Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
✧
لم تكُن جِينِيل تعرِف ما إذا كانَت ضحِيةَ القدَر أم مُجرَد صدفةٍ مُؤسِفة، حيثُ كان دَاكس مافرُوس مرةً أخرَى في طرِيقهَا. و كأنَ الأمرَ لا يكفِي أن تَلتقِي بهِ في جَلساتٍ خاصَة، ثم تفشلُ في المُهمَة الشاقَة المُتمثِلة في كسبِ تعَاطفِه، و قبلَ كل شيءٍ كلماتِه. كمَا لو أنهُ لم يكُن كافيًا أن تُعانِي من الإحراجِ النَاتجِ عن التَحدثُ بمُفردِها معهُ في مكتبٍ صغِير جدًا بالنِسبَة لهُما، فسَيتعَين عليها تجرِبةُ مثلَ هذا الإزعَاج أمامَ الآخرِين.
منحَى دَاكس بطَريقَة سَاخرةٍ و بشَكلٍ خاصٍ جِينِيل ابتِسامةً عَريضَة، كما لو أنه كانَ مَسؤولاً عن كل اللِقاءَات التي يَتطلبُها رُوتِين سَانت مُورِيس،كمَا لو كان مَسؤولاً عن اختيارِ جِينِيل كطَبيبةٍ له، أو كان مَسؤولاً عن اخِتيارهَا في تلكَ الجَلسةِ العِلاجيَة الجَماعِية اللَعينَة. كانت الوَقاحةُ و الأنَانيَة المُتفاقِمة في أسلُوبهِ مُزعجَة للغايَة، بحيثُ كان قادرًا علّى إبعادِ جِينِيل عن الوَاقعِ بِسهُولةٍ سخِيفَة.
فقَط عندمَا سمعَت صوتَ البابِ يُغلَق، استَيقظَت جِينِيل من النَشوةِ التي إستَحوذَت عليهَا من قبلِ عينَي دَاكس مافرُوس الزرقَاء. ثم بدَأت تُركِز علّى العُيونِ المَجنونَة الأخُرى التي كانَت تنظرُ إليهَا باهتمامٍ شدِيد، كمَا لو كانَت لعبةً جَديدَة حصلَ عليهَا طفلٌ للتَو في عيدِ المِيلاد.
وضَع آرثَر يدهُ بلطفٍ علّى كتفِ جِينِيل التي استَدارَت نحوهُ ثم مرَ الذعرُ بالسُرعةِ التي جاءَ بهَا. ابتسَم آرثَر بلطفٍ و أشارَ إلى الكُرسِي الفارغِ الوَحيدِ في الدَائرةِ التي تمتدُ بشَكلٍ غيرِ متَساوِي عبرَ الغُرفةِ الكَبيرَة ذاتِ الجُدرَان البيضَاء. أومَأت جِينِيل برأسِها و سارَت نحوهُ، في مُحاوَلة للحفاظِ علّى وَضعيتِها في وضعٍ مُستقِيم و خُطواتِها ثابتَة. مشَى آرثَر إلى مُنتَصفِ الدَائرةِ، بينمَا التقطَت جِينِيل الحَافِظة التي كانت علّى الكرسِي ثم جلسَت. تَحتوِي الوَرقةُ المُرفقَة بالحَافظَة علّى أسمَاء الأشخاصِ العشرَة الحَاضرِين و المَوضُوع الذي سيتمُ تَطويرُه في تلكَ الجَلسةِ، لا زالَ المرضَى يُصرونَ علّى تَحليلِها ممَا أثارَ انزعاجَها التَام.
