لها يقتـرن اسم من يحبونه ، يتنفسونـه حرفيًا ، يعيـشون على أنفاسه ، ثم على ذكراه ، التخلي والنسيان ليـس من شيمهم ...

هنا لـيست حكاية حب بائس لم يصل لـ غايته ، ولا رجـل ظل يرغـب في الحـصول على الشيء الذي لم يملكه قط ، ولا أي من الأمـثال الشـعبية المتخلـفة ، هـو رجل أحب ، وبعدها وضع نقطة ، يعني أنه لم ولن يرى غيرها ، عاشت أو ماتت ، هجرته أو اقتلعته من قـلبها ، تزوجت أو سافرت ، قلبـه باق على العهد ...
تعتقدون أنه حب أسطوري ؟ لا يـتواجد في الحقيقة ؟
وأن هناك بعض الرجال لو شُرع لهم الزواج بـ أكثر من أربع زوجات ، كان قد فعل ؟!

تحت ظِـلال الهوي Onde histórias criam vida. Descubra agora