٨.المَاضِي

13.5K 780 567
                                    

✧

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كانَت دَقاتُ الساعَة هي الصَوتُ الوحِيد الذي يُسمَع داخِل المَكتب. في الواقِع، لقد كانَ الصَمتُ عمِيقًا للغَاية، لدَرجةِ أنهُ حتى أدنَى حَفيفٍ لأوراقِ الأشجَار في الخَارجِ كانَ يَترددُ صَداهُ كما لو تمَ تَضخِيمهُ بواسِطة مُكبرِ صَوتٍ قوِي.
الحَركةُ الوحِيدَة التي سادَت هي تَنفسُ الشَخصينِ الوَحيدَين هُناك.
حيثٌ أخذَ زَوجانِ من العُيونِ يُحدِقان في بَعضِهما البعضّ في اتصَالٍ جامِد مثلَ أنقَى الألماسّ.

"جَيد جدًا مافرُوس."
أراحَت جِينِيل مِرفقَيها علّى المَكتبِ.

ارتسمَت علّى شَفتيهَا ابتِسامَة شِريرَة و كانَت تُلقِي نَظرَة ذَكية في اتجَاهِ مرِيضَها الأكثَر سُخرِية و تَقلبًا.

و لكِن، قبلَ أن تَتمكَن من الاستِمرَار قاطعَها.

"اعتَقدتُ أننَا اتفقنَا علّى أنهُ سيكُون دَاكس فقَط من الآنَ فَصاعِدًا، يا دُكتورَة."
بدَا صَوتُه هادئًا و كانَ التَعبيرُ علّى وَجههِ هو الكَمالُ الدقِيق لجِينِيل.

لقد فضَلت تجاهَل الأحاسِيس التي يُسبِبها ذلكَ الصَوت. رغمَ أن الاستِماعَ إليهِ مرةً أخرَى بعدَ مُرورِ ما يَقرُب من أربعِ و عشرِين ساعَة علّى آخِر مرَة، أمرٌ مهَدئٌ.

"إذَا تركَت جانبًا سُخرِية "الدُكتورَة" هذا و عَاملتنِي كجِينِيل، فقَد أفكِر في قَضيتِك."

أطلقَ دَاكس مَافرُوس ضِحكَة أنفِية بنَبرتِه السَاخرَة، ثم ضيقَ عَينيهِ بشَكلٍ مُؤذٍ يهزُ رأسَه لفَترةٍ وجِيزَة في إشارَة سِلبيَة، قبلَ أن يُتابِع.

"لن أفوّتَ فُرصَة رُؤيةِ وَجهكِ الغاضِب في كلِ مرةٍ أنَاديكِ فيهَا دُكتورَة."
غمزَ بشَكلٍ مُغرِي.
"يا دُكتورَة."
و أضافَ يَبتسِم من الأذُن إلى الأذُن.

ابتلعَت جِينِيل ريقَها خِلسَة، تُحاوِل إبعادَ الأفكَار النَجسَة التي سَيطرَت عليهَا عندمَا اهتَز ذلِك البَحرُ من البرِيق الأزرَق بدَوافعٍ خفِية في اتجِاههَا. لكنَها لم تكُن تعرِف ما إذَا كان ذلكَ من نسجِ خَيالِها.
أو ربمَا فضَلت أن تَعتقِد ذلِك.

𝗔𝗨𝗧𝗢𝗣𝗛𝗜𝗟𝗜𝗔 | أُتوفِيليَا Where stories live. Discover now