𝗔𝗨𝗧𝗢𝗣𝗛𝗜𝗟𝗜𝗔 | أُتوفِيليَا

٧. تَقدُم

✧

كانَ النومُ في وقتٍ مُتأخِر أحدَ الأشياءِ الثَلاثَة المُفضَلة لدَى جِينِيل في الحيَاة.
و قدّ حصلَ ذلِك مُباشَرةً بعدَ مُشاهَدةِ الأفلامِ القَديمَة تحتَ الأغطِية في يومٍ مُمطِر و تَناولِ عُلبَة من الشُوكُولاتَة بمُفردِها. لقد تبنَت حَياةً هادِئة و بسِيطَة للغَاية و لم تكُن تحبُ التَغييرَات المُفاجِئة، ليسَ بعدَ ما حدثَ لا، كانَت تخشَى أن يعُود كلَ شيءٍ كما كانَ في السَابقِ و أن تُصبحَ حياتُها تلكَ الفوضَى التي لا نهَاية لهَا مُجددًا.
لكِنها ودَت أن يظلَ الأمرُ بهذِه الطَريقَة، مع القَليلِ من التَعقُل و رَاحةِ البالِ التي تَجعلكَ تَستيقِظ يومًا ما و تعرفُ بالضِبطِ من أنتّ، ماذا تَفعل. و ما عليكَ القِيامُ به.

و مع ذلِك، يبدُو أن مَعهد سَانت مُورِيس قد حرِم جِينِيل من فَلسَفةِ الحياةِ الآمِنة بأكمَلها.

في الواقِع، لم يكُن الفِعل البَسيط المُتمثِل في النَومِ في يومِ السبتِ الجائِع أمرًا بسِيطًا.
أولاً، في السَاعةِ الخَامسَة و النصفِ صباحًا قررَ طائِرٌ لعِينٌ يغنِي أغنِية مُروعَة أن يهبطَ علّى نَافذتِها و يبدَأ في الغنَاء. ثانِياً، قبلَ الساعَة السَادسَة و النصفِ صَباحاً ظهرَت الشَمسّ، الشمسُ المُباركَة التي لا تَظهرُ كل يومٍ تقرِيباً و أشرقَت في وَجهِها مُباشرةً، لذا أجبرَت جِينِيل نفسَها علّى النُهوضِ من السَريرِ و مشَت بقدَميهَا العَاريتَين علّى الأرضِ الباردَة لتُغلِق الستَار. كمَا أنهَا لم تصِل الساعَة الثَامنَة صباحًا حتى أيقَظتهَا الحركَة في الرَدهَة مرةً أخرَى. و أخيرًا قبلَ بُلوغِ الساعَة التَاسعَة صباحًا قررَ المرضَى الصُراخَ في الحَديقَة و لا تَعلمُ السبَب، هذا ما جعلَ جِينِيل تَستسلِم ثم ألقَت الأغطِية علّى الأرضِ و أغلقَت علّى نفسِها بداخِل حمَامِها.

و قَد قضَت عُطلةَ نِهايَة الأسبُوع الأولَى في مَعهد سَانت مُورِيس مُستمتِعة بصُحبَة وَالدِيها اللَطيفَين، اللذَين قطعَا كل الطَريقِ من أكسفُورد فقَط لرُؤيتِها. الحَقيقَة هي أن وَالدتَها أصرَت طِوالَ الأسبُوعِ، كل ثلاثَ مراتٍ في اليَوم، علّى الاتصَال بهَا للتَأكدِ مما إذا كانَ كل شيءٍ علّى ما يُرام، و قد أصرَت علّى رُؤيتِها للتَأكدِ من أن جِينِيل كانَت صَادقَة في أقَوالِها.
بالنَسبَة للسَيدةِ سَافينِي، لم تكُن عبارَة "أنا بِخير يا أمِي" البَسيطَة بنَبرةٍ مُملَة كافِية.