٤٥: العَيـش مِـن أجلَهـا

224 36 3
                                    



_______

بَعد عَودَه فِلورا إِلى المَنزِل و الكَثير و الكَثير مِن المُناقَشات قَررنا أَن نَذهَب لِلعِلاج فى سِويسرا حَيث أُمى لَدَيها الكَثير مِن المَعارِف و الطِب هُناك مُتَقَدِم، بأَى حال فِلورا لَيسَت مُرتاحَه و هى تَتجَنَب الكَلام غالِباً لِسَبَب ما و لا أَعرِف إِن كان عَلى أَن أَسأَلها أَو رُبما عَلى سؤال يونجى.

جيمين عَلِم و ذَلِك أَربَكَنى جِداً لأَن المُفتَرَض أَنَنا لَن نُخبِر جيمين، شَعر بِالكَثير مِن الأَلم و
الغَضَب و رُبَما الخيانَه الأَنَنا لَم نُخبِر و لَكِن
بَعد الحَديث مَع فِلورا تَوجه غَضَبُه لِمكان آخَر.

كان المَرَض يَنتَشِر و رأَيتُه فى فِلورا فى مَلامحِها، غادَرنا نَحو سِويسرا بَعد تَحَسُن فِلورا قَليلاً مِن العَمليه، بَقينا مَع أُمى و كِريس و مَعنا نامجون.

الطَبيعه فى سِويسرا كانَت خاليه حَرفياً لا شَئ مِثلها.

أَثناء التَنَقُل فى القِطار رأَينا آلاف المَناظِر البُانوراميه و كأَنَنى أَنظُر فى صور تَطبيق Paintrest حَرفياً الأماكِن خَياليه، فِلورا بَدات شارِده الذِهن أَتَمَنى أَن تَرَفِه عَنها الطَبيعَه قَليلاً بِما أَنَها تُحِبُها.

مَنِزل أُمى و كِريس جَميل جِداً و بِمُجَرَد الدُخول شَعرتُ بِدفئ المَنزِل، قَضَينا إِسبوعاً نَتَجَول فى المَدينة الجَميله و نَستَمتِع بِوقتِنا رَغم القَلَق المُستَمِر، فِلورا و أَنا بِشَكل ما أَمسَينا أَكثر حَميميه جَسَدياً، الكَثير مِن العِناقات الدافِئَة و الكَثير مِن القُبل اللَطيفَه و أَصابِعنا مُتَصِله طوال الوَقت و هذا فَقَط مِثالى.

أَعتَقِد أَن كُل هَذا التَواصُل الجَسَدى هو نَتيجه الخَوف.... الخَوف مِن الفِقدان.

سِويسرا عُموماً تُعطينى الشُعور بأَنَنى فى أَحد أَفلام هارى بوتَر أَو ما شابَه ذَلِك إِنَه فَقَط الجَو العام على ما أَظُن، الأَلوان الدافِئَة و المَباني القَديمَه و حَتى أَغلَب الناس هَكَذا.

لَو أَتى يَوم أَنتَمى فيه لِدين فَسَوف أَشكُر رب ذَلِك الدين كُل صَباح و فى كُل مَساء لإِن كُل صَباح أَستَيقِظ مَع فِلورا و كُل لَيلَه أُغمِض عَيناى بَعد أَن أُقَبِل فِلورا و أَنا حَقاً سَعيد أَتمَنى فَقَط أَن يَطول وَقت فِلورا فى هَذا العالَم مَعى هُناك أَشياء كَثيره أَود فِعلَها مَعها.

أَن تَواعِد شَخصاً يُريد المَوت لَهوَ أَمرٌ مؤلِم، لأَنَنى أَعلَم أَن ما يَجعَل فِلورا تُريد مُقاتَلة المَرض هو لأَجلى أَنا و لأَجل أَلا أَشعُر بِالذَنب.

حَصل كُل شَئ بِسُرعه!!!! هَذا ما أَشعُر بِه أَغلَب الوَقت و كأَن الوَقت يُحارِبنى بِدون عَدل.

بَعد اللقاء مَع الأطِباء و الكَثيرين مِن الكَلام و الشَرح و تَبَين أَن هُناك سَبع طُرُق لِلتَعامُل مَع سَرطان الدِماغ و هَذا جَعل فِلورا تَتَفائَل قَليلاً بِما أَنه رَقَمَها المُفَضَل، فِلورا سَتَخضَع لِلعِلاج الكِميائى و يُمكِن أَن يُرافِقها لاحِقاً العِلاج بِالأَشِعة، و مَع هَذا يُمكِن أَن لا يَنجَح الأَمر.

إِنَه مُضحِك أَن العِلاج الكِميائى يُسمَى هَكَذا لأَنَه لَيس كِميائياً حَقاً و لَكِنَه لا يَزال مُخيفاً.... مُخيفاً جِداً، السَماع عَن الأَعراض الجانِبيَه و إِعادة التأْهيل و كُل الإِحتِمالاَت!

فِلورا و أَنا قَررنا العَيش فى شَقه أُخرى لا يَجب أَن نَسحَب أُمى و كِريس إِلى الدَوامه القادِمه.

الشَقه كانَت دافِئَه، فِلورا تَستَلقى على السَرير فى الغُرف، و أَنا كُنتُ أَتَصِل بِجين أَخبِرُه بِما يَحصُل، بَعد الإِنتِهاء مَع جين و بَعد الكَثير مِن الحَديث أَخَذتُ كأَس ماء على الطاوِلَه ثُم إِنضَمَمتُ إلى فِلورا على السَرير و عانَقتَها و كِلانا مُستَيقِظين و لَكِن إِختَرنا الصَمت إِلى أَن قالَت فِلورا.

- أَفتَقِد نَفسى.

إِختَرتُ الصَمت بَينَما هى تابَعت.

- و أَفتَقِدنا.

شَدَدت على يَدى بِخِفَه و تابَعت.

- أَفتَقِد المَنزِل و القِطَه إِنِّى و أَصدِقائى.

شَعرتُ بِشُعورٍ لاذِع يَحرِق عَيناى بَينَما تُصبِح رَطِبه، أَخذتُ نَفساً و قُلت بأَفضَل نَبرة أَملِكَها

- عَلَيكِ أَن تُشّفى كَى نَعود لَهُم جَميعاً مَعاً حُبى.

- أُحِبُك جُنجكوك.

- و أَنا أَعشَقكِ.

قامَت بِهذه الحَركَه بِقَدَمَيها حَيثُ داعَبَت أَقدامى بأَقدامِها و فَقَط شَعَّر قَلبى بِالدِفئ الشَديد فَعانَقتَها أَقوى، أَتوق أَيضاً إِلى عَوده الأُمور إِلى ما كانَت عَلَيه العَمل و العَشاء المُتأَخِر مَع فِلورا و الخُروج مَعاً لِلتَنَزُه مَع القِطَه إِنِّى و المَواعيد فى العُطل نَذهب إِلى الغابَه و نامجون على الأَريكه، هذا هو الهَدف الذى أُريدُ العَيش مِن أَجلُه، العَيش مِن أَجل فِلورا.
____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now