- الفصل الخامس

178 12 3
                                    

" هل يُمكن أن يعود بنا الزمن يومًا لنتلافى ما فعلناه من أخطاء ؟ لنعتذر من أولئك الذين أخطئنا في حقهم يومًا ، ونبدي لهم ندمنا الذي ينتزع جزءًا من تفكيرنا يوميًا ، هل يمكن أن يدور بنا الزمن لنجد العجز يحاوطنا ولا نستطيع إعادة ما ذهب ؟ "
| بقلمي |

جالس في غرفته التي يحبس نفسه بها دائمًا ، غير قادرًا علي مواجهة غيره ، وتحـديدًا : أولاده ...
أولـئك الذين خرب حياتهم واحدًا تلو الأخر ، لأنه فكر لمرة واحدة في نفسه دونًا عن الآخرين ، وكم كانت تلك المرة مُكلفة بشكل موجع !

يجلـس أمـام شاشة كبيرة تحتل جزءًا لا بأس به من الحائط ، ينبعث منها ضحكات لفتاة تركض ذات شعر عسلي ناعم يحاوط وجهها بملائكية ، وعينان بذات اللون ، كنُسخة مُصغرة من والدتها ...
والدتـها التي أحبـها في وقـت ما ....
ينبعث صوته من التلفاز وهو يركض ورائها ثم يُمسكها ويرفعها عاليًا فينفرج ثغرها عن نغمات تُطرب قلبه ، وتحيي ندمه ...
يظهر في الفيديو بعدها ابنه البكري وهو يلعب مباراة كرة قدم معه ، يصرخ عاليًا كلما سدد إلي مرمى والده هدفًا ، بينما يظهر صوته المُتذمر بغيظ مُصطنع ...

والآن بعدما يُقارب الثلاثة عشر عامًا صار ابناه شخصان يُضرب بهما المثل ، صار ابناه مَبعث فخر شديد لـه ...
لما حققوه في حيـاتهم بجدارة .... ومـن دون أب ...
مـن دونه ...

سمع صوت طرق الخادمـة علي بابه في خفوت ، ليأذن لها في آلية ، لتدخل حاملة فنجان من القهوة الخاص به ....
وضعته في تهذيب ، واستدارت لترحل مُغلقة الباب خلفها في انصياع ...
وتوجهت للمطبـخ ...

لـم تكن تدري أن ابن مخدومها الأصغر كان يجلس أرضًا مُستندًا إلي الباب بعد عودته من سهرته الصباحية ، يُنصت إلي الأصوات المُتداخلة الصادرة من غرفة والـده ، مُتمنيًا لو يخرج والـده لمرة واحدة ليـراه ويتحـدث إلـيه ....

...................................

" أنت شخص مُختلف ، لم تكن يومًا كما قالوا عنك ، ولم تكن أبدًا كما عَهد الناس منك ، كان بداخـلك مُعجزة تريد الخروج في جِهاد ، ولذلك باق علي تحولـك إلي يرقة .... خطـوة ! "
| بقلمي |

قبـل ساعـة من تحـول كـل شئ ....

كانت تجلـس في غرفتها تتضارب الأفـكار في رأسها في تخبط ، آلمتها حالتـها التي لا تتغير إلا للأسوأ ...
تريد الخـلاص ...
تُريد التحرر من سُجون الماضي والذي لم يكن لها يد فيـه ...

لـكنه شاءت أم أبت أثر فيها بشكل مُفرط ...
اعتدلت في وهن تحاول الوُصـول لحل لما هي فيه ...
علـيها التوقف عن دراسـتها لبعض الوقت ...
وعليها الحصول علي مُساعدة نفسية .... كما أصر عليها أخاها وعُقاب ...

التقطت هاتفها تضئ شاشته ، ذلك الهاتف الذي جاهدت لتحصل عليه من بين براثن زوجة والدها ، والتي أصرت علي عدم امتلاكها لواحد حتي لا يَعبث بأخلاقها ...
بينما حصلـت هند علي هاتف آخر إصدار من شركة شهيرة ...
لديـها سؤال واحد تريد الجواب علـيه في إلحـاح ...
ألـم يُحبها والـدها يومًا ؟
هذا سؤال مُهم ، وتلزمه إجابة ... وستحصل عليها ...

تحت ظِـلال الهوي Where stories live. Discover now