١٠. ثَمالَة عَرضِية

10.5K 621 532
                                    

✧

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

بعدَ أن استَقر الغَداءُ في بَطنِها، شغَل عَملُ الظَهيرةِ رأسَها و القَهوةُ التي شرِبتهَا لتَصفِية عَقلِها أيقظَت دِماغَها، عندهَا فقَط لاحظَت جِينِيل أنهَا... مُنزعِجة.

كانَ دَاكس مَافرُوس جبانًا حقيقيًا.
نعَم، و صَاحبُ مَنطِق غرِيب مُدمِر للذَات.
لا، لم تكُن وَفاةُ رُوبِي خَطئَه و عِندمَا وجدَت نَفسهَا تُفكِر في ذلِك، تسَاءلتّ عمَا إذا كانَ لا يَنبغِي لهَا أن تَطلُب من الدُكتُور جُونسَن أن يُغيرَ مَكانهُ، بعدَ كُل شَيء، كانَ هُو المُدانَ بقَتلِ الفتَاة المِسكينَة.
علّى أيةِ حَال، فإنَ استِيعابَ الشُعورِ بالذَنب بهذهِ الطَريقَة و وَضعِ ثقَل كُل شَيءٍ علّى عاتِقك، لم يكُن أفضَل طَريقةٍ للتَعامُل مع المَوقِف.
و لم يكُن هنَاك أيُ تَدرِيب في مَجالِ الطبِ النَفسِي ضَروريًا لإكمَال ذلِك.

اعتقدَت جِينِيل أنهَا أفضُل شَخصٍ لمُساعدَة دَاكس مَافرُوس، لكِن من المُؤسِف لها أنهُ لم يَرغّب في الحُصولِ علّى المُساعدَة.
و كانَ ذلِك هو سببَ انزِعاجِها.
كانَت علّى استِعدادٍ لتَخصِيص الكثِير من وَقتِها و التَعلُم من سَنواتِ دِراسَتها في كُليةِ الطِب لهُ.
كانَت علّى استِعدادٍ لتَكرِيس أكثَر ممَا تَسمحُ به أخلاقِياتُ المِهنَة و لكِن مع ذلِك، لم ترَى أيَ طَريقةٍ للقيَام بالأمّر فقَد ألقَى كُل ذلِك بعِيدًا.

سيكُون من الصَعبِ علّى كلٍ فَهمُ عقلِ شَخصٍ أمضَى ثلاثَ سَنواتٍ هنَاك، و قضَى كُل هذِه السَنواتِ صامتًا دونَ أن ينبسَ بكَلمةٍ واحِدة إلى أيِ شَخصّ و الذي وقعَ في مَشاكِل أكثَر مما يمكُن أن تَتحمَله سَلامتُه الجَسدِية.

كانَت تَعرِف أنهُ لا يَنبغِي لهَا أن تَفعلَ ذلِك، لكِن نَوبةُ الغضَب بسَببِ سُلوكِ دَاكس مَافرُوس وُلدَت و نمَت و تطورَت داخِل جِينِيل.
و لم يكُن هناكَ عودَة.
لم يكُن يُريدهَا، حسنًا، كمَا أنها لن تصِر علّى أيِ شَيء يتَعلقُ بمرِيضِها السابِق الآن.

ربمَا سيَكونُ من الأفضَل أن تُحافِظ علّى مَسافةٍ بينهُما. أفكَارهَا، هُرموناتُها، جَسدُها بأكمَله، لم يَتفاعَل بشَكلٍ جَيد عندمَا كان قَريبًا. كان صَوتهُ يَتحدَث في أذُنِ جِينِيل عن كلِ تلكَ الأشَياءِ المُتعلقَة بكَونهِ نُورًا و انجِذابهُ إليهَا و كانَت النَغمةُ الهادِئة و السَاخرَة و الحادَة، أكثَر مما تَستطِيع تَحمُله.
لقد كانَ قريبًا جدًا و في نفسِ الوَقت بعِيدًا جدًا.
حتى بعدَ سَاعاتٍ بدَا و كأنَ وُجودَه.
كان دائمًا حَولهَا، يُحيطُ بها، تاركًا رائِحة عِطرهِ الذُكورِي في الهَواء و هَالتهِ القَوية، و وَضعِية الشَخصّ الذي يَعرِف كيفَ يُرضِي جِينِيل في أيِ جانِب.

𝗔𝗨𝗧𝗢𝗣𝗛𝗜𝗟𝗜𝗔 | أُتوفِيليَا Where stories live. Discover now