٣٩: التَـحلِّى بالأمَـل

266 43 3
                                    



_______

عِندَما بَدأوا الفَحص العَصَبى فَقط إكتَشَفتُ أعراضاً لَم ألاحِظُها و كان الأمر واضِحاً وجود
وَرم حَتى قَبل أن يَتَبادل الأطِباء نَظرة صامِته فيما بَينَهُم ،

بَعد ذَلك كان هُناك التَصوير بالرَنين المَغناطيسي و آه كَم كَرهتُ مَنظر الحُقَن التى تَحتَوى على
الصِبغ و هى تَختَرق جِلد حبَيبَتي فِلورا ،

تَركونى فى قاعه الإنتِظار أموت مِن القَلق سبع ألاف مَره بَينَما فِلورا فى آلة التَصوير بالرَنين المَغناطيسي و أخذ الأمر بَعض الوَقت و كُل ثانيه تَمُر تَجعل الوَضع أسوَء و التَساؤلات
أكبَر ،

رُبَما الوَرَم أكبَر مِن ما كُنا نَتَوقَع و رُبما أن مَكان الوَرم صَعب جِداً و رُبَما كان مُتَفَشى جِداً يا وَيلى سأموت !! ،

كُنت على وَشَك الذَهاب و دُخول الغُرفه كى أرى فِلورا عِندَما رأيتَهم يُعيدونَها إلى الغُرفه و عِندَما ذَهبتُ لأجلِس بِجانِبها رَمَقتنا المُمَرِضه نَفسَها بِنَظره مُريبه و إستَمَر ذَلك لِثَواني قَبل أن يَدخُل الطَبيب و نَوعاً ما شَعرتُ بٍالراحه لِوجُودِه ،

- سَيده فِلورا ، إتَضَح وجود وَرم بالفِعل و
تَبَين أيضاً مُوقعه و عِند إستْئصاله سَوف
نأخُذ خُزعة مِنه لِتَبين إن كان وَرماً سَرطانياً
أم ورماً مِن نوع آخر و طَبعاً وفق تاريخ
عائِلَتِك المَرضى نَتَوقع أنَه وَرم سَرطانى بَعد إستئْصاله و أخذ خُزعه سَوف نَتأكَد ،

ضَغطُ على يَد فِلورا بِقوه و بِمُجرَد خُروج الجَميع عانَقتَها و خَرجَت الدُموع أسرَع مِن ما تَوقعتُ ، سَوف تَكون بِخَير علَيها أن تَكون بِخَير ، مَسحت على شَعرى بِبُطئ و قَبلت جَبهَتى و فَجأة شَعرتُ بِالحاجة للإعتِذار عَن بُكائى ،

- أسِف فِلورا .

- لا تَعتَذِر حَبيبي .

قَبلت شَفَتى بِخِفه و شَعرتُ إثر ذَلِك بِحُزن أكبَر و لَكن تَمالَكتُ نَفسى ،

- عَلَينا إخبار أمى .

هَزت رأسِها و قالت ،

- و يونجى و نامجون و جيمين و الأخَرين أيضاً .

- هذا سَيكون صَعباً .

- نَعم جِداً .

- هل تَظُن أن المُضى بِالعِلاج فى هَذه المُستَشفى سَيكون فِكره صائِبه ؟ .

- أظُن أنَه مِن الأفضَل أن نَقوم بِعمَليه الإستِئصال هُنا و نُقرر بَعد صُدور نَتائِج الفَحص .

- حَسناً ، لَقد تَفقدتُ المَشفَى و لَدَيهُم جَراحوا أورام خُبراء .

- نَعم ، عَلينا تَحديد المَوعد اليَوم و ثُم نَرى .

- حَسناً .

- سَيكون صَعباً جِداً إخبار الجَميع و بالأخَص يونجى .

- نَعم .

بَقَينا جالِسين فى الهُدوء لِمُدة قَبل أن أتَحَدث ،

- فِلورا .

- نَعم حَبيبي ؟ .

- كَيف تَشعُرين .

- خائِفه ..... خائِفه جِداً .

أخذتَها إلى حُضنى ثُم قلتُ ،

- خائِفه مِن ماذا ؟ .

- خَسارة القُدره على التَفكير .

- و مِن ... تَركِك .

- لَن تَذهَبى لأى مَكان وحدِك .

- جُونجكوك حَبيبى .... إن حَصل و مِت لا تَتبَعنى أبداً .

- كَيف أعيش فى عالم تَركِك تُغادِريه حَبيبَتي ؟ .

- ألا تَتَذَكَرى عِندَما تَقابَلنا أول مَره و تَحدَثنا مَعاً ، و قُلت لَكى إنَنى لَست مُتقبل فِكره المَوت لِهذا قَرَرتُ إما الحَياة مَع مَن أحِب أو المَوت مَع مَن أحِب .

- نَعم ... أتَذكر ، لاكِن ... .

أوقَفتَها عَن الإكمال بِقبله دافِئه خَفيفه و
قُلت ،

- لِنَتَوقَف عَن التَفكِر فى تِلك الأشياء فا فى الحالَتَين سَنَكون مَع بَعضِنا البَعض للأبَد حَبيبَتي حَسناً .

- .... حَسناً ... حَبيبي .

أنا أشعَر بِها ، فِلورا مُشاوشه ،

إتَفَقنا على كُل شَئ مَع الجَراحين و حدَدنا مَوعد الجِراحه و على الرَغم مِن أن فِلورا لا تَظهر ذَلك فإن يَدَيها تَرتَجِفان مِن الخَوف إنَها تَخوض هذا لأجلى لأنَها لا تُريد العِلاج إنَها تُريد الجَرى خارِج المَكان ، هُناك أمل ، على التَحلى بِالأمل ، دائِماً .

___________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now