٢.الهُولندِية من كَامبرِيدج

13.1K 833 384
                                    

✧

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

أيقظَ المنَبهُ المُزعِج جِينِيل علّى السَاعةِ السَادسةِ صباحًا يُذكرهَا بيَومهَا الأولِ في مَعهدِ سَانت مُورِيس. أولُ يومِ عملٍ في حيَاتهَا كطَبيبةٍ نَفسِية.
كانت خَائفِة، يداهَا تتَعرقَانِ و كان لا بدَ من أن تتَجاهَل رغبتهَا المَجنُونة في العَودٍة إلى المَنزلِ.

*كل شيءٍ سَيكونُ علّى ما يُرام* هذَا ما قَالتهُ والِدتهَا عبرَ الهَاتفِ، عندمَا اتصلَت بها لتَتأكدَ من أن ابنتهَا تمكنَت من الاسِتيقَاظ آمنةً و سلِيمةً في ذلك المَكانِ العَنيفِ و الخَطيرِ، كما تحبُ أن تُذكِرها دائمًا.

*كل شيءٍ سَيكونُ علّى ما يُرام* كان الشَعارُ الذي كرَرتهُ لنفسهَا و هي تَرتدِي زيَ الأطباءِ الأبيَض، مع شعارِ سَانت مُورِيس المُطرَز بخُطوطٍ سَودَاء.
كان اسمهَا موجُودًا أيضًا، مما يدلُ علّى كفَاءةِ موَظفِي المُؤسسَة حتى لو كانُوا غيرَ ودودِين.

ربطَت شعرهَا في كَعكةٍ ضَيقَة أعلَى رأسهَا و إرتدَت نظَارتِها ذاتَ الإطارِ الأسوَد، قبل أن تُظهرَ نفسهَا أخيرًا لعالمِ سَانت مُورِيس المُحبِط. كان مدخلُ المَهجعِ مُزدحمًا بشكلٍ خاصٍ، بالنظَر إلى عددِ المرضَى في المكَان و الذي بلغَ مائَة و خمسِين مرِيضًا، فمن المَعقولٍ على الأقًل أن يكونَ هناك ما لا يقلُ عن خمسَة عشرَ طبيبًا يَسيرُون هناك علّى عجَل.
كان هناكَ في نهَايةِ الممرِ بابٌ فُولاذِي قد أبلغهَا آرثَر عنه في اليومِ السَابقٍ و الذي يضمُ الكَافتيرِيا، و هو المكانُ الذِي كان يَتجِه إليهِ الجَميع.
أخذَت جِينِيل نفسًا عميقًا قبل أن تَخطُو خُطواتِها الأولَى.

علّى بعدِ بابَين منهَا، علّى الجانبِ الأيمَن من الممرِ، ابتسَم لها الطبِيب آرثَر جُونز بسُرورٍ عندمَا تعرفَ عليهَا في وسطِ ذلك البحرِ الأبيَض. كما تسللَ عددٌ قلِيل من المُمرضَات بزيهِن الأزرَق الفاتحِ.

"كيفَ كانت اللَيلةُ الأولَى؟"
سألَ آرثَر عندمَا اقتَربَت جِينِيل مُستجِيبة لابتسَامتِه.

"مَعقُولَة باستِثنَاء بعضِ الصَراخَات التي... واو! يملِكونَ حناجرَ قويَة أليسَ كذلِك؟"
ابتسَمت ابتِسامةً عريضِة حيثُ حاولَت إخفاءَ ملامِحهَا الخائِفة.

𝗔𝗨𝗧𝗢𝗣𝗛𝗜𝗟𝗜𝗔 | أُتوفِيليَا Where stories live. Discover now