Part 29: السِّر الدَّفِينِ

Comenzar desde el principio
                                    

قَرقَرت مَعِدتُها، وَضعت يَدها على بَطِنها، لم تَكنَّ ضائِعةً فَحسب بلَّ جَائعةً أيضًا.. وتَساءلتَ فِي نَفسِها إن كَانت هَناكَ أي أشجَار مُثمرة تَستطِع قَطف أي فَاكِهة مِنها لتأكَلها.. رفَعت يَدها للأمامَ على أمَل إنِشاء نَوع مِن الدوائر السِحرية التِي يُمكِنها إعادتَها بالزَمن؛ إلى حَيثَ كَانت قَبل دقائقَ، لكِن جَولي عَلمت أن ذلكَ لم يكن سِوى تمنِّيها.

بَعد التَجَول فِي الغَابة بِلا هَدف ولمَ تَصل حَتى إلى البَلدة، لاحظتَ جولي أخيرًا وجَود شجَرة يَتدلى مِن أغَصانِها حّبات التَوت الأحَمر،  تَقدمت نَحوهـا ورفَعت يدهَا للوَصول إلى تلكَ الحَبات لكِن ذِراعها كَان قَصيراً، تَنهدتّ وتساءلتَ إن كَان عليِها تَسلق الشَجرة، الرَب وحَدهُ يَعلم كمَّ الوقَت الذيِ سَتظلهُ عالقَة فِي هَذهِ البلدة المَهجورة، وقَد شَعرت بِصُداع خَفِيف على مَقرِبة مِنها بَسبَب جَوعِها المُتصاعِد مُنذ إسِتيقاظِها.

بالنَظر إلى لحَاء الشَجرة الذِي بدا خَشنًا، سَحبت جولِي أكَمام سُترتَها لتَغطيِة راحَتِي يَديِها قَبل أن تُحاول تَسلقَ الشَجرة، فِي لحَظات اليائس تَظهر أفعالاً يائسة، هَكذا فَكرت جَوليِ فِي نَفسِها.

وضَّعت باطِن حِذائها على حَجرٌ أحاطتهُ أوراقّ الأشجَار الجَافة، قبل أن تُحاول تَسلق على جِدع الشَجرة الخَشن، بَعد مُحاولتَين فِي رفّع نَفسِها أكَثر، نَجحت فِي تَسلق الشجَرة أخِيراً، مَدت إحَدى يديِها ووصَلت إلى التَوت المَوجود على الأغَصان.. بينّما حَاولت تَثبيتَ نفسِها بيدهَا الأخَرى حَول اللحَاء حّتى لا تّنزلقَ وتَسقُط على الأرضَ.. لكنَّها لمَ تَلحظ الأشواكَ التِي أحَاطت الجُذوع الصّغيرة حَيث أثمر التَوتَ، وعندما تحَركت يدهَا لتُمسك بالثمار الحَمراء الأقربَ إليها، انتهى بها الأمر لتُمَسك بالأشواك التي حفرتَ عميقاً فِي راحَة يدَها، وتأوهَت مِن الألمَ.

"آه!" إتَسعت عَينَّاها، وأخَذت نَفسًا عمِقًا مُرتعِشًا بينَّما كَانت تَشتِم نَفسها داخِليًا.

حَاولتَ سَحب يَدها مَع ذلك الجِذع بأكَملهِ حَتى تَستطِيع أخَذ التَوت، لكِنها كانتَ قَد ضَغطت بِقوة حَيث غَرست الاشَواك داخِل جِلدها لذا قَررت سحَبها ببُطء.. حَركَت أصابِعه تُذبذب الجِذع مِن مّكانِه وأثناء قِيامِها بذلك، سَقطتَ بِضَّع قَطراتٍ مِن الدَّم علَى الأرضَ... وأخيراً سحبتَ الجِذع الصَغير الذِي بهِ التوتَ مِن مكانهَ وانزلقتَ ببُطء مِن الشَجرة قَبل أنَّ تَقفِز وتَستقِر عَلى الأرضَ.

رفَعت جَولِي يَدها أمَامها، ونَظرت إلىَ كّفِها الذِي بدى مَثقُبًا بجِروحٍ حدِيثة، نَظرتَ حّولها، وتَساءلتَ إن كَان بإمكَانِها العُثور على جّدول مَاء أو ربّما نّهر حَتى تتَمكن مِن غَسل يَدها وشُرب المَاء.

خَرقُ القَوانِينDonde viven las historias. Descúbrelo ahora