٣٧: لَا أُريـد

215 44 6
                                    



__________

إستَيقَظتُ فى و هَل كان ذَلك كابوساً ؟ هَل حَبيبَتي فِلورا بِخير ؟ أخاف الخُروج مِن الغُرفه لأرى بِشرَتَها الشاحِبه و الهَالات الداكِنه تَحت عَينيها الجَميله و لَكن على الخُروج نَعم الخُروج لِسَماع جَوابِها ،

جَسَدى ثَقيل و قَلبى يَنبِض بِسُرعه العَرق على جِلدى مِثل طَبقه شَفافه شَعرى رَطِب و طَنين مُنخَفِض فى أذُناى الخَوف هذا شُعور مَقيت يَملئْنى و يُعَذِبَني مع القَلَق و تَبقى التَساؤلات
و الأفكار فى ذِهنى ،

ماذا لَو رَفضَت فِلورا الخُضوع للفَحص ؟ و
ماذا لَو رَفضَت العِلاج أيضاً ؟ لا أُريد هذه
لإحتِمالات ، إنها فِلورا حَبيبَتى، قلبى و روحى ،

لا أُريد تَخَيُل حَياتى بِدونِها لا أُريد تَخَيُل العالم بِدونِها و فَجأةً يَبدوا العالم لا شئ كأنها هى الضَوء الذى كان يُنير العالم لى كل الجِبال و كل الغابات و كل المَناظِر الطَبيعية كُلها لا شَئ إذا لَم تَكُن فِلورا مَوجوده ، إنها شَمسى و قَمَرى حُبى و بَهجَتي إنها فِلوراتى وَردَتى ،

لا مَزيد مِن البُكاء جونجكوك لا، مَزيد مِن البُكاء على التَماسُك على أن أكون بِجانِب فِلورا عَلى أن لا أسمَح لفِلورا بأن تَضعَف ،

نَهضتُ مِن على السَرير و خَرجتُ مِن الغُرفه و نَظرتُ لفِلورا الجالِسه على كُرسيها و القِطه إِنِّى جالِسه على قَدَمِها بَينما تَرسم فى كَراسه الرَسم خاصَتِها و تَستَمع للمُوسيقى و تَنظر للخارِج بَين وقْت لآخر ، تَقَرَبت مِنها بِهِدوء و نَظَرتُ بَين اللوحه بَين يَديها ،

- صَباح الخَير حَبيبي .

- صَباح الخَير حَبيبَتي .

- كَيف حالكِ ؟

- بِخَير .

إنَها لا تَبدو بِخَير أبداً ،

جَلستُ على الأرض و أسنَدتُ رأسى على قَدَمَيها و أمسَكتُ بيَدَيها ،

- ماذا قَررتى فِلورا .

أشاحت بِوجهِها و ظهر على وجهِها علامات الإرهاق ثُم قالت بِهدوء شَديد ،

- لأجلَك أنتَ فَقط جونجكوك لأجلَك أنتَ فَقط .

- سَوف تَذهَبى للحُصول على فُحوصات ؟! .

- نَعم .

- و العِلاجات فِلورا ؟ .

تَنَهدَت و شعَرتُ بأن آلام العالم أجْمَعَت فى قَلبِها ،

- سَوف أخضَع لَها جَميعاً .

عانَقتَها و تَركت العَنان لِدُموعى و قُلت هامِساً ،

- سَوف تَكونين بِخير و أفضَل مِن بِخَير حَبيبَتي .

- سَوف أفعَل ذَلك فَقط كَى لا تَشعُر بالنَدم لاحِقاً حُبى .

كَم أكره هذا جداً ، كَيف تَغير كُل شَئ فَجأة ؟ و فِلورا بِلا حَتى ذَرة أمَل واحِدة ، جونجكوك هَيا تَماسَك لَيس وَقت البُكاء ،

- مَتى تُريدين الذَهاب للفَحص فِلورا ؟ .

- اليَوم مَسائاً و لَكن جونجكوك .

- مَاذا حُبى ؟ .

- لا تُخبِر أى أحد عَن هذا و هذا يَشمَل والِدَتِك .

- لِما ؟ !! .

- أُريد ذَلك وحَسب .

- حَسناً .

- تَناول الإِفطار حَبيبي .

- لا رَغبه لى فِلورا .

- رَجاءاً حُبى .

- حَسناً ، هل تَناولتى أنتِ الإِفطار ؟ .

- نَعم ، مُنذ مُدة طَويله .

- حَسناً .

نَهضتُ و ذَهبتُ إلى المَطبَخ ، و أقول فى ذاتى لا دُموع جونجكوك لا دُموع كُن قَوياً ، و لَكن إنها فِلورا حَبيبَتي ، فَقط لا دُموع يَجب أن أكون قَوياً .

أعدَدتُ الفَطور و تَناولته فى غُرفه الجُلوس على الأريكه بِجانب فِلورا شاهَدنا بَعض حَلَقات مِن مُسلسل هى تُحِبه و إتَفَقنا أن البَطل جَذاب على مُستوى أخر لَيس جَسَدُه و صَوته فَقط كُل شَئ حَوله جَذاب و يَجعل دَرجة الحَرارة تَرتَفع و لَكِن لَيس مِثل فِلورا ،

لِثَواني إستَطَعتُ نِسيان أن حَبيبَتي تَحتَضِر ، فِلورا التى تُعانِقنى فى هذه اللَحظه بَينَما تَتَحدث عَن صَوت البَطل سَوف تَرحل تارِكه إياى هُنا وحدى و لَن أسمَعها تَتَحدَث مُجدَداً
عَن المَشاهير المُفَضَلين لَها ،

مَا الذى أُفَكِر فيه !! ، علىَّ أن أتَفائل فِلورا سَتَكون بِخَير ،

- فِلورا حَبيبَتي سَوف أذهَب للحَمام .

- حَسناً ، إنتَبِه لَم أغلِق الماء الساخِن .

- حَسناً .

نَهضُت بِسُرعه و ذَهبتُ إلى الحَمام حَيث بَكَيتُ لِمُدة قَبل غَسل وجْهى و الخُروج ،

مَر الوَقت بِشَكل أسْرع مِن ما ظَننته و أبسَط تَعبير هو أن كُل شَئ مَر بِرمْشه عَين و الأن نَحن فى المَشفى نَنتَظر دَورنا بَينَما أصابِعنا مُتشابِكه و قُلوبِنا تَنبِض بِسُرعه .

__________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now