صح بعدها ما غيّر أسلوبه مرّه وكان دائمًا يقابلني بابتسامته المعتادة، بس من وقتها أنا بدأت أحس اني نذل وحاولت أغيّر أسلوبي معاه، صرت أحاول أتفاعل معاه في الكلام، وفجأه اكتشفت ان التعامل معاه مريح ويونس، صار في بيننا اهتمامات مشتركة مدري كيف!

لين نهاية الترم الأول من أولى ثانوي ما كنا خرجنا من إطار الزملاء اللي يشتغلون مع بعض عالمشاريع والأبحاث، بس بعد ما أخذنا الإجازة صرت متخوف ان وقت أرجع الترم الثاني ألاقي ان "صفوان" نقل فعلًا، ورغم انه كان يتواصل معايا في الإجازة ويسألني عن حالي ما حاولت أسأله إذا بينقل أو لا لسببين، الأول عشان ما يزعل من السؤال زي قبل، والثاني عشان ما ياخذ انطباع اني ما أبغاه ينقل، ولو ان ذي الحقيقة بس عمري ما بعترف له بكذا.

الحمد للّه "صفوان" كان موجود الترم الثاني، ومن سعادتي بذا الشيء تعاملي وياه صار أفضل وصرت معطي مساحه أكبر للحكاوي والضحك، وبذا الشكل ومع نهاية السنة كنا خلاص صرنا أصحاب، في الإجازة ما خجلت ذي المرة أسألة إذا بيكون موجود السنة الجاية وكمان أعلمه اني أبغاه يكون موجود.
ما حاولت أنكر انه أفضل صديق حصلت عليه لأنه يمكن كان الصديق الوحيد الحقيقي.

في سنة تانية توطدت صداقتنا أكثر لدرجة ان حكاوينا ما تكون بس عن المواضيع العامة وصارت كمان تاخذ منعطف المواضيع الخاصة.
صار يكلمني عن أهله وعرفت لأول مره السبب اللي خلاه يتنقل كثير بين جدة والمدينة، عرفت أن أبوه وأمه كان في بينهم مشاكل وانفصلوا، أبوه عايش في جدة وأمه في المدينة وهو كان حلقة الوصل بينهم واللي كل واحد يسحبها لجهته شويه، ما كانوا يوصلوا لحل عشان كذا "صفوان" كان يستقر عند أبوه ولما أمه عصبت من الوضع راح وعاش معاها بس أبوه ما عجبه ذا الشيء فرجع لجدة عند أبوه، في النهاية ومع وصول "صفوان" للمرحة الثانوي واللي صار فيها كبير ويقدر يتكلم على ذا الوضع طالب انهم يستقرون على شيء لأن هو أكثر واحد يعاني مع فكرة التنقل بين المدن والمدارس، وأكثر واحد يعاني نفسيًا من ذا الوضع، وذي قالها لي أنا وما قالها لهم بشكل مباشر.
في الأخير صار وقت الدراسة يجلس في جدة عند أبوه وفي الإجازات يروح المدينة عند أمه.

فكرة ان "صفوان" كان واثق فيا للدرجة اللي خلته يحكيلي عن ذي التفاصيل الخاصة من حياته خلتني أنا بعد أبغى أدخله في تفاصيل حياتي، كان الشخص الوحيد اللي بره العائلة ودري بسالفة "لجي"، والوحيد بشكل عام اللي كنت أعلمه عن شعوري الصادق في كثير من الأمور اللي ما أبين مشاعري تجاهها، حتى "سعد" رغم قربه مني ما كنت أفضح قدامه مشاعري الحقيقية بذا الشكل.

أقدر أقول ان الفترة اللي صرت أفضفض فيها ل"صفوان" كانت أكثر فترة مرتاح فيها فحياتي، دام وضعنا على كذا لين ما صرنا ثالث ثانوي وبيننا وبين التخرج كم شهر.
مدري مين اللي رأيه أثر على الثاني بس ان احنا الإثنين قلنا نبغى نتخصص طب، وكان في احتمال كبير اننا نكون في نفس الجامعة كمان، بس ذا الاحتمال بدأ يندثر لما أبو "صفوان" اتزوج قبل تخرجنا بكم شهر، وذي  كانت ثاني أكثر فترة شفت "صفوان" ذابل فيها، كان يعلمني قد إيش مو مرتاح بوجود زوجة أبوه وياهم، صح هي ما كانت متسلطة ولا كانت تتعامل معاه بشكل كبير أصلًا، بس هو كان يحس بشعور مر ان في وحده ثانيه أخذت مكانة والدته في البيت.

لُجَيْ ٢ | عاميّة سعوديةWhere stories live. Discover now