غَـزلٌ وثَـمالة
___________________________
قِيلَ أنَّ الفُـؤادَ يُحاطُ بِـغِشاءٍ مِن خَمرٍ ما إنَ عَشِقَ أحدُهم.
حتى يَغدو المَرءُ سَكراناً وما هُو بِـمُعاقِرٍ لِـكُؤوسِ الخَمر.
-دَريُون.
لُون أسوَدٌ يَحوي النُّجومَ سُكِبَ على نَقاءِ السماءِ الزاهِيةِ جاعِلاً مِن ظُلمَتِها تُعتِمُ المَكان.
القَمرُ فِي طُورِ البَدرِ مُنيرٌ لِلمَملكةِ الظلماء
حَلَّ الفَجرُ والكُلُّ نِيامٌ
يَتلحّفونَ بِـالأغطيةِ الحَريريَّةِ المُطرّزةِ بِـالذَّهبِ داخِلَ القَصرِ المَلكِي.
نَسيمُ هَواءٍ عَليلٍ..
يُرفرِفُ بِـخُصلاتِ الأميرَةِ السَّوداء.
قاتِمةٌ هِيَ
إلا مُقلَتيها اللتانِ يَتوهّجانِ
بِـفِعلِ إنعِكاسِ بَريقِ القَمرِ داخِلهما.
يَـتردّد صَدى كَلِماتِهِ فِي ذِهنِها مُسبِّباً بَعثرَتها.
تَشعُر بِـأشياءٍ لا يَتوجّبُ عليها الشُّعور بِها.
مَشاعِرٌ طَغت على خافِقها المُضطَرِبِ أثَر تَحدِيقاتِهِ الناعِسةِ نَحوها.
أفاقَت مِن سَهوتِها عِندَما أبصَرت طَرف شِفاهِه يَرتفِع.
إبتَسم لَها إبتِسامَةً جَميلةً ما زادَته إلا وَسامة.
-لِمَ تَصنَّمتِ؟
أ وَيَحِقُّ له السُّؤالَ بَعدما أردى بِـخافِقها مُرتَعِداً.
أوصالُها إرتَعشت بِـشعُورٍ هِيَ تَعلمهُ جَيّداً.
شُعور الإنجِذاب..
"الأحادِيثُ لَكِ وأنتِ لِي"
جُملَته تَتكرَّرُ داخِلَ رأسَها.
بِـأيِّ حَقٍّ يَسألُها؟
الأحادِيثُ لَكِ
أنتِ لِي.
أ يُخبِرُها أنَّها لَه؟
أ هُوَ ثَمل؟
رَفعت بِـكفِّ يَدِها نَحو وَجنتِهِ تَتحسَّسُ حَرارَته.
لِـتَجِدَ أنَّها طَبيعيّة..
هَل هُو جاد؟
لـ..لكِن لَحظة..!
ما هَذهِ الرّائِحةُ المُنبَعِثةُ مِنه.؟
إقتَربت مِنه لِـدَرجةِ أن زَفيرَهُ باتَ شَهيقَها..
إستَنشقت عَبيرُه المُمتَزجِ بِـعَبقِ الياسَمينِ وَرائِحةٌ أُخرى قَويّة.
YOU ARE READING
ARROWS.
Historical Fictionأُقحوانَتا جَبلٍ بالعُلوِ قَد إتَّسَمَ .. وما هُما بِنابِتتينِ على غَيرِ جَبَلِهِما . وإن تَزعزَع هذا الجَّبلُ فَما هُما بِأُقحوانَتينِ رَقيقَتينِ بَل زَهرتينِ شائِكتين تَنثُرانِ عَبقَهُما في الوِديانِ .. تَجرَحانَ كُلَّ مَن تَقرَّبَ مِنُهما . مُريق...
