٥. الأرَق

11.3K 730 246
                                    

✧

Oops! Questa immagine non segue le nostre linee guida sui contenuti. Per continuare la pubblicazione, provare a rimuoverlo o caricare un altro.

كانَ الأرقُ دائمًا رفِيقًا مُلحًا و غيرَ مرِيح.
في تلكَ اللَيلةِ بالذَاتِ، بدَت و كأنهَا تمِيلُ إلى اتباعِ جِينِيل دونَ أيِ نيةٍ للمُغادرَة. بعدَ قَيلُولةٍ سَريعَة و الحُلمِ الغريبِ بدَاكس مافرُوس، تقلبَت جِينِيل في السَريرِ لمَا بدَا و كأنهُ سَاعاتٌ طوِيلَة علّى الرغمِ من أنها لم تكُن سِوىَ دَقائِق مَعدُودَة. تجعدَ جَسدُها علّى شكلِ كرةٍ بين المَلاءاتِ و قد كانَت في حَالةِ تأهبٍ و غَرائِزها تعملُ بِصرامَة.

لكِن في تلكَ اللَيلةِ المُحددَة التي أعقبَت يومًا حَافلًا و محمُومًا بشكلٍ خاصٍ، يَوم لم تَشهدهُ جِينِيل منذُ فترةٍ طَويلَة - كانت تَنتظِر بالفعلِ وُصولَ اللَحظاتِ غيرِ المُناسِبة. إن صُورةَ جُوشوا ريغَان المَذهولِ و هو يُحدِق بهَا بهذِه الطَريقَة القَذرةِ و الوَحشِية لم تَتلاشَى من ذِهنهَا بقدرِ ما كانت تأملُ. كان لا يَزالُ هناكَ، واضحًا جُزئيًا، يُعذِبها كلَ خمسِ دقائِق. عندمَا اعتقدَت جِينِيل أن النومَ سيأتِي و أنها سَتكُون قادِرةً علّى فِقدانِ نفسِها في قَيلولةٍ أخرَى، و قد شعرَت بالفعِل بجَسدِها يغفُو و يغفُو، هَاجمتَها تلكَ العيونُ المُظلمَة و العَميقَة، مثلَ ثقبٍ أسوَد يَسحبُها إلى أبَديةٍ من الظلامِ الذي لا نِهايَة له.
لقد كانَ الجوُ كئيبًا و مُظلمًا و مُخيفًا من بدايةِ عَمودِها الفقرِي إلى آخِر خَلية في قَدمِها. فتحَت جِينِيل عينَيها و حدقَت في السقفِ الذي عليهِ ظلالُ أغصانِ الأشجَار، و بطَريقةٍ وقحِة قاتِمة تَمايلُوا مع إيقاعِ الريحِ الهادِئ. كانت جِينِيل تَستلقِي علّى جانبِها و تضعُ إحدَى الوَسائِد الاحتِياطِية علّى وجهِها، تحاولُ النومَ مرةً أخرَى، لكن بعدَ دقائِق تأكدَت بأنها قد حُرمَت بالفعلِ من هذه النِعمَة التي كانَت في أمسِ الحَاجَة إليهَا.

أخِيرًا، تغلبَت جِينِيل علّى الحُلمِ الغريبِ بشَأن دَاكس مافرُوس و اللعِين جُوشوا ريغَان و فَسادِه الدنِيء، فغضبَت. رمَت جانِبًا اللِحافَ الثقِيل و الوسائِد التي كانت تحِيطُ بها و ارتدَت رِداءً رقيقاً تسللَ عبرَ بابِ خزانَة ملابسِها الصَغيرةِ المُزدحِمة، ثم نعلَها الدَافِئ و خرجَت إلى الرَدهةِ. كان ذلكَ بعد السَاعةِ الواحِدة صباحًا، بحسبِ ساعةِ يدهَا المُختصَة.

𝗔𝗨𝗧𝗢𝗣𝗛𝗜𝗟𝗜𝗔 | أُتوفِيليَا Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora