- الفصل الحادي عشر

145 11 0
                                    

" ذنبـه عظيم عند الله ، من أطفأ وهج الحياة في عين إنسان كانت أيامُـه بِخير "
| منقول |

مُتسطحة علي الفراش تُحدق في سقف غُرفتها الفاخر وهي تُفكر فيـما حدث مع كادر ....
أكـان سينتحر حقًـا ؟!
أحـقًا كان هينتحر بسبب ما فعلته بـه ؟
تركتـه لِـتوقع أخاه ، وتُجبر والده علي قبول زواجهم في حركة ذكية منها ، خرجت منها فائزة بزوج وسيم وغني ، سليل أرقي وأعرق العائلات ....
وحـلم لطالما تطلعت إليه ....
حـلم الشُهـرة ....
باتت " موديل " لأزياء ذات ماركات عالمية بـسبب علاقات زوجها ونُفوذه ...
يتطلع الجمهور لـ صورة منها ، بينما يتهافت المُعجبين والصحافة للوصول إليها فور ترجلها من سيارتها الفاخرة ....

كما أنها تسعي لتقديم طلب للتمثيل في الاعلانات والأفلام ، شخص بـ مثل شهرتها سيكوّن ربحًا وإقبالًا عظيمًا علي المُشاهدات والتعليقات ...
تعود أفكارها وترجع لـ كادر ....
كادر الذي جذبها شكله الغامض الجذّاب بـشعره الأشقر الغامق ، و عينيه العسليتين ، مكانته في المُجتمع وشُهرته بين الجميع بسبب بُطولاته وذكائه الحاد ...

شخص مثله هو " عريس لُقطة " لأي واحدة تطمح لإحدي بوابات الشُهرة والاسم المَشهور ...
وقد كان لها ذلك ...
أتعبها كثيرًا وتجاهلها أكثر ،ظل تُطارده و تُطارده ، ثم ما لبث حتي اعترف بـ إعجابِه بها ، ما لبث هو الآخر حتي تحول إلي حُب ...

ظلت مدة من الوقت ورائه ، تُطارده كـ ظِله ، تجمع عنه معلومات ، وأكثر الأماكن التي يُحب ارتيادها ، حتي كان لها ما أرادت ....

أو هكذا ظنت ....
فـ منذُ اليوم الأول ، وقد وجدت به تحكمًا ضايقها ، شخص مثلُه يُحب الالتزام ، النظام والانضباط ...
فـ لم يُعجبه عودتها مُتأخرًا في كثير من الأحيان ، لم يُعجبه نشرها لـ صور لها علي موقعها الالكتروني ....
لم يُعجبه معظم ملابسها الفاضحة ...
لم يُعجبه ... لم يُعجبه ...
من كثر الأشياء التي لم يُعجبه بها ، ظنت أنه يسخر منها في كثير من الأحيان ...
إذا لم يُعجبه كل ذاك ، فـ ما الذي أعجبه بها....؟!

وقد وصلها الجواب في إحدي الامسيات حينما أردف صراحة وهو يتأملها :
_ أنا عاجبني عقلك وتفكيرك جدًا يا جميلة ، شخصية زيك ذكية جدًا ودماغها شغال ...
تفكيرك ديمًا سابق تصرفاتك وده شيء كويس ...

وبعيدًا عن كل عيوبه التي كانت تمقتها واحدًا تلو الآخر، كان شخصًا جميلًا ، ضاحكًا ومرحًا ، ليس بقدر رائف الذي يمتاز بخفة الظل في المقام الأول ، ولكن كان خفيف الظل بشكل رزين ، مُندفعًا مُتمردًا في طبعه ، مُحبًا للحرية وممارسة الرياضات ....
روحه كانت جامحة وجميلة بشكل رائع ....

لكن قراراته كانت تُخيفها ....
فـ يوم عن آخر ، وقد بات يمنعها وريدًا عن كُل ما تُحبه ...
الملابس ... التصوير ... الشهرة ...

كان شخصًا مُحبًا للبساطة في المقام الأول ، يُحب البقاء بعيدًا عن الكاميرات ، ويفضل أن تكون زوجته كذلك ....
الأمر الذي أرعبها وآثار ذعرها ....
فـ إن كان لن يحقق لها حُلمها ، فـ لما تُصبر عليه إذن ؟
لما تبقي معه ، وفي النهاية حلمها لن يتحقق ؟
إنها لم ترضي به إلا لتُصبح شهيرة ...
لم ترد أن تتعرف عليه ، إلا من أجل حلمها ...
إذن لتتركه إذن ... لن تبقي معه ..
لترحل باحثة عن غيره ....

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now